إعداد/ نظام أحمد  ✍️

وشهد الحفل حضور شخصيات سياسية وأكاديمية ووجهاء محليين، إلى جانب باحثين وممثلي وسائل الإعلام، في مناسبة طغت عليها الدعوات إلى الاستثمار في التعليم وتعزيز قيم التميز العلمي. في كلمته الترحيبية، عبّر إسماعيل مسيدي باسم أهالي البلدة عن شكره للمشاركين، خاصة الذين تكبدوا عناء السفر، قائلاً: "إن حضوركم اليوم دليل على المكانة الرفيعة للعلم ولمن يسهرون على خدمته. فالمعرفة هي مفتاح النجاح في الحياة

من جهته، أكد الدكتور عيد صدر الدين بوانا أن مسيرته الأكاديمية، بما حفلت به من صعوبات وإنجازات، تعكس قيمة المثابرة، قائلاً: "إن الدكتوراه التي نلتها ليست إنجازًا شخصيًا فحسب، بل برهان على أن الجهد يؤتي ثماره دائمًا". وأضاف: "اخترت دراسة القانون لأدافع عن العدالة والحقيقة، لا طلبًا للمجد، بل انسجامًا مع ضميري

كما دعا أولياء الأمور إلى الاستثمار في تعليم أبنائهم، معتبرًا أن "كل طفل يمثل مسؤولية جماعية". وأشار إلى الوضع المقلق للمكتبة المحلية التي وصفها بـ"الفارغة"، داعيًا إلى إحيائها بالكتب والمعرفة. واقترح في هذا السياق إنشاء جائزة للتميز تُمنح للطلاب المتفوقين مع تقديم منح دراسية دعماً لهم

مسار أكاديمي في خدمة التعليم

من جانبه، أوضح منير عيسى، الذي رافق الدكتور بوانا في مسيرته بالسنغال، أن هذا النجاح ليس تكريمًا فرديًا فحسب، بل تقديرًا جماعيًا، قائلاً: "لقد أظهر دفاعه الشجاع عن أطروحته في داكار أن المعرفة هي السلاح الأقوى لمواجهة التحديات، وهذا النجاح مصدر فخر لجزر القمر وللشباب الأفريقي بأسره

ويُعد الدكتور بوانا أول مواطن قمري يحصل على دكتوراه في القانون من جامعة الشيخ أنتا ديوب. فقد نال إجازة في القانون عام 2008، ثم الماجستير عام 2016، قبل أن يُتوج مشواره الأكاديمي عام 2025 بدرجة الدكتوراه. ومنذ عام 2019 يعمل باحثًا زائرًا بمركز القانون العام المقارن في جامعة باريس الثانية، وقد نُشرت أبحاثه في مجلات متخصصة، أبرزها المجلة الفرنسية للقانون الدستوري في نوفمبر 2021

ولا يقتصر عطاؤه على المجال الأكاديمي؛ إذ ساهم لأكثر من عقد في مبادرات طلابية ومجتمعية، منها رئاسته للشؤون الأكاديمية لطلبة جزر القمر بالسنغال (2010)، ورئاسة جمعية طلاب منطقة مباجين بالسنغال (2012)، إلى جانب دوره في لجنة إحياء نادي طلاب جزر القمر بجامعة الشيخ أنتا ديوب (2015). كما شارك عام 2016 في تأسيس مبادرات جزر القمر، وهي مؤسسة فكرية تُعنى بمستقبل البلاد، فضلاً عن تأسيسه ورئاسته جمعية تسنمواشونغو الناشئة التي تُعنى بالتعليم والتنمية المحلية