وفي كلمته بهذه المناسبة، أكد غزالي عثمان على أهمية الدين الإسلامي وهو ارث كبير من كبار العلماء، وقال في هذا الاطار "لقد ورثنا ثروة استثنائية وهو الدين الإسلامي ويجب أن نحافظ عليها ونحميها، فالإسلام دين سلام وتسامح ولابد أن ندعو الله ليحمينا من المشاكل التي تهيمن العالم في الوقت الحاضر". وكان رئيس الجمهورية والوفد المرافق له قد زاروا المقر القديم للشيخ الحبيب عمر بن أحمد بن سميط قبل انطلاق الحفل
ومن جهته قال ممثل بلدة بهاني، الأستاذ علي عبد الله بأن هذا اليوم يعتبر يوم خاص وتاريخي بالنسبة لأهالي بلدة بهاني لأننا فتحنا مرة أخرى صفحة في تاريخ بلدنا. موضحا قائلا "أنا هنا لأرحب بكم في المسكن الشخصي لمفتي الديار القمرية الأول" قبل أن يعلن أنه إذا كان الحبيب عمر قد بنى منزلا في قرية بهاني فذلك "بفضل صداقته الوطيدة مع الأستاذ عبد الوهاب"
وكشف علي عبد الله بأن الحبيب عمر لم يكن لديه منزل فقط في بلدة بهاني بل شارك في مشاريع تطوير البلدة، وهذا هو سبب وجود العديد من الأثار القديمة التي تحمل اسمه في هذه البلدة. بينما أشار سماحة المفتي الشيخ أبو بكر سيد عبد الله إلى الثروة الفكرية لهذا العالم العظيم، وقال بأن المنزل السابق للحبيب عمر بن أحمد بن سميط سيصبح من الآن بعد إعادة ترميمه وتجديده مكانا للبحث والتعلم في رحلة وحياة المفتي الأول لجزر القمر
والجدير بالإشارة إلى أن الحبيب عمر بن أحمد بن سميط من مواليد في الـ26 من ذي الحجة سنة 1303هـ بمدينة اتسندرا حاضرة منطقة اتسندرا وسط جزيرة القمر الكبرى، كما ولد بها والده أحمد بن أبي بكر بن سميط مفتي وقاضي زنجبار، ووالدته القمرية فاطمة بنت المعلم شانزي. وتوفي في جزر القمر يوم الثلاثاء التاسع من صفر سنة 1396هـ الموافق العاشر من فبراير سنة 1976م، ودفن في مسقط رأسه في قبة جده الحبيب أبي بكر بن عبد الله بن سميط. وله ضريح يعج بالزائرين من كل مكان. وإكراما له ولجهوده التي بذلها في نشر الدعوة بجزر القمر أقرت حكومة جزر القمر طبع صورته على عملتها تخليدا له وعرفانا بما يستحقه
وكان قد تم تعيينه أول مفتي لجزر القمر، وشارك في تأسيس عدة جمعيات إسلامية لتطوير العمل الإسلامي التربوي والعلمي والثقافي، وانخرط في العمل الخيري بشكل فاعل، وانتفع به أهلها كثيرا، وقد أسلمت على يديه طوائف وأشخاص كثيرين وهدى الله به بشرا كثيرا، وليست دعوته مقصورة على الوعظ والإرشاد بل أسس وأقام عدد من المشاريع الخيرية، وبنى وأشاد المساجد والمدارس وموارد المياه والخزانات لانقطاع المطر، ولا تزال بصمات عمله وجهده قائمة حتى يومنا هذا
وقد تنقل بين مدن حضرموت لطلب العلم والأخذ من علمائها ومن أعيانها، كما أخذ عن علماء زنجبار. وتولى في مناصب عالية في جزر القمر وأهمها منصب القضاء، ثم نذر نفسه متفرغا للدعوة ومدرسا لدروس كتاب "فتح المعين"، وكان له حضور كبير، وكان بيته يعج بطلاب العلم فكانت كل أوقاته إما بالأذكار أو مجالس علم أو دروس فقهية في الجامع بجزر القمر. وكان قد أعاد للمسجد دوره التربوي والاجتماعي، وشارك في إنشاء جمعية أبناء الصفا في اتسندرا، وإخوان الهدى في موروني