وقد تسلم رئيس الجمهورية غزالي عثمان الرئاسة الدورية للاتحاد الافريقي من نظيره السنغالي ماكي سال لمدة عام كامل. وفي خطاب التسليم، صرح الرئيس ماكي سال قائلا "إنني أتقدم بالتهنئة لغزالي عثمان رئيس جمهورية القمر المتحدة وأعضاء المجلس على انتخابهم، وأن هذه المهمة كبيرة نظرا للتحديات الإقليمية الدولية الجسيمة، غير أننا واثقون في قدرتهم على خدمة القارة الافريقية". مؤكدا على التزامه بالعمل والتعاون مع الرئيس غزالي لتحقيق مهامه على أكمل وجه.
وفي خطاب قبول المهام، قدم الرئيس غزالي شكره لتكليف بلاده لرئاسة الاتحاد الافريقي، وقال بأنه شرف كبير بالنسبة له ولبلاده جزر القمر، مؤكدا بأنه سيبذل قصارى جهوده خلال توليه هذه المسؤولية، في تلبية تطلعات الشعب الافريقي. كما قدم فخامته كل الشكر والامتنان لأعضاء مكتب الاتحاد الأفريقي وكل الرؤساء عن منطقة شرق أفريقيا على دعم ترشيحه لرئاسة الاتحاد الأفريقي، خاصة الرئيس الكيني الذي تنازل لصالح ترشيح جزر القمر.
وكان رئيس الاتحاد الافريقي الجديد قد أعرب في بداية كلمته عن تعازيه وتضامنه التام مع تركيا وسوريا وذلك بعد الزلزال العنيف الذي هز البلدين وخلف العديد من الضحايا والخسائر الفادحة، داعيا الحاضرين الوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح الضحايا. وأضاف أن حصول جزر القمر على هذه الفرصة دليل على قناعة منظمة الاتحاد الإفريقي بأن كل البلدان تتمتع بنفس الحقوق والواجبات.
وقال "إنني أشعر بجسامة هذه المسؤولية القارية وسأبذل قصارى جهدي من أجل تولي زمام هذه المسؤولية، وسأعطي الأولوية للحوار والإنصات ولم الشمل من أجل نجاح ولايتنا". كما وعد الرئيس غزالي في خطابه بأن ولايته ستركز على قضية السلام والأمن وتغير المناخ والاكتفاء الذاتي من الغذاء. وقال بأن هناك أربع عوامل من شأنها أن تجعل من الممكن تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة الأفريقية القارية، وهو الموضوع الرئيسي في هذه القمة السادسة والثلاثين لرؤساء الدول والحكومات الافريقية.
أما رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد فقد أوضح في كلمته الافتتاحية لأعمال القمة أنه لابد من تمثيل أفريقيا في مجلس الأمن بمقعد دائم على الأقل ومقعدين غير دائمين. بينما شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أن "أفريقيا بحاجة إلى العمل من أجل السلام"، مشيرا إلى الوضع في منطقة الساحل وشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. وأضاف غوتيريش أن الحرب الروسية الأوكرانية أثرت بشكل مباشر على حياة الشعوب الأفريقية التي تتحمل أكبر التحديات، على حد قوله. ورأى الأمين العام للأمم المتحدة بأن أفريقيا تحتاج إلى تمويل دولي لتخفيف عبء الديون المثقلة بها، مطالبا بعودة المسار الديمقراطي في السودان ومالي وبوركينا فاسو.
وفي كلمة له، قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي إن المطلوب هو تفعيل منطقة التجارة الحرة الأفريقية سريعا لمواجهة التحديات المختلفة، مضيفا أن شركاء القارة السمراء "يفرضون شروطا صارمة لتمويل مشاريعنا المختلفة". كما دعا فكي إلى وجوب إصلاح الحوكمة العالمية التي تُقصي أفريقيا من مجلس الأمن، مشيرا إلى أن بعض الأهداف التي تبنتها القارة لم يتم تحقيقها بسبب غياب الإرادة السياسية لدى البعض. وحذر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي من توسع الإرهاب في مالي وبوركينافاسو وتشاد، موضحا الحاجة لتضامن دولي مع البلدان المتضررة.
هذا وتعقد جلسات مغلقة لإقرار جدول الأعمال، والاستماع لتقارير عن حالة السلم والأمن، ومنطقة التجارة الحرة الأفريقية، إضافة إلى ملفات أخرى تتعلق بتقييم خطة تنفيذ العشرية الأولى من رؤية أفريقيا 2063، وإصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وستختتم أعمال القمة السادسة والثلاثين لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي غدا الأحد مع إصدار البيان الختامي للقمة.