إعداد/ محمد أحمد ممادي  ✍️

خلال الأسابيع الماضية، لوحظ ارتفاع واضح في حالات الحمى والأعراض المشابهة للإنفلونزا لدى الأطفال والبالغين في مختلف أنحاء البلاد، فيما سجّلت المدارس نسب غياب مرتفعة، وازدادت أعداد الوافدين إلى المراكز الصحية. ورغم هذا الانتشار، أكد أطباء استطلعت صحيفة الوطن آراءهم أن الوضع مطمئن وتحت السيطرة

وباء يطال مختلف الفئات العمرية

يوضح الطبيب حسين زين العابدين، رئيس عيادة الجمعية القمرية للرفاه الأسري "أسكوبيف"، أن الوباء بدأ بإصابة الأطفال بنسبة أكبر قبل أن يمتد إلى البالغين، لافتًا إلى أن "المرض لا يستهدف فئة عمرية محددة، فهو يصيب الرضع والمسنين على حد سواء

وتشمل أبرز الأعراض: الحمى، آلام الجسم، السعال، وفقدان حاستي الشم والتذوق. وهي أعراض تذكّر قليلًا بكوفيد-19، إلا أن الطبيب يشير إلى أنه "من المبكر جدًا الوصول إلى أي استنتاج"، مؤكدًا أن ما يُسجَّل حاليًا قد يكون جزءًا من الدورة الموسمية للفيروسات في هذا الوقت من العام

ويقول زين العابدين إنه استقبل نحو خمسين مريضًا خلال عشرة أيام، مشددًا على أن معظم الحالات تستجيب للعلاج البسيط الذي يشمل: مسكنات وخافضات حرارة مثل الباراسيتامول، فيتامينات، ترطيب منتظم، وعصائر الحمضيات. ويضيف: الأمر يحتاج الصبر فقط. مثل أي فيروس موسمي، تستمر الأعراض من خمسة أيام إلى أسبوع، ولا داعي للقلق

وفي الوقت نفسه، يحذر الطبيب من الاستهانة بالحمى، خاصة في جزيرة القمر الكبرى حيث لا يزال مرض الملاريا منتشرًا، مؤكدًا: "يجب دائمًا استبعاد الملاريا أولًا قبل الافتراض أن سبب الحمى هو هذا الفيروس"، داعيًا إلى استشارة الطبيب فور ظهور الأعراض

مستشفيات مكتظة… دون تسجيل حالات خطيرة

وفي جنوب جزيرة انغازيجا، يؤكد الطبيب فحار بشير رئيس الأطباء بمستشفى فومبوني أن الأعراض المسجلة -من حمى وقيء وإسهال- تتوافق مع متلازمة شبيهة بالإنفلونزا. ويقول: "حتى الآن، لم نحدد سببًا دقيقًا، فالتحاليل غالبًا تأتي طبيعية، لذا نعالج المرضى حسب الأعراض

ويشير الطبيب فحار إلى أن الأطفال هم الأكثر تأثرًا، داعيًا الأهالي إلى إعطاء الباراسيتامول بانتظام كل ست ساعات لتجنب المضاعفات. كما يوضح أن ارتفاع الحالات لا يقتصر على مدينة فومبوني حاضرة المنطقة، بل يُسجَّل أيضًا في بلدات أخرى مثل نيومامليما وغيرها

وفي مدينة تسوجيني بمنطقة اتسندرا وسط جزيرة القمر الكبرى، يرصد الطبيب حسن محمد مباي، رئيس المركز الصحي بالمدينة، ازدحامًا لافتًا من المرضى. ويقول: "بمجرد خروج أربعة مرضى، يدخل خمسة آخرون، لكن معظمهم يغادر بعد 24 ساعة مع علاج منزلي بسيط". ويؤكد أن "المرض غير خطير، ولحسن الحظ لم تُسجل أي وفاة

كما تشهد مدارس العاصمة موروني ارتفاعًا في حالات الغياب، حيث يطلب العديد من التلاميذ المغادرة بسبب المرض. ويشير الطبيب حسن محمد إلى أن التشخيص النهائي لا يزال مبكرًا، لافتًا إلى أن وزارة الصحة على علم بالمستجدات. وينصح أي شخص يعاني من الحمى بالتوجه إلى المستشفى لإجراء الفحوص اللازمة، بهدف استبعاد أمراض أخرى مثل الملاريا