وخلال الاجتماع أوضح مدير عام الصحة أبو بكر سيد علي بأنه تم توعية الحكومة وتضع الآليات اللازمة لمواجهة الوباء في حالة حدوثه لا قدر الله. وقال "الأدوية متوفرة، وقد تم تدريب العاملين الصحيين على الكشف عن المرض ورعايته". وبالإضافة إلى ذلك فقد أوصى بإعادة تنشيط الإجراءات الصحية في الموانئ والمطارات. وقال "إن الفرق من رجال الصحة ستبدأ العمل من اليوم بمشاركة جميع الأطراف المعنية". أما المدير الفني لصيدلية الوطنية رجب الحاضر، فقد أكد خلال الاجتماع بأن المضادات الحيوية المستخدمة لمكافحة المرض متوفرة بالفعل. وقال أحد المتحدثين في الاجتماع "جميع دول المحيط الهندي سوف تكون مجهزة باختبار سريع بحلول يوم الأحد".
ففي الواقع، فإن وحدة المراقبة الصحية (أوفس) من المحيط الهندي لشبكة مراقبة الأوبئة والتنبيهات إدارة تقوم بتجهيز جميع البلدان الأعضاء في المنظمة، واختبار التشخيص السريع. وفي نهاية الاجتماع، تم إصدار العديد من التوصيات لتحسين منع ومكافحة الطاعون في حال وصوله إلى بلدنا. واقترح الحاضرون على إنشاء فريق متخصص متعدد القطاعات لمتابعة توصيات هذا الاجتماع. ويوصى أيضا بنشر مذكرات الممارسات الجيدة عند نقاط الدخول في البلد ومواصلة زيادة وعي الجمهور. ومن بين التوصيات تعزيز قدرات الجهات الفاعلة المعنية بمنع الوباء ومكافحته، ولاسيما العاملين الصحيين الذين سينتشرون على الحدود، أي موظفي الجمارك، وسلطات الهجرة، بدلا من فرق المراقبة على أساس دائم في الموانئ والمطارات، في جميع أنحاء الإقليم الوطن.
وثمة اقتراح آخر يتمثل في تطوير الإجراءات الاحترازية في نقاط الدخول لتحديد الحالات المشبوهة وتحسين إدارتها، والقيام بعمليات تفتيش أو الامتثال لقواعد النقل البحري. وكانت وزارة الصحة في مدغشقر، قد أعلنت أن حالات الإصابة بوباء الطاعون الذي ضرب الجزيرة منذ أكثر من شهر تتزايد وقد تم تسجيل 30 حالة وفاة حتى أول أمس الأربعاء. وقال الدكتور مانيترا راكوتواريفونى مسئول بوزارة الصحة بمدغشقر أمس الخميس إنه تم رصد 194 حالة يشتبه في إصابتها بوباء الطاعون في جميع أنحاء مدغشقر منذ شهر أغسطس الماضي. وأوضح أن تسعة أشخاص لقوا حتفهم في العاصمة والمناطق المحيطة بها مما أدى إلى حدوث حالة من الذعر بين السكان الذين هرعوا إلى الصيدليات لشراء أقنعة واقية ومضادات حيوية.
ومن جانبها، أكدت منظمة الصحة العالمية أن الوباء ظهر في شهر أغسطس الماضي وانتشر إلى المناطق الحضرية الكبرى على عكس الأوبئة السابقة. وقد اتخذت حكومة مدغشقر إجراءات طارئة لمحاولة وقف تطور الوباء، كما حظرت على وجه الخصوص التجمعات العامة في شوارع العاصمة أنتاناناريفو لحين إشعار آخر ووضعت ضوابط في مطار العاصمة.
ما هو مرض الطاعون ؟
الطاعون: هو من الأمراض المعدية القاتلة التي يسببها إنتروبكتريسا يرسينية طاعونية، الذي سمي على اسم عالم البكتيريا الفرنسي السويسري ألكسندر يرسين. حتى يونيو 2007، كان الطاعون واحدا من الأمراض الوبائية الثلاثة الواجب الإبلاغ عنها على وجه التحديد إلى (منظمة الصحة العالمية (الاثنان الآخران تحديدا هما الكوليرا والحمى الصفراء. اعتمادا على الالتهاب في الرئتين، أو الظروف الصحية، يمكن أن ينتشر الطاعون في الهواء، عن طريق الاتصال المباشر، أو عن طريق الطعام أو المواد الملوثة غير المطبوخة جيدا. أعراض الطاعون تعتمد على المناطق حيث تتركز الإصابة في كل شخص: الطاعون الدبلي في الغدد الليمفاوية، الطاعون إنتان الدم في الأوعية الدموية، الطاعون الرئوي في الرئتين، وهلم جرا. ومن الممكن علاجها إذا اكتشفت في وقت مبكر. الطاعون لا يزال داء متوطنا في بعض أجزاء من العالم.
العدوى وانتقالها
في براغيث الفئران الشرقية (الأصلم) تحتقن بعد تناول وجبة الدم. هذا النوع من البراغيث هو من الناقلات الأساسية لنقل الطاعون يرسينيا إلى الكائن الحي وهى مسئولة عن الطاعون الدبلي في معظم أوبئة الطاعون في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية. كل من البراغيث من الذكور والإناث تتغذى على الدم ويمكنها أن تنقل العدوى الطفل الذي تعرض للعض من البراغيث يصبح من المصابين بالعدوى البكتيرية يرسينية طاعونية يرسينية وهو عضو في أسرة الأمعائيات، وتسبب اللدغة حالة جلدية لتصبح متقرحة. انتقال يرسينية طاعونية لفرد غير مصاب يمكن عن طريق أي من الوسائل التالية:
القطيرات الاتصال - السعال أو العطس في وجه شخص آخر
الاتصال المادي المباشر - لمس الشخص المصاب، بما في ذلك الاتصال الجنسي
اتصال غير مباشر - عادة عن طريق لمس التربة الملوثة أو السطوح الملوثة
الانتقال عن طريق الجو- إذا كانت الكائنات الحية الدقيقة يمكن أن تبقى في الجو لفترات طويلة
انتقال البراز إلى الفم - عادة من الأغذية الملوثة أو مصادر المياه
المنقولة بالنواقل - التي تحملها الحشرات أو الحيوانات الأخرى.
يرسينية طاعونية تكمن في المستودعات الحيوانية، وخاصة في أماكن معيشة القوارض، في البؤر الطبيعية للإصابة يتم العثور عليها في جميع القارات ما عدا أستراليا. وتقع البؤر الطبيعية للطاعون في حزام واسع في خطوط العرض الاستوائية وشبه الاستوائية والأجزاء الدافئة من خطوط العرض المعتدلة في جميع أنحاء العالم، وبين أوجه الشبه 55 درجة شمالا و 40 درجة جنوبا.
العلاج الحديث
تتم معالجة الطاعون حاليا بالمضادات الحيوية، وتوجد فرص جيدة للنجاح في حالة الكشف المبكر عن المرض. تستخدم على سبيل المثال مركبات ستربتوميسين وكلورامفينيكو بالإضافة لتشكيلات مكونة من تتراسيكلين وسلفوناميد. يعطى الستربتوتوميسين حقناً بالعضل فقط. بينما يشكل الكلورامفينيكول علاجا مؤثرا، رغم عوارضه الجانبية (التي تظهر مع الاستعمال لفترات طويلة وتتمثل أساسا في تأثيره على نقي العظام حيث يؤدى إلى حدوث أنيميا خبيثة) التي تجعل منه علاجا للحالات المستعصية فقط.
الإجراءات الوقائية
كإجراءات وقائية عامة، يتم مكافحة القوارض والبراغيث من قبل الهيئات الصحية المسئولة، للوقاية من انتشار المرض ومكافحته قبل ظهوره.
الإجراءات الوقائية تجاه المريض: العزل الإجباري للمريض في أماكن خاصة في المستشفيات حتى يتم الشفاء التام، كذلك يجب تطهير إفرازات المريض ومتعلقاته والتخلص منها بالحرق، ويتم تطهير أدوات المريض بالغلي أو بالبخار تحت الضغط العالي، أيضا يتم تطهير غرفة المريض جيدا بعد انتهاء الحالة.
الإجراءات الوقائية تجاه المخالطين: يتم حصر وفحص كافة المخالطين المباشرين وغير المباشرين للمريض وفحص عينات من الدم، وكذلك يتم تحصينهم باللقاح الواقي. في حالات الطاعون الرئوي، يتم عزل جميع المخالطين للمريض إجباريا لمدة عشرة أيام. أما في حالات الطاعون الدملي والتسممي فيتم مراقبة المخالطين لمدة عشرة أيام ترقبا لظهور أي حالات مرضية جديدة فيما بينهم.
حديث نبوي عن الطاعون: خرج البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: إن الطاعون رجز على من كان قبلكم أو على بني إسرائيل فإذا كان بأرض فلا تخرجوا منها فراراً منه، وإذا كان بأرض فلا تدخلوها.