وقد حضر مراسم إعلان الصلح عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم السفير الأسبق جعفر عبد الله الشيخ، والدكتور طاهر إبراهيم مواسى، ورئيس بلدية بَندَانِي أحمد حامد، وقاضي المنطقة علوي حسين جمل الليل، صاحب المبادرة، إلى جانب نخبة من الدعاة والخطباء وأعيان المنطقة
أقيم الاحتفال في بلدة باتسا اتسندرا، وافتُتح بآيات من الذكر الحكيم تلاها الطالب أمير أحمد، تلتها كلمة ترحيبية ألقاها عمدة المدينة الحاج أحمد، الذي عبّر عن امتنانه لكل من حضر وساهم في هذا العمل الخيري والشرعي، الذي يجسد روح الإصلاح والتآلف بين الناس. وفي كلمته، تحدث قاضي المنطقة علوي حسين عن فضل الصلح، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾ كما استعرض الأحاديث النبوية التي تدعو إلى إصلاح ذات البين، مؤكدًا أن ذلك من أعظم القربات
وألقى الشيخ يوسف أحمد مدهومي، ممثل دعاة جزر القمر، كلمة لامست الواقع الاجتماعي، متحدثًا عن ماضي البلاد الذي اتسم بالأمن والوحدة، محذرًا من الحاضر المليء بالتحديات، داعيًا إلى تشكيل شرطة موحدة بين القرى لمحاربة الفساد وخاصة تعاطي الخمر والمسكرات
دعوات بالشفاء.. وخطاب حازم من قاضي القضاة
من جانبه، أكد الشيخ أحمد راشد مْبَاي، في كلمته نيابة عن دعاة منطقة اتسندرا، على أن وحدة المسلمين مطلب شرعي أساسي لا يكتمل الإسلام إلا به، شاكرًا جهود سماحة المفتي وقاضي القضاة ومختلف العلماء على رعايتهم لهذه المبادرة المباركة. وأعرب ممثلو البلدتين عن قبولهم التام للمصالحة، داعين بالشفاء العاجل للضحايا الذين أُصيبوا في الأحداث السابقة، ويتلقون العلاج في الخارج
وفي كلمته الختامية، ندد قاضي القضاة الشيخ محمد سيد عثمان بالممارسات غير الأخلاقية لدى بعض القيادات الاجتماعية والعلمية والسياسية، مشددًا على أن نهضة جزر القمر مرهونة بالعودة إلى الله، وبتحقيق الإصلاح على كافة المستويات، بدءًا من المسؤولين
واختُتم اللقاء بتلاوة الفاتحة والدعاء من القاضي الأسبق الشيخ سيد حسن، الذي نبه إلى ضرورة دعم كتاتيب تحفيظ القرآن وتنظيم عمل المعلمين فيها، لما لذلك من أثر في تربية أجيال نافعة لمجتمعاتهم
وفي مشهد مؤثر، تصافح ممثلا القريتين: الحاج محمد آدم مُصلى من فَنَاجُو، والحاج دحلان عبده من نَفُونِي مْبَدَانِي، إيذانًا بطي صفحة الخلاف وفتح باب جديد من التسامح والإخاء