إعداد/ شيخ علي حماد ✍️
وكان الوفد السعودي قد وصل إلى العاصمة موروني يوم الثلاثاء 5 أغسطس الجاري، حيث أجرى سلسلة من اللقاءات مع كبار المسؤولين في الدولة، على رأسهم رئيس الجمهورية غزالي عثمان، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي مباي محمد، والأمين العام للحكومة نور الفتح غزالي، ووزير الاقتصاد مصطفى حسن، ورئيس اتحاد غرف التجارة القمرية شمس الدين أحمد، إلى جانب ممثلين عن القطاع الخاص
وخلال الزيارة، ناقش الطرفان سبل تفعيل اتفاقية التعاون الاقتصادي الموقعة في نوفمبر 2024، كما تم توقيع عدد من الاتفاقيات الجديدة التي تخدم مجالات الشراكة الاقتصادية، لاسيما تلك التي تربط بين وزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار المكلف بالاندماج الاقتصادي ووزارة التخطيط السعودية
وقام الوفد كذلك بزيارة عدد من المواقع الحيوية والمؤسسات الاستراتيجية والمعالم التاريخية في البلاد، في إطار تعزيز المعرفة بفرص الاستثمار والتنمية المتاحة في جزر القمر
شراكة استراتيجية في الأفق
واختتم الوفد السعودي زيارته بلقاء رسمي مع رئيس الجمهورية غزالي عثمان، صباح أمس الخميس في القصر الجمهوري ببيت السلام، حيث عبّر فخامة الرئيس عن تقديره لهذه الزيارة، مشيدًا بمتانة العلاقات بين موروني والرياض في مختلف المجالات، خصوصًا الاقتصادية والتعليمية والأمنية والسياسية
وعقب اللقاء، صرّح وزير الاقتصاد القمري مصطفى حسن للصحفيين، مؤكدًا أن الرئيس غزالي عبّر عن امتنانه للوفد السعودي، ومجددًا "رسالة الأخوة" تجاه المملكة العربية السعودية، التي وصفها بـ"الدولة الشقيقة والصديقة". وأضاف الوزير: "نعمل على تنظيم اجتماع اقتصادي موسّع يجمع الفاعلين الاقتصاديين من كلا البلدين، بهدف إعادة صياغة استراتيجية شراكة استثمارية جديدة تتماشى مع خطة جزر القمر الناشئة، التي أطلقها فخامة الرئيس غزالي عثمان
وأشار الوزير إلى أن اللقاءات ناقشت أيضًا أسباب تراجع اعتماد التجار القمريين على السوق السعودية، مؤكدًا أن المرحلة القادمة ستشهد إعادة تقييم للوضع بما يتيح عودة التعاون التجاري إلى سابق عهده
مشاريع سعودية قائمة في جزر القمر
وفي هذا السياق، أشار وزير الاقتصاد إلى بعض الإنجازات التنموية التي موّلتها المملكة في جزر القمر، مثل: إعادة تأهيل طريق لينغوني، إعادة تأهيل طريق موتسامودو - سيما في جزيرة أنجوان، تطوير طريق هاهايا - ميتساميهولي في جزيرة القمر الكبرى، وإنشاء بنى تحتية صحية جديدة
من جهته، أعرب المدير العام التنفيذي للعلاقات بين المملكة العربية السعودية وأفريقيا، البصير إبراهيم عبد الله، عن امتنانه لحفاوة الاستقبال وتنظيم اللقاءات، معربًا عن أمله في أن تكون هذه الزيارة: "بداية لشراكة جديدة تُفضي إلى حوار بنّاء، وتعزز التعاون الاقتصادي، وتفتح آفاقًا استثمارية واعدة تخدم مصالح البلدين الشقيقين
وأكد أن جزر القمر تتمتع بموقع استراتيجي فريد، يؤهلها لتكون بوابة للأسواق الإقليمية والقارية والدولية، بفضل عضويتها في: منظمة التجارة العالمية، منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية