بمشاركة وفود من عدة دول إسلامية وعربية وغير اسلامية، نظمت جزر القمر يوم الأربعاء 14 أغسطس الجاري حفل ديني رسمي لذكرى مرور خمسين عاما على وفاة الحبيب عمر بن أحمد بن أبو بكر بن سميط، والدعاء له بالمغفرة والرحمة من الله، حيث كان المرحوم قد كرس حياته في خدمة الإسلام والمسلمين. والمعلوم بأن الحبيب عمر بن سميط كان مفتيا لزنجبار لعدة سنوات، حيث بقي على هذا المنصب إلى قيام ثورة سنة 1964م في زنجبار، حيث تم اضطهاد وإبادة وإجلاء بعض العرب والقمريين
وبعد تلك الأحداث المأسوية قام وفد من كبار المسؤولين القمريين آنذاك لإعادة هذا العالم إلى بلده الأصلي جزر القمر، فلبى دعوتها وعاد إلى مسقط رأسه بمدينة إسنتدرايا مجيني، حيث استقر هناك وظل واعظا ومرشدا. وفي هذه المرحلة من حياته تولى الإفتاء في البلاد حتى وفاته عام 1396هـ. وإن مكانة الحبيب عمر بن سميط في قلب الشعب القمري كبير، والدليل على ذلك هو ما نلاحظه كل سنة بأن حوليته منذ أن توفى، يحتشد لأجله المئات في شتى أنحاء الجزر
وبالرغم من أن هذه الحفلات تركز دائما على الجانب الروحي لهذا العالم إلا أن هناك جوانب علمية كثيرة لهذا العالم يجب علينا دراستها والاستفادة منها. ويستطيع كل واحد منا الاطلاع على بعض الرسائل التي قام بكتابتها منها رسالته الشهيرة "هدية الإخوان"، بشرح عقيدة الإيمان، الذي مازال يدرس حتى الأن في بعض الكتاتيب القرآنية في بلدنا
مولده ونشأته ووفاته
ولد الحبيب عمر بن سميط في السادس والعشرين من شهر ذي الحجة سنة 1303هـ ببلدة إتساندرا بالقرب من العاصمة موروني. كما كان والده مفتيا وقاضيا في زنجبار، وجده أبو بكر أول من هاجر إلى جزر القمر من آل سميط، قادما من شبام حضرموت عام 1267هـ للدعوة ونشر العلم والاتجار. ووالدته القمرية فاطمة بنت المعلم شانزي. وتربى في كنف والدته وكان والده حينها في إسطنبول في ضيافة الأمير فضل باشا، وتلقى تعليمه الأول في الكتّاب ببلدة إتساندرا، ثم طلبه والده إلى زنجبار عندما عاد إلى أفريقيا، وعمره ست سنوات، ونشأ وترعرع بها تحت توجيهات وإشراف والده، ثم أرسله إلى شبام في حضرموت، وعمره ثمان سنوات، ليقيم بين أهله ويستقي ويأخذ من طريقة سلفه. ثم عاد إلى زنجبار فواصل فيها تعليمه عند والده
وتولى المرحوم مناصب عالية وأهمها منصب القضاء، ثم نذر نفسه متفرغا للدعوة ومدرسا لدروس كتاب "فتح المعين"، وكان له حضور كبير، وكان بيته يعج بطلاب العلم فكانت كل أوقاته إما بالأذكار أو مجالس علم أو دروس فقهية في الجامع بجزر القمر. وتوفي في جزر القمر يوم الثلاثاء التاسع من صفر سنة 1396هـ الموافق للعاشر من فبراير سنة 1976م، ودفن في مسقط رأسه في قبة جده الحبيب أبي بكر بن عبد الله بن سميط. وإكراما له ولجهوده التي بذلها في نشر الدعوة بجزر القمر أقرت حكومة جزر القمر طبع صورته على عملتها تخليدا له وعرفانا بما يستحقه