وقد تمّ ترشيح الكتاتيب القرآنية والتعليم العتيق في المملكة المغربية الشقيقة، باعتبارها الأكثر جمعا بين متطلبات العصرنة والمحافظة على الثوابت الدينية والعقدية، لمجتمع إسلاميّ عصري متطور. جاء ذلك في سياق توجه الحكومة القمرية لبناء وتطوير مدراس قرآنية ذات تعليم عتيق في البلاد. وأشار وزير الشؤون الإسلامية محمد حسين في كلمته بأن "الحكومة القمرية لم تقرّ عينها بمشروع الكتاتيب القرآنية المطوّرة، التي تشرف عليها منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، في البلاد منذ سنوات، لأنه مشروع عقيم"، وأضاف بأن الحكومة تسعى جاهدة إلى بلورة مشروع جديد لتطوير الكتاتيب القرآنية والتعليم العتيق، بما يكفل لها التطور ومواكبة متطلبات العصر والمحافظة على الثوابت الدينية والوطنية
يذكر أنّ مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة فرع جزر القمر -إحدى الهيئات والمؤسسات المشاركة في الاجتماع- كان قد عقد ندوة دولية في 18 أبريل 2018 بالعاصمة القمرية موروني "حول التعليم العتيق وسبل النهوض به: الحالة المغربية نموذجا" شارك فيها خبراء من المغرب وجزر القمر، وكان من بين توصيات الندوة السعي لتعميم النموذج المغربي كلما كان ذلك ممكنا في البلاد العربة والإسلامية
وقد أعرب ممثلو الهيئات والمؤسسات الحاضرة عن استعدادها في المشاركة في دعم المشروع، الذي يهدف إلى بناء عدد من الكتاتيب القرآنية العصرية النموذجية في الجزر الثلاث، وتدريب وتأهيل الهيكل الإداري والعلمي فيها. وفي كلمته في الاجتماع، أشاد سماحة مفتي الجمهورية بالمبادرة، التي ستمكن أبناء جزر القمر من تعليم القرآن العظيم وحفظه، ومن المحافظة على القيم الحضارية للمجتمع، كما دعا الشركاء والفاعلين في العمل الإسلامي في الدول الشقيقة، إلى المساهمة بفاعلية لنجاح هذا المشروع الهام