وذكرت الوكالة إصابة أكثر من 800 شخص بوباء الطاعون فى مدغشقر، من بينهم 600 شخص تقريبا أصيبوا بالطاعون الرئوي شديد الخطورة وسهل الانتقال. وكانت السلطات الصحية في مدغشقر سجلت قبل أسبوع 42 حالة وفاة و343 حالة إصابة بالمرض. ورغم معرفة الكثيرين بأنه مرض يعود للعصور الوسطى اجتاح أوروبا والحق بها الضرر البالغ، إلا أن الطاعون، من نوع الطاعون الدبلي، لا يزال وباء فى بعض البلدان مثل مدغشقر. ويتم تسجيل نحو 400 حالة طاعون فى مدغشقر سنويا، معظمها من الطاعون الدبلي الذي تنقله البراغيث. ويتحدث رئيس مدغشقر عن "حرب" في مواجهة تفشي وباء الطاعون المميت الذي ينتشر بسهولة بين السكان، مما دفع بجزيرة مدغشقر إلى الغرق في حالة من الخوف. وتسبب انتشار وباء الطاعون في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان في قلق بالغ لدى الحكومة.
وكان مسئولو الصحة في جزيرة سيشل قد تحدثوا قبل ثمانية أيام عن انتقال مرض الطاعون إلى جزيرة سيشيل المجاورة، حيث تم وضع عشرات الأشخاص تحت المراقبة الطبية، بعد أن تم تشخيص إصابة رجل من سيشيل، يبلغ من العمر 33 عاما، بالمرض بعد فترة قصيرة من عودته بعد قضاء عطلة في مدغشقر. إلا أن منظمة الصحة العالمية عادت وأكدت أول أمس الأربعاء، أن وباء الطاعون الرئوى لم ينتقل من مدغشقر إلى جزيرة سيشل المجاورة لها، وذلك بعد أن أظهر فحص حالات إصابة مشتبه بها فى سيشل خلوها من الوباء. يذكر أن مدرب كرة السلة من سيشل كان قد توفي، في نهاية سبتمبر الماضى، بمدغشقر بعد إصابته بالطاعون الرئوي في المستشفى.
أعراض المرض وتشخيصه
الشخص المصاب بالطاعون يبدو عليه أعراض كـ"الحمى، والتهاب في الحلق، وضيق في التنفس والسعال الدموي..." وتتسبب في وباء الطاعون الدبلي، بكتيريا تسمى "يرسينيا بيستيس" تنتشر في الأساس عن طريق البراغيث وتحملها الفئران. وفي حال تعرض الإنسان للعض من قبل برغوث مصاب، فإن الأعراض تبدأ بالظهور بعد سبعة أيام، في البداية يكون كما لو أنه أصيب بإنفلونزا حادة، ثم تبدأ الغدد الليمفاوية في التورم بكثافة. ومع التشخيص المبكر، فإن فرص الشفاء مع استخدام المضادات الحيوية مرتفعة. ولكن في المراحل المتقدمة من المرض، يمكن أن يتحول الطاعون الدبلي إلى الطاعون الرئوي الذي ينتقل عن طريق الرذاذ المعدي في الهواء، على غرار الإنفلونزا، وبإمكانه الانتشار بسرعة كبيرة، حيث لا تتجاوز فترة حضانته 24 ساعة. ويتسبب الطاعون الرئوي في وفاة حامله بسرعة إذا لم يخضع للعلاج.
وتعتبر مدغشقر -التي يقطنها ما يقرب من 25 مليون نسمة- على مدى سنوات، الدولة صاحبة العدد الأكبر من الإصابات بمرض الطاعون على مستوى العالم، وخاصة الطاعون الدبلي. ولا يعتبر تفشي المرض على نطاق ضيق شيئا نادرا في جزيرة مدغشقر، لكن الأرقام هذه المرة أكبر بكثير. ولم تشهد أي منطقة وباء بهذه الخطورة منذ ما شهدته منطقة سورات الهندية عام 1994. وفي العاصمة التي يقطنها 2.2 مليون نسمة، أغلقت المدارس أبوابها وأصبحت الأماكن الأخرى خاوية بشكل مخيف، أما في الجامعة فقد تم إلغاء المحاضرات. وأرسلت منظمة الصحة العالمية 1.5 مليون جرعة من المضادات الحيوية إلى مدغشقر، للعلاج والوقاية من المرض.
مطارات وموانئ العالم تتخذ اجراءات وقائية
في الوقت الذي اتخذت الدول المجاورة لمدغشقر اجراءات وقائية ووصل بعضها إلى حظر الطائرات والسفن القادمة من جزيرة مدغشقر، بقيت السلطات في جزر القمر تصدر تعليمات وتوصيات دون عمل ملموس. ففي جزيرة سيشل حظرت الطائرات والسفن القادمة من مدغشقر، بينما الجزر في المحيط الهندي اتخذت إجراءات وقائية شديدة تجاه هذا الوباء الفتاك. كما أعلنت وزارة الصحة بالإمارات أنها اتخذت مجموعة من الإجراءات الاحترازية بالتعاون مع هيئة الصحة أبو ظبي وهيئة الصحة بدبي والطيران المدني تتضمن توعية عن مخاطر السفر لمدغشقر وكيفية الوقاية، وذلك على خلفية إعلان جمهورية مدغشقر عن اكتشاف حالات من الطاعون الرئوي على أراضيها. كما أعلنت سلطات الحجر الصحي بمطار القاهرة الدولي، حالة الطوارئ لمواجهة أمراض الطاعون وذلك مع الركاب القادمين من مدغشقر.