وفي كلمته الافتتاحية لأعمال الندوة، نقل السفير العماني سعود بن هلال الشيذاني، تحيات وزير الخارجية العماني وتمنياته لهذه الفعالية التوفيق والنجاح وأن تحقق أهدافها المرجوة. ودعا لهذا البلد المضياف والشعب القمري العزيز الازدهار والتقدم والرخاء، مشيرا إلى إن العلاقات التي تربط سلطنة عمان وجزر القمر قديمة وأزلية وتاريخية. وقال سعود الشيذاني بأن من أهم أهداف سياسة سلطنة عمان هي تواصل مع الأمم والشعوب الأخرى، بمختلف لغاتهم وعاداتهم وحضاراتهم وثقافتهم، منها شعوب شرق إفريقيا بما فيها الشعب القمري العريق
وأوضح سعادة السفير أن العمانيين أخذوا على عاتقهم نشر المحبة والتفاهم والتعاون حيثما وضعوا أقدامهم، فهم رسل سلام مضمونه الاحترام للآخر، وحسن النية في التعامل، حيث وجدوا نتيجة ذلك المحبة والرخاء من الشعوب التي تواصل معهم في آسيا وأفريقيا وغيرها، وترك لهم آثرا بالغة لتلك الشعوب. وأكد سعود الشيذاني بأن المشاركة في هذه الندوة هي امتداد لما بناه العمانيون الأوائل لمد جسور الإخاء، وتحقيق مضامن التوجه السامي لصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، في صنع وبناء حضارة عمان عبر العصور، وجعل سلطنة عمان منطلق للحوار والتفاهم. وأن هذه المشاركة تؤكد مكانة المثقفين العمانيين من خلال ما سيقدمونه في هذه المناسبة العلمية المهمة
واختتم السفير العماني كلمته ببيان أهمية الندوتين وهي إضافة جديدة ومهمة في تطوير العلاقات بين الجانبين، وأن تخرج بأوراق بحثية ذات قيمة علمية تبحث في العمق من جوانب التأثير الحضاري العماني في جزر القمر. والتسليط الضوء على الملاح العماني أحمد بن ماجد واسهاماته العلمية في الكشف عن مشاركته في الملاح والتي عززت بين البلدين التبادل التجاري والأخلاق والقيم والعلم والحضارة
وثمن الدبلوماسي العماني حرص قيادة البلدين الشقيقين على إقامة هذا الحدث التاريخي ليكون منطلق جديد لآفاق المستقبلية للتعاون المثمر ليخدم المصالح المشتركة للشعبين العماني والقمري، شاكرا جميع الجهود المخلص التي تبذل في سبيل نجاح هذا الملتقى العلمي الثقافي
أما وزير الثقافة جعفر سالم علوي فقد تطرق في كلمته إلى الحديث عن العلاقات المتينة والروابط القيمة بين الدولتين خاصة في الجوانب التاريخية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية. وقال بأن سلطنة عمان تدعم جزر القمر منذ قرون على أساس اتفاقيات التعاون في مجالات التعليم والطاقة والصحة على وجه الخصوص. وذكر جعفر سالم علوي البعد الثقافي قائلا "إنه غني جدا ومتنوع مما شكل الحياة بين البلدين، مثل التراث المعماري العماني حاضر في مساجدنا ومأكولاتنا ورقصاتنا وأغانينا وكذلك أنماط الملابس
وفي كلمتها نيابة عن رئيس الجمهورية، شكرت وزيرة الصحة لوب ياقوت زايدو سلطنة عمان حكومة وشعبا على حرصهم في تطوير العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين منذ قرون، مرحبة بالوفد العماني برئاسة السفير سعود بن هلال الشيذاني على ما بذله من جهود وعزيمة حتى يتم انعقاد هذين الندوتين في العاصمة موروني. وأوضحت وزيرة الصحة سبب هذه العلاقات والتي جاءت نتيجة موجات الهجرة لأسباب تجارية، وقد كان أثر ثقافي في جزر القمر، لاسيما من ناحية الملابس والمطبخ
وفي ختام الجلسة قدم الدبلوماسي العماني رئيس الوفد هدية إلى رئيس الجمهورية غزالي عثمان سلمتها لوب ياقوت زايدو نيابة عنه. كما وزعت شهادات تقديرية على الباحثين والأكاديميين من البلدين سلطنة عمان وجزر القمر من قبل اللجنة العمانية للتربية والثقافة والعلوم