logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

اليوم العالمي لحرية الصحافة: لا دولة ناشئة دون صحافة حرة ومستقلة

اليوم العالمي لحرية الصحافة: لا دولة ناشئة دون صحافة حرة ومستقلة

الوطن بالعربية |  | كتب - محمد أحمد ممادي

image article une
عنف جسدي ومعنوي وتضييق مالي وسجون.. ذلك بعض من ضريبة الكلمة الحرة التي يدفعها الصحفيون لإيصال الحقيقة ناصعة إلى الجمهور في ظلام الجهل والتخلف والسلبية. واحتفل العالم أول أمس الأربعاء الـ3 من مايو باليوم العالمي لحرية الصحافة تحت شعار "عقول نيرة في أزمنة صعبة: دور وسائل الإعلام في بناء وتعزيز مجتمعات سلمية وعادلة وشاملة للجميع" وهو شعار يعبر بلا شك عن التحديات التي تواجه وسائل الإعلام اليوم في ظل التغيرات التي يشهدها العالم.

 

وبهذه المناسبة، نظم الصحفيون القمريون في العاصمة موروني مسيرة سلمية من ساحة كارتالا إلى ساحة الاستقلال وسط المدينة، احتفالا باليوم العالمي لحرية الصحافة. وهو يوم يعترف فيه الناس حول العالم بالحق الإنساني الأساسي في حرية الصحافة، كما يعرف فيه بدور الصحافيين الذين فقدوا حياتهم لأداء مهنتهم من أجل إيصال المعلومة. ويتعرض عدد من الإعلاميين في العالم إلى أبشع أنواع التعذيب والتنكيل بسبب كشفهم للحقائق، واقترابهم من خطوط النار، كما تتعرض عدد من وسائل الإعلام -الصحف والقنوات الفضائية- إلى المصادرة والإغلاق بسبب اختلاف توجهها -سياسيا وأيديولوجيا- مع الأنظمة الحاكمة. والثالث من مايو هي فرصة كبيرة للصحفيين "للاحتفال بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وتقييم حالة ممارسة المهنة، والدفاع عن وسائل الإعلام من الهجمات ضد استقلالها، والتذكر بهؤلاء الصحفيين الذين قتلوا أثناء تأدية عملهم".

وجاء في البيان الذي أصدره الصحفيون القمريون وتلاه الصحفية في إذاعة انغازيجا، مونا حليمة مارغريت أمام تجمع الصحفيين في ساحة الاستقلال، أن شعار هذا العام يتفق مع القيود التي تواجه الصحافة القمرية حاليا، من المنافسة الشرسة من شبكات التواصل الاجتماعي وإدارة التدفق المستمر للمعلومات. وقالت مارغريت "الكراهية والمؤامرات والكذب والهواية، حلت محل الحقيقة والتقصي والعمل المهني". مؤكدة في الوقت نفسه دور "الصحافة الحرة والتعددية والمستقلة" في الحصول على التعليم والاندماج الاجتماعي والسلام. وأشارت مارغريت إلى أن "وسائل الإعلام لا يمكن ضمان تنفيذ واحترام سيادة القانون، ودعم البرنامج الذي يجعل البلاد دولة ناشئة، إلا عندما يكون حرة ومستقلة وتعددية. موضحة أن الصحافة الاستقصائية تلعب دور حاسم في الكشف عن الفساد السياسي والاقتصادي".

وأوضحت الصحفية في إذاعة انغازيجا أن الصحافة القمرية يتواجد في "بيئة غير مستقرة بشكل خاص". والصعوبات المالية، والتضييق التدريجي لمساحة الحرية، والاعتداء الجسدي والشفوي، هي عدد من العقبات التي يواجهها الصحفيون في ممارسة مهنتهم. مستشهدة على سبيل المثال الصحفي الرياضي من جريدة الوطن علاء الدين جمعة الذي اعتدي عليه مؤخرا في ملعب موروني بسبب مقال يعود إلى العام 2015. بالإضافة إلى الضغوطات المباشرة وغير المباشرة من قبل السلطات والتي "تخلط مهمة الصحفي للإعلام مع الاتصال والدعاية". وفي بيان تلاه باللغة القمرية رئيس تحرير صحيفة الوطن محمد يونس، شجب العديد من الهجمات على حرية الصحافة في جزر القمر. مؤكدا في الوقت نفسه، أهمية تدريب الصحفيين وهو شرط أساسي لجعل المهنة أكثر مصداقية. وأثنى على اثنين من الصحفيين رئيسة تحرير صحيفة الوطن السابقة سامنية بونو التي تعاني من المرض وأبو الشيخ الذي وفته المنية الاثنين الماضي في العاصمة الفرنسية باريس.

 

 

الصحافة في يوم حريتها

وفي آخر تقييم من منظمات مهنية، تبدو حرية الصحافة "مهددة اليوم على نحو لم يسبق له مثيل من قبل" وتواجه مخاطر حتى في الديمقراطيات العتيدة، وفق تقرير لمنظمة "مراسلون بلا حدود" صدر قبل أيام بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة. قالت المنظمة إن وضع الصحافة "خطير للغاية" في 72 دولة - من أصل 180- بينها الصين وروسيا والهند وكل دول الشرق الأوسط تقريبا وآسيا الوسطى وعدد كبير من دول أميركا الوسطى والقارة الأفريقية. وتبوأت النرويج فالسويد ففنلندا فالدانمارك مركز الصدارة بذلك التقييم السنوي، وجاءت دول عربية منها السودان ومصر وليبيا واليمن والبحرين والصومال في أسفل القائمة. أما كوريا الشمالية فإريتريا فتركمانستان فسوريا فكانت بالذيل. ووفق معطيات المنظمة، قتل منذ مطلع العام الحالي 11 إعلاميا: ثمانية صحفيين اثنان منهم بـ العراق وواحد بسوريا وثلاثة بـ المكسيك وواحد في روسيا، وقتل مدونان بسوريا، ومساعد صحفي بـ أفغانستان. أما المعتقلون -من الصحفيين وحدهم- فبلغوا 193: في مصر وحدها 23 وفي سوريا سبعة وبإيران 15 وفي تركيا 49 وفي البحرين ثمانية. أما المدونون فاعتقل منهم 166: في سوريا 17، والصين 82. كما اعتقل 10 مساعدين صحفيين، اثنان منهم بسوريا.

تعليقات