وقد تم خلال الحفلة القاء العديد من الكلمات دارت حول أهمية تعزيز حقوق الإنسان في المجتمع، من بينها كلمة رئيس الجمهورية وكلمة وزير العدل والشؤون الإسلامية بالإضافة إلى كلمة رئيسة اللجنة الوطنية لحقوق الانسان. وفي كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة باسم دار الافتاء القمري، أوضح الدكتور سيد عبد الله سيد أحمد جمل الليل مدير مكتب دار الافتاء على أهمية هذه المناسبة والأساس الفلسفي الذي قام عليه مفهوم حقوق الإنسان وهو تكريم الإنسان بما يمكِّنه من القيام بدوره في المجتمع وتحقيق تقدُّم المجتمع من خلال تقدُّم ورُقِيِّ الفرد، وهو الأساس نفسه الذي أشار إليه الإسلام في مواضع عديدة، أولها: تقرير مبدأ وحدة الجنس البشري، وأن الاختلاف بين البشر سواء في الأرزاق أو مصادر الدخل أو الأعمار أو الألوان أو الأعراق، إنما يهدف إلى إعمار الكون في إطار من التعايش والتعاون والتكامل
قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)، وقال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). كما أوضح في كلمة دار الإفتاء أهم خصائص ومميزات حقوق الإنسان في الإسلام، وختمها بالتمثيل لحق الحياة التي هو أصل وأساس باقي الحقوق
والجدير بالإشارة إلى أن منظمة الأمم المتحدة قد اختارت هذا العام موضوع "التعافي بشكل أفضل- دافع عن حقوق الإنسان"، وقالت إن العالم هذا العام "في حاجة إلى إعادة البناء بشكل أفضل من خلال ضمان أن تكون حقوق الإنسان أساسية لجهود التعافي". وقالت الأمم المتحدة في بيانها بهذه المناسبة "لن نصل إلى أهدافنا العالمية المشتركة إلا إذا كنا قادرين على خلق فرص متكافئة للجميع، ومعالجة الإخفاقات التي كشفها جائحة كوفيد-19، وتطبيق معايير حقوق الإنسان للتصدي لأوجه عدم المساواة والإقصاء والتمييز المتجذرة والمنهجية بين الأجيال". وتقول المنظمة إن "الجائحة ضربت المجتمعات كافة في صميمها وهددتها على المستوى الطبي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي... لقد غذى تفاقم الفقر وعدم المساواة والتمييز والاستبعاد المأساة الإنسانية التي يعيشها عالمنا اليوم". وتضيف المنظمة "ذكرتنا هذه الجائحة بحقيقة بسيطة، وهي أن العالم الذي يحترم حقوق الإنسان للجميع بشكل كامل هو عالم أكثر استعدادا لمواجهة جميع الأزمات والتعافي منها"
والمعلوم بأن العالم يحتفل "يوم حقوق الإنسان" في العاشر من ديسمبر كل عام، للتذكير بالمطالبات التي تضمنها الميثاق العالمي الذي صدر عام 1948، ويكتسب هذا العام أهمية خاصة بسبب جائحة أصابت العالم وفرضت ظروفا استثنائية وكشفت عن أوجه القصور في الحقوق التي تضمنها الإعلان، وهو ما دفع الأمم المتحدة إلى اختيار موضوع هذا العام عن الجائحة. يرمز الاحتفال لليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1948 الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بموجب القرار 217، الذي حدد للمرة الأولى حقوق الإنسان الأساسية التي يتعين حمايتها عالميا، ووضعت المنظمة الدولية هذا الإعلان معيارا ينبغي أن تستهدفه الشعوب والأمم كافة