وهذا النزوح للفكر الغربي المتطرف الذي تعاطف معه كثيرون من متوسطي الأعمار في الأقطار المسلمة، والعبث بالمفاهيم الصحيحة بتغيير معاني المصطلحات والبعد عن الفكر السوي بصفة عامة وكذلك يلاحظ الميل الكلي تحت خدمة تدهور الفكر المعرفي في عالمنا الإسلامي خاصة وفي العالم أجمع، وكأننا اتخذنا منهجا آخر مناسبا لهذا الخمول والجمود الملموس وفقد الهوية في الشعب المسلم، هوية الدين والوطن وكأن القوم كلهم أصبحوا عملاء مدعين البشرية والديانة
نحن حين نخاطبكم بهذه الكلمات التي تكتب بدموع حارة لا نملك الوقوف لذكر الصورة الحقيقية لمجريات الأحداث المعيقة التي تسبب صعوبة العمل الدعوي بل هذه دمعة تعبر عن هول الواقع المؤلم
كل هذه الحالات المذكورة عن الواقع المتجدد مع الأيام، وهذا الانفجار المعرفي والفكري وهيمنتهما بشتى العلوم تدعو إلى تطوير مهارات التقنية الإلكترونية الجديدة مع وسائل التواصل الاجتماعي في دعاة وخطباء المدن والقرى في سبيل خلق قدرات وفهم للواقع وإيجاد أرضية قوية صلبة تقاوم الانزلاق في المواقف الصعب، يدعم الداعي كذلك على الدوام بأسلحة المقاومة حتى يبقى قويا مؤديا بواجبه في اعتباره عضوا فعالا له تأثيره في مجتمعه يرجى تحسين وضعه الاجتماعي تجنبا التطفل والتذلل عند أبواب الأثرياء لنحفظ شخصيته الدعوية في مبدأ بناء قدرات الأئمة ودعاة قادرين على مواجهة تحديات العصر ومعاناته
والأمر جد صعب لابد من جهد وبذل للجميع فهو عمل الأمة بأسرها أمة الرسالة المحمدية رسالة الأمن والحب والتعاطف بين الآدميين كل ذلك في تحقيق مبدأ الاعتصام الذي يأمر به رب العباد
ولا أختم الكلام قبل أن أقدم الشكر والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله- لما يقومون به من خدمات نحو الدعوة الإسلامية في نشره وتحسين وضعه، كما أتوجه بالشكر إلى التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب وهذه الجهود الجبارة تحت ظل وزير الدفاع بجمهورية القمر المتحدة
بقلم الأستاذ/عبد الله عبد الله عبد الوهاب
موجه تربوي في وزارة التربية والتعليم
