وقد جاءت الورشة بتنظيم من مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان بشبكة الجزيرة الإعلامية بالتعاون مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في دولة قطر، والشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان ومركز الأمم المتحدة للتدريب والتوثيق في مجال حقوق الإنسان لجنوب غرب آسيا والمنطقة العربية، ومركز الشروق للديمقراطية وحقوق الإنسان. وكانت الورشة قد افتتحت أعمالها يوم الثلاثاء 9 يوليو الجاري ولمدة ثلاثة أيام، وذلك بهدف تعزيز معارف الصحفيين في مجال الحق في الغذاء، إلى جانب الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتطوير مهاراتهم لإدماجها في التغطيات الصحفية من أجل ترسيخ الاعتراف بالحق في الغذاء باعتباره حقا أساسيا من حقوق الإنسان. كما تهدف الورشة إلى التعريف بمفهوم الحق في الغذاء وشرح المبادئ والمعايير والمؤشرات والتعليقات العامة التي تشرح إعماله وحمايته والمساهمة في رفع الوعي العام بطبيعة الالتزامات الواجبة على الدول لتنفيذ الحق في الغذاء الكافي

وأكد الدكتور محمد بن سيف الكواري نائب رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الانسان بدولة قطر خلال كلمته الافتتاحية إلى أن الورشة تهدف إلى نشر ثقافة حقوق الإنسان في الأوساط الإعلامية، وتبني النهج الإعلامي القائم على حقوق الإنسان في شتى فنون وصنوف الكتابة الإعلامية، وتعزيز القدرات على الاشتباك مع شواغل حقوق الإنسان المتعددة، بما فيها تطوير استجابات فعالة، لمجابهة آثار تغير المناخ والنزاعات على تمتع الأفراد والجماعات والشعوب بحقوقهم الغذائية. وأكد أن الاعلام بمختلف وسائله، لاسيما الإعلام الرقمي، يؤدي دوراً مهماً في مجال تعزيز وحماية حقوق الإنسان، وبخاصة نشر ثقافة حقوق الإنسان وحماية الكرامة الإنسانية، وتأكيد حريات الأشخاص والجماعات والشعوب واحترام خياراتها، مضيفاً أن هذا الدور يتقاطع ويتشارك مع دورنا كمؤسسات وطنية لحقوق الإنسان وفقا لمبادئ باريس عام 1993

ودعا  الكواري الحضور إلى العمل من أجل إعلام الجمهور وتثقيفه بشأن حالة الطوارئ المناخية ومساءلة الحكومات والشركات عن الأضرار البيئية وتأثيراتها على الحق في الغذاء، وحماية الحق في الغذاء في أوقات الصراع، مؤكداً أن التغطية الإعلامية المهنية تؤثر على السياسات الحكومية وتغير رؤية الجمهور ومتخذي القرارات وتوجهاتهم. منوها بجميع شهداء الكلمة وشهود الحقيقية من الإعلاميات والإعلاميين في العالم عموما، وفي المنطقة خصوصاً، وفي غزة وفلسطين على وجه الخصوص التي لا تزال تنزف دماً طاهراً سعياً إلى الحق في تقرير المصير والتخلص من الاحتلال وعدوانه المتواصل منذ سبعة عقود ونيف

واستنكر الكواري تواصل نهج الاعتداء على العاملات والعاملين في المجال الإعلامي والإفلات من العقاب، بالرغم من كل الجهود الأممية المبذولة على صعيد حمايتهم، مؤكداً العزم على مواصلة الالتزام بالعمل على ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم ومنع افلاتهم من العقاب وصولاً إلى العدالة والحقيقية

بينما أكدت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمملكة المغربية، آمنة بوعياش، على الدور المحوري والحاسم الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام خلال النزاعات المسلحة والتحديات البيئية من خلال نشر معلومات دقيقة لمواجهة الأخبار الزائفة. مؤكدة خلال كلمتها على أهمية العمل إلى جانب المؤسسات الحقوقية ورصد مختلف القضايا المرتبطة بالأمن الغذائي والتغيرات البيئية والنزاعات المسلحة وتداعياتها على الأفراد من خلال الاشتغال على قصص واقعية تبرز تداعيات هذه القضايا على الإنسان والطبيعة ما يحرم ملايين البشر من الحق في الغذاء والحق في بيئة سليمة والحق في الماء والحق في الصحة والحماية من التغيرات المناخية، منبهة لتقاطع هذه الحقوق في ما بينها

واعتبرت بوعياش أن الحق في الغذاء يحظى بالأهمية ضمن سلم أهداف التنمية المستدامة، الخاصة الهدف المرتبط بالقضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية وتعزيز الزراعة المستدامة، خاصة في ظل أزمة كوفيد-19، التي أظهرت الأهمية الكبرى التي يكتسيها القطاع الفلاحي والصناعة الغذائية في الحفاظ على الأمن الغذائي في فترات الأزمات، حيث أوصى المجلس بتطوير مجالات الاستثمار بما يضمن حماية الحق في الغذاء واتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية المستهلك من كل الممارسات غير القانونية التي قد تمس الحق في الغذاء الكافي والميسر وذي الجودة، إلى جانب مقترحات المجلس المرتبطة بتوسيع مصادر الماء وإعادة النظر في تدبير مخزونه

كما تناولت الندوة مسألة "استهداف الصحفيين في النزاعات المسلحة: واقع الانتهاكات وجهود الحماية"، وذلك بهدف الاهتمام بتنمية معارف وتطوير مهارات الصحفيين في إدماج مبادئ ومعايير حقوق الإنسان ومخرجات الآليات الدولية المتعلقة بحماية وتعزيز الحق في الغذاء وتوفيره وتمكين الناس من الحصول عليه في التغطيات الصحفية المهنية الإخبارية والبرامجية المتعلقة بالنزاعات والأزمات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة والعالم بصفة عامة