logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

تدشين محطة "واشيلي" للطاقة الشمسية: خطوة استراتيجية نحو أمن طاقي مستدام

تدشين محطة "واشيلي" للطاقة الشمسية: خطوة استراتيجية نحو أمن طاقي مستدام

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
دشّن فخامة رئيس الجمهورية، غزالي عثمان، يوم السبت 19 أبريل الجاري، محطة "واشيلي" للطاقة الشمسية، بتمويل من صندوق أبوظبي للتنمية وتنفيذ شركة "إيكوسيس" اللبنانية، وذلك في حفل رسمي حضره عدد من أعضاء الحكومة والدبلوماسيين وشركاء فنيين وماليين.

 

ويُعد المشروع من المبادرات الاستراتيجية التي تهدف إلى دعم التنمية الاقتصادية في جزر القمر، من خلال تلبية الطلب المتزايد على الطاقة، وتعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة

واستُهلّ الحفل، الذي أقيم في مدينة كوامباني، حاضرة منطقة واشيلي، بكلمة من السلطان عبد العزيز، أحد وجهاء المنطقة، عبّر فيها عن امتنانه للحضور، مشيدًا بما تحقق من إنجازات في واشيلي، ومثمنًا التزام الرئيس غزالي تجاه المنطقة. وقال السلطان عبد العزيز "لقد حظيت منطقة واشيلي بفرصة نادرة، إذ تمكنت من تنظيم ثلاث مناسبات رسمية خلال عام واحد، وهو ما لم يحدث من قبل

وأشار إلى أن تدشين المحطة يأتي ضمن سلسلة من المشاريع التي تشهدها المنطقة، مثل مشروع توصيل المياه بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عبر "الصندوق الأخضر"، ووضع الحجر الأساسي للطريق الرئيسي الرابط بين مدينتي بهاني-اتسندرا وشيزاني-مبوانكو

طاقة نظيفة بإمكانات مستقبلية واعدة

من جهته، أشاد هادي يونس، ممثل شركة "إيكوسيس" في جزر القمر، بحفاوة استقبال السكان وتعاون شركة الكهرباء الوطنية، مؤكدًا أن المحطة تمثل بداية لمشاريع أكبر في مجال الطاقة المتجددة في البلاد. وقال: "لديكم اليوم مصدر نظيف ومتجدد للطاقة الشمسية بإمكانه إنتاج ما يصل إلى 10 جيجاواط/ساعة سنويًا. استخدموا هذه الطاقة خلال النهار لتحقيق أكبر استفادة

وتقع المحطة على مساحة 50 ألف متر مربع، وتضم 10.560 لوحًا شمسيًا، وهي متصلة بشبكة خطوط ضغط متوسط (20 كيلوفولت) تمتد لمسافة 17 كيلومترًا بين بلدتي شوموني وفواجو وصولًا إلى العاصمة موروني، بطاقة إنتاجية تبلغ 6.3 ميغاواط، مما يضمن استقرار واستدامة إمدادات الكهرباء

وقد تم إنجاز المشروع في أقل من 11 شهرًا، بمشاركة نحو 250 عاملًا محليًا تلقوا تدريبًا متخصصًا على يد خبراء من الشركة المنفذة. ومن المرتقب قريبًا تركيب بطاريات تخزين بسعة 9 ميغاواط/ساعة، بفضل شراكة مع شركة "مصدر" الإماراتية، التي تخطط أيضًا لتنفيذ مشاريع مماثلة في جزيرتي أنجوان وموهيلي

تعاون إماراتي-قمري راسخ

أكد السفير الإماراتي لدى جزر القمر، جمعة راشد الرميثي، أن تدشين المحطة الجديدة يعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، ويجسّد التزام دولة الإمارات بدعم التنمية المستدامة، خاصة في قطاع الطاقة المتجددة. وأضاف أن المشروع ينسجم مع رؤية جزر القمر 2030، ويعزز جاهزية البلاد لاستضافة دورة ألعاب جزر المحيط الهندي 2027

من جانبه، قال محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية: "يُعد المشروع ركيزة لتحفيز الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، وسنواصل دعم شركائنا لتحقيق أهدافهم، لما له من أثر إيجابي يمتد إلى الأجيال القادمة." وأوضح أن تمويل مشاريع الطاقة يمثل أولوية للصندوق، لدورها في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وخفض الانبعاثات الكربونية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة بيئيًا واجتماعيًا

وفي كلمته الختامية، عبّر الرئيس غزالي عثمان عن شكره لدولة الإمارات، مشيدًا بسجلها الحافل في دعم مشاريع الطاقة المتجددة والعمل المناخي. وأثنى على دور صندوق أبوظبي للتنمية في ترسيخ مفاهيم الاستدامة وتبني حلول تكنولوجية مبتكرة. وأضاف: "تمويل هذا المشروع يمثل خطوة فارقة في مسيرتنا نحو التحول إلى الطاقة النظيفة، ويمهّد الطريق لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وإنشاء فرص عمل جديدة

وأشاد فخامته بكفاءة تنفيذ المشروع من قِبل "إيكوسيس"، وأبدى ثقته في قدرة "مصدر" على تشغيل المحطة بكفاءة مستقبلًا، مؤكدًا أن هذه المبادرة تشكّل بداية قوية لرفع نسبة الطاقة المتجددة في البلاد إلى أكثر من 45% بحلول عام 2030

يُذكر أن صندوق أبوظبي للتنمية بدأ نشاطه في جزر القمر عام 1979، وقدم منذ ذلك الحين قروضًا ميسّرة ومنحًا حكومية تجاوزت قيمتها 439.4 مليون درهم إماراتي، مولت مشاريع تنموية في قطاعات حيوية كالصحة والتعليم والنقل والطاقة، مما أسهم في تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي في البلاد

تعليقات