أصبحت فرص تأهل منتخبنا الوطني لكرة القدم إلى كأس الأمم الأفريقية كوت ديفوار 2024، ضئيلة جدا، بعد هزيمته بهدفين دون رد، مساء يوم الثلاثاء 28 مارس الجاري، أمام مضيفه ساحل العاج، ضمن الجولة الرابعة من تصفيات أمم أفريقيا، سجل ثنائية الأفيال إبراهيم سنجاري وفرانك كيسيه في الدقيقتين 36 و58 من عمر المباراة. وهي الهزيمة الأول لمنتخب جزر القمر على أرضه منذ العام 2016
ويحتل منتخب "السيليكانت" المركز الثالث في المجموعة الثامنة برصيد (ثلاث نقاط -3 أهداف)، متقدما على ليسوتو (نقطة واحدة -6 أهداف) التي فقدت آمال التأهل إلى النهائيات. هذا موقف لا يحبذه أبناء يونس زردوق قبل جولتين من نهاية التصفيات. ومن الآن فصاعدا، يجب على منتخب جزر القمر التقدم بلا أخطاء أمام منتخبي ليسوتو وزامبيا في الجولتين القادمتين، على آمل أن يخسر منتخب شيبولوبولو أمام كوت ديفوار. وتمتلك زامبيا (تسع نقاط +3 أهداف) خلف المتصدر كوت ديفوار (10 نقاط +6 أهداف)
تشكيلة مغايرة
ورغم خسارته ليلة الثلاثاء الماضي في ملعب ملوزيني، قدم أبناء منتخب "السيليكانت" مباراة جيدا، وكانوا ملتزمين بقدر ما كانوا واثقين على أنفسهم. وقد يونس زردوق تشكيلة مغايرة تماما، عما قدمه في مباراة يوم الجمعة في بواكي بكوت ديفوار ضمن الجولة الثالثة من تصفيات الأمم الأفريقية والتي انتهت بفوز الأفيال بثلاثة أهداف مقابل هدف
وتمكن أصحاب الأرض من تحقيق الفوز بفضل تألق لاعبيه في الملعب وقدرتهم على تحويل الفرص المتاحة إلى أهداف. حيث افتتح اللاعب كريستيان كوامي التسجيل في الدقيقة 29، وسجل الهدف الثاني سبياستيان هاليزر في الدقيقة 61، قبل أن ينجح فيليب كراسو من تسجيل الهدف الثالث للمنتخب الإيفواري وفي الدقيقة 89. وفي الوقت بدل الضائع، تمكن مهاجم منتخب "السيليكانت" إبراهيم يوسف (جوجا) من تسجيل هدف منتخب جزر القمر الوحيد في الدقيقة 90+3
وتكفل الحارس الأول للمنتخب الوطني علي أحمد مهمة "السيليكانت" على الرغم من دخول شباكه هدفين مفاجئين، بينما كان لاعب وسط فؤاد بشير والمدافع يون زهاري والمهاجم إبراهيم يوسف وسعيد بكاري قادرين على سيطرة المباراة في الشوط الأول. لكن قوة بطل أفريقيا مرتين (1992 و2015) أثرت بكل ثقلها على هؤلاء الشباب. وكان فرنك كيسي وأماد ديالو وسبياستيان هاليزر وكريستيان كوامي بعيد المنال. ولم يترك خبرة إريك بايلي وغيسلان كونان في خط الدفاع سوى بعض الفرص لأحمد مويني وفايز سلمان أو يوسف مشنغاما الذي اصطدمت تسديدته بالعارضة في الدقيقة 88. وكانت هذه التسديدة من القائد الجديد لمنتخب جزر القمر أبرز فرصة لفريقه، الذي لعب خمس ركنيات مقابل العدد نفسه من الأفيال
مغامرة السيليكانت لم تنته بعد
وفي ظل هذه الظروف الجديدة، يعتقد المدير الفني لمنتخب جزر القمر يونس زردوق أنه سيذهب "بالكامل حتى النهاية" على أمل اتزاع بطاقة التأهل إلى كوت ديفوار في يناير 2024. لكن تفاؤله يجب أن يبدأ من الآن، إذا ما أراد أن يكون قادرا على مواصلة المغامرة، والتفوق على زامبيا وليسوتو في الأشهر الخمسة القادمة. وعلى عكس المدرب الإيفواري جان لويس غاسيت، ظهر المدير الفني القمري يونس زردوق في المؤتمر الصحفي ما بعد المباراة، حيث بدا متوترا إلى حد ما. لكنه قال بأنه "متفائل" بشأن فرص مجموعته في التأهل إلى كأس الأمم الأفريقية المقبلة حتى لو كانت الفرص باهتة
وأوضح مدرب جزر القمر في المؤتمر الصحفي "قدمت كوت ديفوار مباراتين جادتين ضدنا، إنه فريق جيد. لقد درست الفريق الإيفواري حقا، إنه لم يأت إلى موروني للضحك. نأمل بأن يواصل الأفيال اللعب بهذه الطريقة وأن يهزم زامبيا. بعد ذلك يتعين علينا القيام بالمهمة ضد فريق ليسوتو والحصول على النقاط الثلاث. حسابيا كل شيء ممكن"
وعلى الرغم من هزائمه المتتالية، قال يونس زردوق بأنه باقي مع المنتخب حتى نهاية عقده، مؤكدا أنه "لا يتوقع شكرا ولست هنا من أجل المال، أفعل هذا لأنني في المرة الأولى التي أتيت فيها إلى الأرخبيل، التقيت بلاعبين تفوح برائحة كرة القدم. أنتم شعب تعشقون كرة القدم، لكنني أشعر أن الأمر قد انتهى بالنسبة لي، أعطيت كل ما كان علي أن أعطيه". وأضاف المدرب الفرنسي من أصول مغربية مخاطبا القمريين "إنكم تريدون كل شيء وعلى الفور، النتائج على الفور"
ومن جانبه، اعتبر المدرب الإيفواري أن هذا الفوز لم يكن فرصة. لقد أشرت قبل المباراة أننا سنلعب جميع المباريات للفوز بها، وأننا نهدف إلى المركز الأول بالطبع. كنا نعلم أنها ستكون مباراة صعبة. قامت جزر القمر بعمل ثقل في المداخل وجعلنا نشك قليلا. بعد 15 دقيقة تركنا العاصمة تمر وبدأنا في وضع لعبتنا في مكانها. سيطرنا في الشوط الثاني وسجلنا الهدف الثاني. كنا ندرك أن هذا الملعب كان حصنا، حيث واجهت الفرق الراقية جدا وقتا عصيبا. حذرت اللاعبين من أن جزر القمر لم تهزم على أرضها منذ سبع سنوات
على رأسهم ثلاثي عربي
حجزت 7 منتخبات مقاعدها في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2023 التي ستقام في كوت ديفوار في يناير المقبل. وتشهد نسخة 2023 مشاركة 24 منتخبا للمرة الثالثة على التوالي بعد قرار زيادة المنتخبات منذ نسخة 2019. وضمن منتخب كوت ديفوار المشاركة في الكان بوصفه مستضيف البطولة التي يحلم الأفيال باستعادة لقبها بعد نسختي 1992 و2015
وحجزت 3 منتخبات عربية تذاكر التأهل للكان بعد مرور 4 جولات في التصفيات المؤهلة للبطولة القارية وهي: المغرب وتونس والجزائر كما صعدت منتخبات جنوب أفريقيا وبوركينا فاسو بجانب السنغال حاملة اللقب
وصعد منتخب المغرب دون أن يخوض منافسات الجولتين الثالثة والرابعة بالتصفيات، بعد تعادل منتخبي جنوب أفريقيا مع ليبيريا بالجولة الثالثة. ويشارك أسود الأطلس في البطولة القارية للمرة 19 ويحمل لقبها مرة واحدة في نسخة 1976. وتأهل منتخب الجزائر بفوزه ذهابا وإيابا على حساب النيجر في الجولتين الثالثة والرابعة بالتصفيات، وضمن محاربو الصحراء الظهور في الكان للمرة العشرين وحقق اللقب من قبل مرتين في نسختي 1990 و2019
وضمن منتخب تونس التأهل للكان أيضا بفوزه على ليبيا في الجولة الرابعة، وصعد للمرة 22 في تاريخه للبطولة القارية التي توج بها مرة وحيدة عام 2004. ويشارك منتخب السنغال حامل اللقب في النسخة القادمة للكان بعدما فاز على موزمبيق بنتيجة 1-0 في الجولة الرابعة. ويظهر أسود التيرانجا للمرة السابعة عشر في تصفيات الكان، وحصد المنتخب السنغالي اللقب الأفريقي مرة وحيدة في النسخة الماضية
وتأهل منتخب جنوب أفريقيا بعد غيابه عن النسخة الماضية، وصعد البافانا للمرة الحادية عشر وهم أبطال القارة مرة وحيدة عام 1994. وصعد أيضا منتخب بوركينافاسو للمرة 13 في تاريخه لنهائيات الكان بعدما احتل المركز الرابع في النسخة الماضية، ولم يسبق أن فاز الخيول بلقب الكان
والجدير بالذكر أن التصفيات ستُستكمل بالجولتين الخامسة والسادسة خلال شهر يونيو المقبل، وخلالها ستتطلع بعض المنتخبات الكبرى في القارة السمراء أمثال مصر والكاميرون وغانا ونيجيريا ومالي وزامبيا والغابون للحاق بركب المتأهلين وتجنب مفاجآت المنتخبات الصغرى
