وفي رده على سؤال من صحفي جريدة الوطن في تعليقه على هذا التعيين الجديد، شكر نائب رئيس البرلمان السابق شريف مولانا في المقام الأول على رئيس الجمهورية لمنحه هذه الثقة الكبيرة، وقال "إنه لشرف كبير بالنسبة لي أن يتم اختياري وتعيني سفيرا مقيما ومفوضا فوق العادة لبلدي في هذه الدولة الكبيرة والصديقة، والتي تعتبر القوة الاقتصادية الأولى من حيث القوة الشرائية، والقوة العسكرية الثالثة على مستوى العالم، مضيفا بأننا نتحدث في نفس الوقت بالطبع عن أكثر دولة اكتظاظا بالسكان في العالم"

ويرى الكثير من المراقبين في هذا التعيين بأنه دليل على أن الرئيس غزالي مازال يعتمد على الحنكة السياسية والفكرية لوزيره السابق نظرا لخبراته الادارية والسياسية التي اكتسبها طوال السنوات الماضية. وقد عمل شريف مولانا خلال الفترة الماضية في السلطات الثلاثة باعتباره رئيس لجنة تدقيق الحسابات 2000/2003 (وهو قسم الحسابات في المحكمة العليا حاليا) وفي عدة مرات كان وزيرا ثم نائبا في البرلمان الوطني

والمعروف بأن شريف مولانا من مواليد مدينة إسنكودي واشيلي بجزيرة انغازيجا عام 1965 وهو أب لأربعة أولاد وحاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية والاجتماعية في جامعة ليلي بفرنسا عام 2014. وقد اكتسب السفير الجديد خبرة طويلة في الإدارة والسياسة بعد 22 عاما قضاها في دعم ومساندة الرئيس غزالي أي ما بين عامي "1999 إلى 2021م"، حيث يعتبر مولانا شريف من المؤسسين الرئيسيين لحزب "الاتفاق لتجديد جزر القمر" برئاسة غزالي عثمان. وهو أستاذ محاضر في جامعة جزر القمر وفي جامعة ليلي بفرنسا

وخلال عهد الرئيس غزالي الأول (2002-2006)، تم تعين مولانا شريف عدة مرات وزيرا للمالية والميزانية والاقتصاد. كما تم انتخابه للمرة الأولى في عام 2004 نائبا في البرلمان الوطني عن منطقة واشيلي-ديماني من الدور الأول إلى جانب صيف محمد الأمين وزير الخارجية السابق عن منطقة هامبو. وفي عام 2015 تم انتخابه للمرة الثانية كنائب معارض في البرلمان الوطني عن حزب "الاتفاق لتجديد جزر القمر"

ولكنه خلال هذه الدورة التشريعية تمكن من انتخابه نائبا أول لرئيس البرلمان، رغم أنه جاء من حزب معارض، وكان الأحزاب الموالية للحكومة في ذلك الوقت تهيمن على المجلس. وفي عام 2016، كان ضد قرار حزبه السياسي، وقام بترشيح نفسه في منصب حاكم جزيرة انغازيجا غير أنه ظلا متماسكا بعضويته في الحزب وتأييده للرئيس غزالي في الانتخابات الرئاسية لهذا العام

ومن بين إنجازاته في حياته العملية والسياسية، عندما كان وزيرا للمالية قام بتطبيق إصلاحات أساسيا وذلك بالزام جميع الموظفين في الخدمة العامة وفي الادارات العامة بفتح حساب مصرفي في المؤسسة الوطنية للبريد والخدمات المالية وذلك لتوطين رواتب الموظفين فيها، الأمر الذي أدى إلى زيادة مدخرات البلاد حسب العديد من المراقبين. وعندما كان وزيرا للمالية والميزانية في 2003/2004، وبناء على طلب رئيس الجمهورية وضع شريف مولانا استراتيجية لتمويل جامعة جزر القمر الوليدة وذلك لإحباط جميع المحاولات حول عدم استكمال مشروع افتتاح الجامعة القمرية، وذلك بعد رفض عدد من الشركاء في التنمية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وغيرهما شروط تمويل جامعة جزر القمر الجديدة