إعداد/ شيخ علي حماد ✍️
فبموجب المرسوم رقم (25-080) الصادر يوم الأربعاء 30 يوليو المنصرم، تم تعيين الوزير والنائب البرلماني السابق، السيد جاي أحمد شانفي، مستشارًا دبلوماسيًا لرئيس الجمهورية بدرجة مستشار خاص، خلفًا للسيد حماد ممادي بوليرو، الذي سلّم مهامه قبل أكثر من شهر، إثر خضوعه لإجراءات قانونية تتعلق بما يُعرف إعلاميًا بـ"قضية بشار
ويُعد جاي أحمد شانفي من أبرز الشخصيات السياسية القمرية، وقد شغل في السابق منصب وزير العدل والشؤون الإسلامية، كما انتُخب نائبًا عن دائرة وشيلي ديماني، وتقلد منصب نائب رئيس الجمعية الوطنية. وهو معروف بعلاقته الوثيقة برئيس الجمهورية، حيث دعم ترشحه منذ انتخابات 2016
ويأتي هذا التعيين في سياق تجديد أولويات الدبلوماسية القمرية، التي حدّدها الرئيس غزالي خلال لقائه الأخير بالسفراء في قصر بيت السلام، وعلى رأسها الاستعداد لاستضافة دورة ألعاب جزر المحيط الهندي لعام 2027، وقضية جزيرة مايوت القمرية
ويُعرف المستشار الجديد بمواقفه القوية في الدفاع عن سيادة جزر القمر، وكان من أبرز المدافعين عن قضية مايوت في البرلمان، حيث قاد حملة لاعتماد 12 نوفمبر "يومًا وطنيًا لجزيرة مايوت"، وهو اليوم الذي يُخلد انضمام البلاد إلى الأمم المتحدة ورفض الاحتلال الفرنسي للجزيرة
صالح محمد جنيد... رصيد إداري واسع
وفي مرسوم رئاسي آخر تحت رقم (25-078)، عُيّن الوزير السابق صالح محمد جنيد في منصب نائب الأمين العام للحكومة، خلفًا للسيد محمود سالم حافي
ويتمتع جنيد بخبرة طويلة في الإدارة العامة والعمل الحكومي، حيث شغل مناصب رفيعة داخل وزارات الخارجية والاقتصاد، كما تولّى إدارة الشركة الوطنية للكهرباء، وعمل منسقًا وطنيًا للمساعدات الإنمائية، إضافة إلى كونه المدير العام السابق للضرائب، ثم مديرًا عامًا للتخطيط الاستراتيجي في هيئة التخطيط العامة
وعلى الصعيد الأكاديمي، عمل جنيد كمستشار لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومحاضرًا في جامعة جزر القمر، كما قاد مشروعًا لتقييم موظفي الخدمة المدنية حينما كان مديرًا عامًا للخدمة المدنية بين 2017 و2019، قبل أن يُعيّن وزيرًا للدولة لشؤون الخدمة المدنية عام 2019، حيث عمل على إنشاء مدرسة وطنية للإدارة
وفي الفترة ما بين 2020 و2024، شغل جنيد منصب المدير العام للشركة الوطنية للكهرباء، حيث ساهم في تطوير السياسات الإدارية والتقنية للقطاع. ويأتي تعيينه الجديد ضمن توجه حكومي لإصلاح الإدارة العامة وتعزيز أداء موظفي الخدمة المدنية، ضمن إطار صارم لقياس النتائج والمردودية
وتلقى نائب الأمين العام الجديد للحكومة تعليمه العالي في المملكة المغربية، ثم في مركز الدراسات والبحوث حول التنمية الدولية في فرنسا، ما يعكس تأهيله العلمي والمهني للمهام الجديدة الموكلة إليه
تعكس هذه التعيينات رغبة القيادة السياسية في تعزيز الأداء الحكومي والدبلوماسي، والاستعداد للاستحقاقات الوطنية والدولية القادمة، لاسيما في ظل التحديات المرتبطة بالإدارة العامة، والتوازنات الإقليمية المتعلقة بجزر المحيط الهندي