وتم خلال هذه الاجتماعات، عرض نشاط هذه المؤسسات وتقاريرها المالية بالإضافة إلى عدد من المسائل التي تتعلق بدعم تعاون هذه المؤسسات مع مختلف الدول الأعضاء في إطار العمل العربي المشترك. وقام معالي الوزير خلال هذه الاجتماعات بعقد لقاءات مع رؤساء الوفود العربية وكبار المسئولين في المؤسسات المالية العربية والإسلامية وذلك للبحث في فرص مزيد دعم التعاون مع هذه المؤسسات. وفي كلمته أمام نظرائه من الدول العربية، قال سيد علي سيد شيخان "لقد شهدت جمهورية القمر المتحدة في مطلع هذا العام تغيرات سياسية مرنة أدت إلى جو هادئ واستقلالية تامة في الانتخابات التي جرت في الـ10 من أبريل من العام 2016 لاختيار الرئيس الجديد لقيادة الدولة، وتم انتخاب فخامة الرئيس العقيد عثمان غزالي رئيسا لجمهورية القمر المتحدة لمدة خمس سنوات حسب النظام".
موضحا في كلمته أنه "منذ تواليه السلطة في 26 مايو 2016 شرع فخامته بوضع وترسيخ قواعد البناء في تحريك عجلة التنمية المستدامة خاصة في إحياء البنية التحتية التي أصبحت شبه معدومة من شبكة الطرق والمواصلات والمؤسسات التعليمية والمواني والمطارات وشبكات الطاقة الكهربائية والمؤسسات الصحية وغيرها والتي أصبحت حاجزا قوية مانعا لعدم مواكبة جزر القمر للتطورات الهائلة التي تشهده العالم حاليا. كما يسعى فخامته لوضع الاحتياطات اللازمة لمنع ومحاربة كل أنواع الفساد المالي والإداري، وسد منافذ الإرهاب والنزاعات المذهبية وتطوير المؤسسات المالية العامة والخاصة. وقال شيخان "إن الوضع الاقتصادي لوطنكم الثاني جزر القمر تمر بمرحلة صعبة يتوجب منا الحزم والجد والاجتهاد لربط الأحزمة لنتخطى العقبات التي تواجهنا لبناء دولة حديثة قادرة على استجابة طلبات المواطنين خاصة جيل الشباب لأنه حينما نذكر الشباب نعني مستقبل دولنا وشعوبنا وأنظمتنا وخيرات بلادنا.
فكل يوم تتضاعف علينا المسؤولية وعلينا أن نتحملها بكل ما أوتينا من قوة". مؤكدا "أن الحكومة القمرية تعتزم الشروع في تبني برامج الإصلاح الاقتصادي مع المؤسستين الدوليتين البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وجميع الهيئات والمؤسسات المالية لأشقائنا العرب ليساهموا معنا لتحقيق أهداف هذا البرنامج الذي يدعو إلى تقليص معدل البطالة وتهيئة فرص عمل للشباب الذي أصبح من الأولويات الحكومة الجديدة".
رغم قلة الموارد الاقتصادية إلا أن الأمن والأمان أهم موارد جزر القمر
وأشار قائلا "صحيح أن جزر القمر تعاني من قلة الموارد الاقتصادية المعاصرة لكن تتوفر فيها موردا مهما تفتقده معظم دول العالم وهي عنصر الأمن والأمان والاستقرار حيث تقل معدل الجريمة إلى 1%. ومع هذا فإنها تحتفظ بالكثير من الموارد التي لم تستغل بعد، فهي بكر في خيراتها وخاماتها الطبيعية، تدعوكم جميعا إلى التفكير والاهتمام، وأن تجعلوها واحة العرب بطبيعة الموقع الاستراتيجي الهام التي تقع فيها، في مضيق موزمبيقي مطلة على الساحل الجنوبي الشرقي للقارة الإفريقية، منطقة التواصل التجاري والثقافي بين دول العالم خاصة دول الجوار".
ودعا الهيئات المالية العربية إلى "إن جزر القمر تتطلع إلى التضامن العربي لتحقيق طموحاتنا وتحسين ظروف معيشتنا، وتفعيل دور القطاع الخاص، وإحياء الوشائج الأخوية التي تربطنا". وقال شيخان "إن هذا المؤتمر فرصة لا تعوض لعرض القليل من الأفكار التي تحملها حكومة سيدي صاحب الفخامة الرئيس عثمان غزالي أمام إخواننا العرب الذين نكن لهم كل الود والاحترام للمصالح المتبادلة التي نتمتع بها وتحيينا، وعلى هذا السياق فإن الحكومة تسعى إلى الحصول على تأييد ودعم من جميع شركائنا للتنمية ماديا وأدبيا في أقرب فرصة ممكنة".
وفي ختام كلمته قدم وزير المالية والميزانية الشكر والتقدير إلى المملكة المغربية ملكا وشعبا على الاستقبال الحار والضيافة الكريمة التي حظي بها والوفد المرافق منذ والوصول إلى المغرب. شكر جميع الدول العربية للوقوف معنا خاصة حكومة إمارة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة للمعونة الأخيرة التي قدموها إلى جزر القمر للتغلب على مشاكل الطاقة الكهربائية.