وجرى الاحتفال هذا العام تحت شعار: "لنرفع الكمامات"، في إشارة إلى ضرورة كشف ممارسات صناعة التبغ التي تستهدف فئة الشباب، وفقًا لتصريحات مسؤولي وزارة الصحة.
وفي كلمته بالمناسبة، أوضح الدكتور بن إيماني أن الشعار يُسلّط الضوء على "الأساليب المضلّلة التي تنتهجها شركات التبغ لجذب الشباب"، مشيرًا إلى أن هذه الحملة تتكامل مع جهود وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية في "رفع الوعي بممارسات التسويق الضارّة التي تُروّج لمنتجات التبغ".
وأكد أن "التدخين لا يزال يُمثل تحديًا صحيًا كبيرًا في البلاد"، مشيرًا إلى "ارتفاع حالات الإصابة بالسكتات الدماغية وسرطان الرئة نتيجة استهلاك التبغ، خاصة بين الشباب من مختلف الخلفيات الاجتماعية".
146 ألف وفاة سنويًا في أفريقيا بسبب التبغ
من جانبها، أعربت ممثلة منظمة الصحة العالمية في جزر القمر، الدكتورة نكورونزيزا تريفوني، عن قلقها من استمرار شركات التبغ في تطوير استراتيجيات تسويقية تستهدف فئة المراهقين، عبر "المنتجات المنكهة، والتغليف الجذّاب، والإعلانات الرقمية التي تُقدّم التبغ في صورة عصرية ومغرية". وحذّرت من أن هذه الاستراتيجيات "تُضلّل المستهلكين الشباب وتُسهم في تطبيع التدخين، مما يزيد صعوبة الإقلاع عنه ويضاعف الأضرار الصحية المرتبطة به".
وكشفت الدكتورة نكورونزيزا أن أكثر من 146 ألف شخص في القارة الأفريقية يفقدون حياتهم سنويًا بسبب تعاطي التبغ، مشيرة إلى وجود أكثر من 61 مليون مستخدم للتبغ في الإقليم، بينهم نسبة متزايدة من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عامًا.
دعوة لمحاسبة صناعة التبغ
وشدّدت ممثلة منظمة الصحة العالمية على ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر حزمًا، منها: حظر النكهات المستخدمة في منتجات التبغ. منع تصميم عبوات تُحاكي الحلوى أو الألعاب. تنظيم الإعلانات الرقمية والرعاية عبر المنصات التي يتابعها الشباب. توفير التثقيف الصحي المناسب لكل فئة عمرية.
وأكدت أن "حماية الجيل القادم ليست خيارًا بل التزام أخلاقي وضرورة ملحّة للصحة العامة"، داعية السلطات الصحية في جزر القمر إلى مواصلة العمل في هذا الاتجاه.
أجمع المشاركون في الاحتفال على أهمية اليوم العالمي للامتناع عن التدخين كفرصة للتفكر في مخاطر التبغ وتعرية أساليب شركاته التي تسعى للحفاظ على نفوذها، خاصة عبر استهداف الفئات الشابة. ويُعد هذا اليوم، الذي يُصادف 31 مايو من كل عام، مناسبة عالمية تتظافر فيها جهود منظمة الصحة العالمية والدول الأعضاء لنشر الوعي، والمطالبة بسياسات صارمة، وضمان محاسبة صناعة التبغ على الأضرار التي تُلحقها بالمجتمع.
