بعد ثلاثة أيام من المناقشات والأعمال المكثفة والزيارات الميدانية، اختتم الاجتماع التحضيري للجنة المغربية القمرية المشتركة، أول أمس الأربعاء 19 فبراير الجاري، في العاصمة موروني. وخلال الحفل الختامي الذي أقيم في فندق غولدن توليب، أعلن رئيس الوفد المغربي محمد صبحي مدير عام الشؤون الأفريقية بوزارة الشؤون الخارجية المغربية وصيف محمد الأمين وزير الشؤون الخارجية القمري عن نجاح الوفدين في "وضع اللمسات الأخيرة على العديد من الصكوك القانونية التي سيتم تصديقها خلال الجلسة الأولى للجنة المشتركة الكبرى للتعاون في الرباط"
وفي كلمته، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، صيف محمد الأمين، إن هذا العمل المنجز خلال هذه الأيام الثلاثة، سيسمح "بإنشاء إطار أكثر ملائمة لضمان التطور المستمر لعلاقتنا في جميع المجالات". من جانبه، رحب رئيس الوفد المغربي بالتقدم المحرز في الاجتماع، ولاسيما مداخلات الوفدين بشأن مختلف النقاط التي تم التفاوض بشأنها. وقال مدير عام الشؤون الأفريقية بوزارة الشؤون الخارجية المغربية، محمد صبحي "أرحب بتقاربنا في وجهة النظر وتحليلاتنا ومواقفنا بشأن جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك، لأننا نتقاسم نفس الرؤية لمستقبل أفريقيا والعالم. ونحن نسعى لتحقيق نفس الأهداف بما في ذلك ما يخدم مصالح شعوبنا"
التوقيع النهائي بغضون أسبوعين
وبالنسبة للسفير محمد صالح، المعروف بـ"لامارتين" فإن مخرجات الأيام الثلاثة من العمل قد تجاوزت الأهداف المحددة. وقال "مفتوح لبرنامج يشمل على 24 اتفاقية تم فحصها واعتمادها بين الطرفين، وأن اتفاقيات أخرى تم فحصها خارج البرنامج، وبذلك يصل إجمالي عدد الاتفاقيات التي تمت الموافقة عليها إلى 27 اتفاقية". وفي كلمته أمام الوفد المغربي المكون من أربعين شخصا، أكد السفير محمد صالح أن "الشعب القمري حساس تجاه هذا التضامن المثالي للملكة المغربية. لا توجد منطقة أو أسرة في بلادنا لا تشعر اليوم بأهمية ووزن الوجود المغربي في جزر القمر"
وفي نهاية الحفل الختامي، عقد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بحضور رئيس الوفد المغربي محمد صبحي مؤتمرا صحفيا لبضع دقائق أمام وسائل الإعلام. وخلال المقابلة الصحفية، أوضح الوزير صيف محمد الأمين أن الأعمال التحضيرية للجنة الكبرى المغربية القمرية المشتركة هو "استمرار منطقي للمناقشات المثمرة التي أجريت على هامش مؤتمر شركاء التنمية في جزر القمر في ديسمبر الماضي بباريس. وأعرب رئيس الدبلوماسية القمرية عن سروره لرؤية النتائج التي تم التوصل إليها في محضر الاجتماع تتعلق بقطاعات ذات أولوية مثل التعليم والصحة والتدريب المهني والسياحة والطاقات المتجددة. وفي نهاية كلمته للصحفيين، أشاد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجهود الوفدين والجهود التي بذلتها طوال اليومين الماضيين من المحادثات وأن "هذه المجهودات مكنت المجتمعين من صحة تحقيق 27 اتفاقية والتي سيتم تقديمها للتوقيع في وقت قريب جدا بين وزيري خارجية البلدين بمناسبة عقد أول اجتماع اللجنة الكبرى القمرية المغربية في الرباط". وقال صيف محمد الأمين إن مشاريع الاتفاقيات "ستوقع في الرباط بغضون أسبوعين"
وكان وفدا رفيعا المستوى من المملكة المغربية برئاسة مدير عام الشؤون الأفريقية بوزارة الشؤون الخارجية المغربية محمد صبحي قد وصل البلاد مساء يوم السبت 15 فبراير الجاري بهدف القيام بالأعمال التحضيرية للجنة المشتركة بين جزر القمر والمغرب. وتكون الوفد من أربعين شخصا من الوزارات ورجال الأعمال والبنوك وغرف التجارة والصناعة. وقبل مغادرة الوفد البلاد أمس الخميس التقى فخامة الرئيس غزالي عثمان في القصر الجمهوري ببيت السلام لعرض ما تم التوصل إليه مع الجانب القمري
