أصدرت وزارة الحج والعمرة السعودية بيان يشير إلى حصر إقامة الحج لمختلف الجنسيات المقيمة لديها بأعداد محدودة، يعزى ذلك إلى رغبتها في "إقامة الشعيرة بشكل آمن صحيا، وبما يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي اللازم لضمان سلامة الإنسان وحمايته من مهددات هذه الجائحة، وتحقيقا لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية"، وحرصا على الأمن الصحي العالمي بسبب "خطورة تفشي العدوى في التجمعات والحشود البشرية، والتنقلات بين دول العالم". وجاء القرار بعدما كانت المملكة العربية السعودية علّقت أداء العمرة في مارس الماضي جراء تفشي الجائحة في العالم، ودعت وزارة الحج الدول الإسلامية في نهاية الشهر نفسه إلى التريث قبل القيام بأي خطط للحج حتى تتضح الرؤية بشأن فيروس كورونا

وكان مدير عام الوكالة الوطنية للحج والعمرة، قد عقد مؤتمرا صحفيا يوم الثلاثاء الماضي للإعلان عن القرار الذي اتخذته السلطات السعودية بشأن موسم الحج لعام 2020. وأكد عبد الفتاح سيد محمد أن إقامة الحج في هذا العام تنحصر فقط للمقيمين في الأراضي المقدسة بسبب الأزمة الصحية (كوفيد-19) التي اجتاحت العالم. وفيما يتعلق بالخمسمائة مرشحا الذين تم تسجيلهم رسميا للحج لعام 2020، أشار مدير عام الوكالة الوطنية للحج والعمرة إلى أنهم مسجلون تلقائيا لموسم الحج لعام 2021. وقال "الخمسمائة مرشحا الذين تم تسجيلهم رسميا للحج في هذا العام، يعتبرون مسجلين تلقائيا لموسم الحج القادم 2021

وأما أولئك المسجلين للحج لدى وكالات السياحة والسفر، يجب عليهم الذهاب لمعرفة ما إذا كانوا مسجلين بشكل رسمي لدى الوكالة لوطنية للحج والعمرة، بتذاكرنا الموقعة مع خاتمنا وتوقيعي". وأضاف عبد الفتاح سيد أن حصة جزر القمر مازالت محددة بـ850 حاجا، إضافة إلى 350 حاجا لا تزال السلطات في المملكة العربية السعودية تمنحها لجمهورية القمر المتحدة. وقال "نحن نستمر اعتبارا من الغد (أول أمس الأربعاء) في عملية تسجيل المرشحين لموسم الحاج القادم 2021، حيث نأمل بأن لا يكون هناك شيء خطير بحلول عام 2021"

وفي رده على سؤال حول إمكانية استرداد رسوم التسجيل، أشار عبد الفتاح سيد محمد إلى أن هذا مستحيل، قبل أن يستدرك أن ذلك ممكن فقط عن طريق الاستبدال. موضحا قائلا "استرجاع رسوم التسجيل ممكن إذا كان المرشح مريضا مرض خطير (مع تقرير طبي يدعم ذلك) أو متوفى. وهكذا تشرع وكالة الحج لاستبداله. وخلافا لذلك، يكاد يكون استرداد الرسوم المقدمة مستحيلا، مع العلم أن 20% من المبلغ المقدم أثناء عملية التسجيل تم استخدامه بالفعل في المملكة العربية السعودية لحجز الفنادق والحافلات والخيام في منى وغيرها

ومن جانبه، دعا ممثل وكالات السفر والحج، بعد تأكيد كلمات مدير عام الوكالة الوطنية للحج والعمرة، المرشحين إلى تنظيم أنفسهم مع الوكالات التي سجلوا فيها والقيام بذلك بسرعة، "لتجنب المشاكل التي سبق شرحها من قبل الوكالة الوطنية للحج والعمرة". وحث الأستاذ أحمد ملجا مسئولي الوكالات إلى إظهار النضج والاتصال في أسرع وقت، مع الوكالة الوطنية للحج والعمرة لتسوية الاجراءات الشكلية المتعلقة بالتسجيلات بسرعة

حجاج الداخل والخارج

وتفيد بيانات الهيئة العامة للإحصاء في المملكة بأن عدد حجاج العام الماضي ناهز قرابة المليونين و490 ألفا، منهم أكثر من 634 ألفا من حجاج الداخل، ضمنهم 211 ألفا من السعوديين، والأعداد المتبقية من غيرهم من الجنسيات، أما عدد حجاج الخارج فناهز مليونا و755 ألفا. وبالنسبة لحجاج الداخل من غير السعوديين، فإن نسبة 35.8% منهم كانوا مصريين، يليهم الباكستانيون بنسبة 12.2%، ثم اليمنيون 10.1%، ثم الهنود بنسبة 9.9%، فالسودانيون بنسبة قاربت 6.5%، والنسبة المتبقية موزعة على باقي الجنسيات

واستحوذت قارة آسيا -ما عدا الدول العربية- على حصة الأسد من حجاج الخارج، فقد بلغ عددهم مليونا وقرابة 126 ألفا في حج العام الماضي، يليهم حجاج الدول العربية عدا دول مجلس التعاون (أكثر من 414 ألفا)، فحجاج أفريقيا عدا الدول العربية (أزيد من 187 ألفا)، ثم حجاج أوروبا (أكثر من 67 ألفا)، فحجاج دول مجلس التعاون بما يقارب 32 ألفا، وفي آخر القائمة حجاج الأميركيتين وأستراليا بنحو 27 ألفا. ويأتي السواد الأعظم من حجاج الخارج جوا بنسبة بلغت 94% العام الماضي، في حين جاء 5% من إجمالي الحجاج برا، و1% فقط بحرا