logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

بحضور كوكبة من العلماء والدبلوماسيين والصحفيين: تشييع جثمان الصحفي الراحل عبد الله سيد علي في مسقط رأسه

بحضور كوكبة من العلماء والدبلوماسيين والصحفيين: تشييع جثمان الصحفي الراحل عبد الله سيد علي في مسقط رأسه

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
ودعت البلاد والأوساط الصحفية أحد أبنائها البررة، الصحفي الراحل عبد الله سيد علي الذي ووري الثرى صباح يوم الثلاثاء 7 مايو الجاري، في مسقط رأسه ببلدة بانغواكوني شمال جزيرة القمر الكبرى، وذلك بحضور سماحة مفتي الجمهورية الشيخ أبو بكر سيد عبد الله، ورئيس البرلمان السابق برهان حامد، والسفير الليبي بموروني عبد الحليم عبد الوتيس الشهيبي، وممثل سفارة دولة الإمارات الباحث الإعلامي خالد البلوشي، والمدير العام لمصنع سلسبيل للمياه المعدنية الشيخ ناصر العروي، إلى جانب عدد كبير من الصحفيين والعلماء والدعاة وكبار الأعيان.

 

وقد أقيمت صلاة الجنازة على الصحفي الراحل عبد الله سيد علي -الذي كان همزة وصل بين جزر القمر وشقيقاتها من الدول العربية- بالمسجد الكبير في مدينة بانغوكوني، وذلك بمشاركة المئات من المواطنين في كافة فئات المجتمع. وكانت الساعة 10:20 دقيقة عندما غادر جثمان الراحل منزل العائلة ليصلى عليه، حيث أم صفوف المصلين رئيس الرابطة الخيرية الإسلامية -هيئة علماء جزر القمر- الدكتور عبد الحكيم محمد شاكر، الصديق الوفي للصحفي الراحل

وكانت مراسم تشييع فقيد الصحافة العربية في جزر القمر فرصة كبيرة لإحياء ذكرياته وشخصياته، حيث قال المدير العام لجريدة الوطن الصحفي نسيلا بن علي في حق المرحوم "إنه كان رجلا متفتحا، وصحفيا منضبطا للغاية، وقد نما في شخصيته احتراماً فريداً تجاه رؤسائه. وكان يقوم بأي مهمة توكل إليه". بينما عبر المدير العام الأسبق لجريدة الوطن مولد مباي عن الراحل "أنه كان صديقاً عزيزاً ومجتهداً مقرباً، وقبل كل شيء كان رجلا هادئا ومليئا بالفكاهة". وأضاف رئيس تحرير صحيفة الوطن السابق محمد يونس أن رحيل عبد سيد علي "خسارة كبيرة في الوسط الصحفي خاصة العربية منها، وحداد كبير"

ذكريات وشخصيات الفقيد

وكانت المشاعر كبيرة في مسقط رأسه، حيث واصل أصدقاء الطفولة وزملاء العمل والعديد من مقربي الصحفي الراحل الإدلاء بشهادتهم على تعاطفه وولائه تجاه الرجال الذين يتفاعلون معهم بانتظام. وقال رئيس الرابطة الخيرية الإسلامية-هيئة علماء جزر القمر- الدكتور عبد الحكيم محمد شاكر "لقد فقدت صديقاً عظيماً، ورجلاً مخلصاً، وتلميذاً كان دائماً يظهر احتراماً عميقاً لي، رحمه الله وأدخله في فسيح جناته". وأضاف وزير العدل السابق ممادي علي، الذي حافظ على علاقات عميقة مع فقيد مهنة المتاعب لأكثر من عشرين عاما "لقد كان المرحوم متواضعاً وهادئاً ومنفتحا، ويتمتع بقوة شخصية كبيرة". ويصفه بلال صادق، وهو صديق آخر للصحفي الراحل "كان عبد الله سيد علي متاحا دائما عندما تطلب منه القيام بشيء ما"

وعندما أعلن عن وفاته مساء الاثنين 6 يونو الجاري، تدفقت التعازي من كل مكان. وكتب المدير العام السابق لجريدة الوطن علي موانجي على صفحته في الفاسبوك "شعرت بحزن عميق، عندما علمت بوفاة الصحفي عبد الله سيد علي مساء الاثنين في موورني". مضيفا أن الراحل "أثبت نفسه أمام الجميع، كان شريكاً مثابراً ومرناً، ومخلصاً موثوقاً". وذكر عبد السلام سعد الصديق المقرب للصحفي "صفاته الإنسانية، وشعوره الكبير بالصداقة والأخوة". بينما كتبت جبهة العدالة الوطنية على صفحتها في الفاسبوك "إن القلوب لتحزن، وإن العيون لتدمع، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا لفراقك يا أستاذ عبد الله لمحزنون". فيما كتبت وسيلة الإعلام الالكترونية (س م م) على موقعها "كان عبد الله سيد مخلصاً جداً للمهنة ومتعاون مثالي"، حيث كان الراحل يعمل في الموقع كمستقل

همزة وصل مع الدول العربية

ولد عبد الله سيد علي عام 1969 في بلدة بانغواكوني شمال جزيرة انغازيجا، وهو أب لطفلين: طارق عبد الله -الذي كان يكنى به- وابتسام عبد الله. حصل المرحوم على شهادة الباكالوريا عام 1993، وغادر جزر القمر عام 1995 متوجها إلى جمهورية السودان، حيث تابع دراسته في الأدب العربي في جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بالخرطوم، قبل أن يتابع دراسته في مجال الصحافة في جامعة أفريقيا العالمية بالخرطوم. وبعد حصوله على درجة الماجستير في الأدب العربي وعزز قدرته في مجال الصحافة، عاد المرحوم بعد خمس سنوت من الدراسة إلى البلاد في عام 2000، وأصبحا مدرسا في عدد من المدارس الخاصة والعامة في منطقة متسامهولي شمال جزيرة القمر الكبرى، قبل أن يلتحق بجريدة الوطن عام 2002

كان المرحوم أحد أعمدة النسخة العربية لصحفية الوطن، التي أطلقها الصحفي الراحل الحظر حامد قاسم -رحمهما الله- عام 2001، وأصبح عبد الله سيد الرجل الثاني في القسم العربي لجريدة الوطن حتى عام 2008، عندما انضم إلى صحيفة البلد الوليدة ليصبح رئيس تحرير النسخة العربية اليومية حتى إغلاقها في ديسمبر من العام 2012. وقد أسس الراحل مع سكرتير الدولة السابق الدكتور حامد كرهيلا صحيفة "البلاد" والتي انتهت مغامرتها بعد ثلاث سنوات

تذكر الراحل خطواته الأولى كصحفي، وقرر العودة إلى بيته الأم، ليصبح بعد ذلك نقطة انطلاق بين جريدة الوطن والشركاء العرب، وفي مقدمتهم سفارة خادم الحرمين الشريفين، ولاحقا سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة. كان عبد الله سيد متخصصا في الحصول على المعلومات من السفارات، وكان صديقا للعديد من الدبلوماسيين. وكان المرحوم يذكر دائما خلال اللقاءات الدبلوماسية مع سفراء الدول العربية المقيمين في موروني "عليكم أن تدعم جزر القمر كي تستفيد بشكل صحيح من علاقاتها مع الدول العربية"

تعليقات