ويتولى تنفيذ هذه المشاريع المنظمة الإماراتية غير الحكومية "قلبي اطمأن"، حيث أطلقت حزمة من المبادرات الاجتماعية والخدمية داخل القرية، من أبرزها إنشاء منتزه ترفيهي للأطفال يضم ألعابًا متنوعة مثل الأرجوحات والزحاليق، بالإضافة إلى مساحات مخصصة للراحة. وقد أوضح القائمون على المشروع أن الدخول إلى المنتزه سيكون مجانيًا حتى اكتمال الأعمال
كما شمل المشروع تجميل الواجهة العمرانية للقرية، من خلال طلاء المنازل المطلة على الطريق الرئيسي بالأزرق والأبيض، وتزيين الساحات العامة ببلاط يحمل الألوان ذاتها، ما منح القرية طابعًا عصريًا وهوية بصرية مميزة
مشاريع خدمية واقتصادية تعزز الاستدامة
على صعيد البنية التحتية، تم تثبيت ثلاث نوافير مياه عمومية موزعة بين مسجد الجمعة والساحة العامة والسوق، إلى جانب توزيع أنظمة طاقة شمسية وخزانات مياه أمطار على المنازل التي تفتقر إلى صهاريج المياه. أما على المستوى الاقتصادي، فيجري تنفيذ سلسلة من المبادرات تشمل تأهيل الأزقة الداخلية، وبناء حظيرة دواجن، وترميم الفصول الدراسية، وإنشاء ملعب كرة قدم، وإعادة تأهيل ميناء الصيد التقليدي
وحول هذا الميناء، صرّح مدير المشروع نور الدين جبابا، وهو من أبناء القرية، بأن السلطات تعتزم توزيع قوارب صيد حديثة على الصيادين المحليين مقابل مساهمة بنسبة 50% من تكلفة الشراء، بهدف إنعاش قطاع الصيد وتوفير فرص عمل جديدة
مشاركة مجتمعية ودعم محلي فعّال
يساهم حاليًا 52 عاملاً في تنفيذ المشاريع، ويتلقون أجورًا مدعومة بنسبة 50% بفضل مساهمة المجتمع المحلي. وأكد أحد العاملين، ويُعرف باسم جمعة ممادي، أن ظروف العمل جيدة، وأن العمال يحصلون على سلف مالية عند الحاجة، ما يعزز من روح التعاون والرضا بين المشاركين
ولتأمين استدامة المشاريع بعد اكتمالها، تعمل القرية على تأسيس تعاونية محلية تتولى إدارة المرافق الجديدة مثل المنتزه، مقابل رسوم رمزية تُخصص لصيانة التجهيزات وضمان استمرار الخدمات
ميندرادو...نموذج تنموي يحتذى به
تحوّلت قرية ميندرادو بجنوب غرب جزيرة انغازيجا إلى وجهة جاذبة للزوار ومصدر إلهام للقرى المجاورة، بعد أن كانت لفترة طويلة مهمّشة. وتُعد هذه التجربة نموذجًا حيًّا على فعالية التعاون بين المبادرات الدولية والمجتمعات المحلية في تحقيق التنمية المستدامة
وقد عرض برنامج "قلبي اطمأن" على قناة أبوظبي منذ 10 مارس الماضي سلسلة حلقات تسلّط الضوء على واقع القرية. حيث زار غيث قرية ميندرادو، واطّلع على معاناة السكان من الحرارة الشديدة والمساكن غير الملائمة، إذ تعيش العديد من الأسر في منازل مصنوعة من الزنك، ما يجعل درجات الحرارة غير محتملة وتصل أحيانًا إلى أكثر من 35 درجة مئوية
ورغم هذه الظروف، أظهر البرنامج نضال النساء المسنات اللاتي يعملن بجد في حمل الحجارة لبناء منازلهن المستقبلية، في مشهد يعكس قوتهن وإصرارهن. كما أبرزت الحلقة جهود تقديم المساعدات الغذائية، وتنظيم وجبة احتفالية، وتوفير حلول طويلة الأمد مثل إنشاء منازل جاهزة أكثر متانة واستقرارًا
جدير بالذكر أن برنامج "قلبي اطمأن" انطلق رسميًا في 13 مايو 2018، وحقق منذ ذلك الحين نسب مشاهدة وتفاعل مرتفعة، ويُعرض على قنوات نور دبي، MBC1، أبوظبي، إضافة إلى منصات التواصل الاجتماعي