وقالت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو-إيويالا إن العضوية في منظمة التجارة العالمية تعزز "التحديث والتحول الاقتصادي" وتساعد على دمج البلاد في القارة الإفريقية. وأضافت في بيان أن "عضوية جزر القمر في منظمة التجارة العالمية ستضيف صوتا إلى النظام التجاري المتعدد الطرف، إذ أظهرت التزامها بقيم منظمة التجارة العالمية، وأظهرت بوضوح رغبتها في التكيف مع قواعدها ومبادئها"
وكان قد وافق أعضاء منظمة التجارة العالمية على عضوية جزر القمر في المؤتمر الوزاري الثالث عشر للمنظمة الذي عقد في أبو ظبي في فبراير الماضي. وكان آخر الدول التي انضمت إلى المنظمة ومقرها في جنيف هي أفغانستان وليبيريا في العام 2016، وكازاخستان وسيشيل في العام 2015. وتستغرق عملية الانضمام سنوات عدة، لأنها تتطلب مفاوضات طويلة مع كل أعضاء منظمة التجارة العالمية، ويمكن لأي دولة أن تستخدم حق النقض لمنع وصول عضو جديد. وما زالت ثلاث وعشرون دولة أخرى تنتظر انضمامها
وأعلن الرئيس غزالي عثمان خلال المؤتمر في أبو ظبي أن "انضمام بلاده إلى منظمة التجارة العالمية سيكون مفيد جدا لاقتصادنا برمته، وللشركات العامة والخاصة وللمستهلكين". وكان رئيس الجمهورية قد أعرب يوم 12 يونيو الماضي بجنيف، عن امتنانه للمملكة المغربية على قيادته لمسلسل انضمام جزر القمر إلى منظمة التجارة العالمية بنجاح. جاء ذلك خلال اجتماع عقده مع المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو إيويالا بهدف مناقشة استراتيجية ما بعد الانضمام إلى المنظمة، حيث جدد الرئيس غزالي شكره للمغرب على مساهمته والتزامه الثابت من أجل إنجاح هذا المسار
وقال إن هذا الانضمام سيسهم في تعزيز انفتاح اقتصاد بلاده واندماجه في سلاسل القيمة الإقليمية والقارية والعالمية، وسيعزز تنويع التجارة الدولية. معربا عن رغبته في الاستفادة من دعم المغرب في مرحلة ما بعد الانضمام والاستفادة من الخبرة المغربية، خاصة فيما يتعلق بقطاع الطاقة المتجددة، من أجل تزويد البلاد بمصدر موثوق للطاقة لتحفيز نموها الاقتصادي وتعزيز تصنيع المنتجات المحلية من خلال زيادة قيمتها المضافة أثناء التصدير. كما أبدى رغبة بلاده في استلهام إنجازات المغرب في قطاع الخدمات والسياحة، بهدف جذب الاستثمار الأجنبي المباشر وتعزيز الأداء الاقتصادي الكلي لجزر القمر
من جهته، وجه الممثل الدائم للمغرب بجنيف، السفير عمر زنيبر بوصفه رئيس الفريق العامل الخاص بمسلسل انضمام جزر القمر، الشكر للرئيس القمري على قيادته وتوجيهاته التي سمحت بتفاعل وتنسيق مثاليين مع جميع أعضاء فريق المفاوضين طوال العملية، مما جعل من الممكن في نهاية المطاف التغلب على المطبات واستكمال العملية الطويلة والمعقدة للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية
وأشار السفير المغربي إلى أن الانضمام الناجح لهذا البلد الشقيق له أهمية كبيرة تعكس قيمة اندماج البلدان الأقل نموا في النظام التجاري متعدد الأطراف، وفائدة تعزيز العلاقات التجارية الدولية على أساس الشفافية والإنصاف والشمول، بهدف دعم الأهداف الإنمائية للأعضاء المنضمين، وتعزيز مصداقية منظمة التجارة العالمية، ولاسيما فيما يتعلق بالبلدان الأفريقية الأقل نموا وأجندة تنمية المنظمة
من جانبها، جددت المديرية العامة تهنئتها للرئيس القمري غزالي عثمان على هذا الانضمام المميز الذي سيضع جزر القمر على طريق التحديث والتحول الاقتصادي ويسمح للبلاد بالمشاركة في النظام التجاري متعدد الأطراف والاستفادة منه