logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

بعد وفاة الشيخ فوز الدين يوسف: جزر القمر تفقد أحد جنود الدعوة المخلصين

بعد وفاة الشيخ فوز الدين يوسف: جزر القمر تفقد أحد جنود الدعوة المخلصين

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
فقدت الدعوة الإسلامية في جزر القمر أحد جنودها المخلصين وذلك برحيل الشيخ فوز الدين يوسف والذي وافته المنية صباح يوم السبت، الأول من يناير الجاري، في إحدى مستشفيات دار السلام بتنزانيا عن عمر يناهز 55 عاما.

 

وقد تم تشييع جنازة الشيخ فوز الدين يوم الثلاثاء 4 يناير الحالي، في الجامع الكبير بحي كولي بالعاصمة موروني في جو مهيب مليء بالحزن والأسى، حيث جرت مراسم التشييع بحضور عدد كبير من العلماء والدعاة يتقدمهم مفتي الجمهورية الشيخ أبو بكر سيد عبد الله جمل الليل وقاضي القضاة الشيخ محمد سيد عثمان والدكتور عبد الحكيم محمد شاكر رئيس الرابطة الخيرية القمرية بالإضافة إلى وزير العدل والشؤون الإسلامية الأستاذ جاي أحمد شانفي وجمع غفير من المواطنين والمعزين الذين توافدوا من مختلف أنحاء البلاد لأداء واجب العزاء والمواساة لعائلة الفقيد ومحبيه

والأستاذ فوز الدين يوسف من مواليد مدينة فواني بجزيرة أنجوان عام 1966، ومقيم في العاصمة موروني منذ العام 1993، حيث تتلمذ على المفتي الراحل سيد طاهر بن سيد أحمد مولانا، كما استكمل دراسته الاعدادية في معهد رابطة العالم الإسلامي بموروني. وقام على تأسيس مسجد التقوى في حي كراج مريكاو شمال العاصمة، وفوق هذا المسجد بنى مدرسته أصول التقوى. كما كان إمام وخطيب المسجد الكبير لحي كولي، حيث رحل عن هذه الدنيا وترك وراءه ثمانية أولاد. وقبل وصول جنازة الراحل إلى مسجد الجامع بحي كولي، تم القاء العديد من الكلمات لتأبين وذكر حياة الشيخ فوز الدين يوسف حيث اتفق جميع المتحدثون بأن الشيخ كان "مثالاً يحتذى به في الحياء لدى البعض"، و"مثالاً يحتذى به على الطهارة عند الآخرين". وقد حرص الجمهور بعد صلاة الجنازة على تشييع جثمان الراحل إلى مثواه الأخير، في مقبرة نازيكو في مدينة اتسندرا في ضواحي العاصمة موروني

ولدى حضوره مراسم التشييع نيابة عن الحكومة، قدم الوزير جاي أحمد شانفي تعازي رئيس الجمهورية والحكومة إلى أسرة الفقيد، وقال في كلمته بأنه يعرف الشيخ فوز الدين جيدا وأن رحيله يعتبر خسارة كبيرة بالنسبة للأمة القمرية والأمة الإسلامية جمعاء لأنه عالم من علماء الأمة وكان يحافظ على المذهب الشافعي وكان رجل وسطي ولا ينتمي إلى سياسة معينة، وهو رجل ورع وزاهد لم يكن يهتم بجمع المال. وأكد الوزير بأن الفقيد "كان عارفا ذو كثير من الخصال والأفعال الطيبة في خدمة الدين والوطن في تدريس القرآن الكريم لمدة 30 عاما وعلوم الدين وكان يقرأ في المحافل الرسمية للدولة" وسنشهد ذلك أمام الله بأنه كان لديه صوت رائع في قراءة القرآن ولذا كان مسجده في حي كراج مركاو بموروني يمتلئ بالمصلين لمتابعة قراءته

أما الأستاذ أبو بكر منمجي فقد صرح في كلمته قائلا "كان الأستاذ فوز الدين صاحب رؤية، كما يتضح ذلك من فكرة شراء مقبرة نازيكو". وبالفعل فإن الإمام الراحل هو الذي بادر بفكرة شراء مكان في مدينة اتسندرا مجيني وتحويله إلى مقبرة لمواطني جزيرة أنجوان المقيمين في جزيرة القمر الكبرى. وهذه الفكرة وضع حدا لعمليات نقل الرفات إلى جزيرة أنجوان. وحسب أحد أقاربه كان آخر أمنيات الشيخ فوز الدين بأن يتم دفنه في هذه المقبرة في حال وفاته

أما الأستاذ علي مسيدي فقد أكد بأن الشيخ الراحل كان في طليعة أولئك الذين عملوا في بناء مسجد الجمعة الكبير في حي كولي بالعاصمة موروني، وقال "على عكس ما يقال هذا المسجد ليس للأنجوانين وحدهم، ولكن هذا المسجد لجميع المسلمين في جميع أنحاء البلاد"، مؤكدا بأن الأستاذ فوز الدين كان قبل كل شيء "رجل موحد، ولم يفرق أحد بسبب أصله ولكنه كان يضع الجميع على قدم المساواة"

وقد تحدث القاضي عبد الله محمد شاكر قاضي بمحكمة موروني وإمام وخطيب في موروني والذي تحدث باسم علماء العاصمة حيث أكد بأن الراحل قدم قبل ثلاثة أشهر طلب لمساعدته في إعداد وتدريب خطباء وأئمة جدد في مسجد الجمعة بكولي، وهذا ما يدل بأنه كان يتمنى مشاركة الجميع في مسؤولية الخطابة والإمامة

تعليقات