ووقع الحادث ليل 29-30 يونيو 2009، أثناء استعداد الطائرة اليمنية للهبوط في مطار الأمير سيد إبراهيم الدولي بموروني، فتحطمت الطائرة التي كانت تقوم برحلة حملت الرقم 626 في المحيط الهندي، ما أدى إلى مقتل 141 راكبا، بينهم 65 فرنسيا، و11 من أفراد الطاقم، ما استدعى فتح تحقيق في فرنسا. ولم ينج من الحادث سوى فتاة -بهية بكاري- كانت عمرها في ذلك الوقت 12 عاما، بعدما تمسكت بحطام الطائرة لساعات
وأتاحت التحقيقات التي أجريت على الصندوقين الأسودين بعد العثور عليهما في نهاية أغسطس 2009 على عمق 1280 مترا، إلى استنتاج مفاده أن الحادث كان بسبب سلسلة أخطاء في القيادة. وكان خبراء قانونيون قد خلصوا إلى أن الحالة الفنية للطائرة لم تكن السبب في الحادث
وكانت المحكمة الابتدائية قد أشارت في حكمها في عام 2022 إلى "تهور" من الشركة "مرتبط بالتأكيد بالحادث"، لاسيما لإبقاء الرحلات الليلية في فترة الصيف حيث من الممكن أن يؤدي الطقس إلى مناورات هبوط صعبة حين تكون بعض أضواء المطار لا تعمل. كما أشارت المحكمة آنذاك إلى تكليف مساعد الطيار بالرحلة وهو لديه "نقاط ضعف مهنية
وصباح يوم الثلاثاء الماضي، أضافت رئيسة محكمة الاستئناف سيلفي ماديك، إلى الحكم عقوبة تتمثل في عرض القرار لمدة شهرين في مباني مطاري رواسي ومرسيليا
قفص الاتهام كان فارغا
وقال رومان ليبوفيتشي، أحد محامي جمعية أقارب الضحايا "نحن راضون جدا عن هذا القرار الذي يؤكد ما هو واضح، نظرا إلى العناصر المادية التي كانت موجودة في الملف". وأضاف أن "عمل 15 عاما يعطي نتائجه اليوم، معربا عن أمله في أن يكون الحكم نهائيا لأنه في كل مرة، يكون ذلك بمثابة محنة جديدة لجميع أصحاب الحقوق". واتبعت المحكمة قرار النيابة العامة التي طلبت العقوبة نفسها الصادرة عن المحكمة الابتدائية أثناء المحاكمة الثانية، مؤكدة أنها لا ترى "أي ظروف تخفيفية" للشركة
وتخللت هذه المحاكمة الثانية مجددا شهادة قوية أدلت بها بهية بكاري (27 عاما) وهي الطفلة الناجية الوحيدة من الكارثة والتي كانت تبلغ من العمر 12 عاما في حينه. وحضر العديد من أقارب الضحايا للاستماع إليها. وكما حصل في المحكمة الابتدائية، كان قفص الاتهام فارغا، لكن الفارق الوحيد كان استجواب أحد المسؤولين التنفيذيين في الشركة عبر الفيديو، لكنه مع ذلك لم يتمكن من الإجابة على معظم الأسئلة
وخلال رحلتها الأخيرة، كانت طائرة إيرباص (A310) تقل العديد من القمريين وفرنسيين متحدرين من جزر القمر لحضور "حفلات الزفاف الكبرى"، وهي احتفالات تجمع قرى بأكملها. وكان الركاب الذين انطلقوا من باريس أو مرسيليا، قاموا بتغيير طائرتهم في صنعاء واستقلوا طائرة قديمة