في حوالي الساعة 5:20 دقيقة مساء، ألقى فخامة رئيس الجمهورية أول خطاب له أمام القمريين منذ توليه منصب رئيس الاتحاد الإفريقي. وأمام حشد كبير من المواطنين من جميع الأطياف، وتحت أشعة الشمس الحارقة، قدم غزالي عثمان شكره الجزيل لأولئك الذين حضروا مطار الأمير سيد إبراهيم الدولي بأعداد كبيرة للترحيب به وإظهار حبهم له. وقد خص المطار الدولي بالحشود القادمين من جميع أنحاء البلاد، وامتلأ عن بكرة أبيه، حيث جاء البعض إلى مطار هاهايا منذ الساعة التاسعة صباحا، وفقا لبعض الشهود الذين تمكننا من الحديث معهم

وفي بداية حديثه، قال الرئيس غزالي "هذا الترحيب الحار هي علامة على تواضعكم، حتى لو كان لزاما من جانبكم، فهو مهم بالنسبة لي وأريد حقا أن أشكركم". وقال الرئيس الجديد للاتحاد الأفريقي إنه على دراية تاما بالتحديات التي قد تواجهه على رأس هذه المنظمة القارية. وقال غزالي عثمان "ليس أنا الذي اختيرا لقيادة رئاسة الاتحاد الأفريقي بل دولة جزر القمر. وأن هذا الاختيار لبلادنا ليس بالأمر الهين. إنه بفضل كل ما تمكنا من بدء أو إنجازه على السنوات العشر الماضية. وإن أفريقيا في توكيل بلادنا إلى هذه المهمة، دليل على أنها تثق بنا ثقة كاملة، وأننا سنتمكن من مواجهة جميع التحديات". مؤكدا أمام الحاضرين أن إحدى الاهتمامات الرئيسية في ولايته هو مكافحة الإرهاب الذي لا يزال يكتسب مساحة واسعة على الأرض

ومن جهته، أعرب كبير أعيان جزيرة القمر الكبرى السلطان عبد العزيز محمد يوسف في كلمته عن "الفرحة العظيمة" التي يشعر بها أبناء جزر القمر داخل البلاد وخارجها. وقال "إنها متعة أخرى أن أكون على قيد الحياة وأعيش هذه اللحظة. الشعب كله هو الفائز". موضحا أنه "منذ ولايته الأولى لرئاسة البلاد، كان غزالي عثمان دائما يثبت في أعين الجميع قدرته على إدارة الأمور بشكل أفضل، ولهذا السبب تم اختياره بالإجماع لقيادة الاتحاد الأفريقي"

ودعا في ختام كلمته بأن يوفق الله لرئيس الدولة في هذه المسؤولية الجديدة وأن يرزقه الحلول المناسبة لكل المصائب التي تعج بالقارة السمراء. متوجها إلى جميع المواطنين دون أي تمييز للانضمام إلى رئيس الجمهورية ومساعدته في انجاز المهام الموكلة إليه. وقال سلطان عبد العزيز "لقد لاحظت أن بعض الناس ليسوا هنا اليوم -في إشارة إلى أعضاء المعارضة- يجب علينا تنحية الخلافات السياسية جانيا، والتوحد لما فيه خير البلاد، لأن دولة جزر القمر هي التي تم اختيارها لقيادة الاتحاد الأفريقي وليس غزالي عثمان"

ومن جهة أخرى، وصف المستشار الأول والمتحدث الرسمي باسم دار الإفتاء الأستاذ علي أحمد المشهور بـ"علي حاجي" المنصب الجديد لرئيس الدولة بأنه اختبار للمواطنين القمريين. وقال "هذا اختبار سيقيم درجة الاعتراف لدى القمريين. صحيح أنه تم اختيار غزالي عثمان لرئاسة الاتحاد الأفريقي، لكنها فرصة ونعمة وهبة من السماء لجميع المواطنين القمريين. أعطانا الله هذه الفرصة على طبق من ذهب، وسيتعين علينا اغتنامها، ولكن قبل كل شيء نشكر الله على هذه النعمة"