إعداد/ محمد أحمد ممادي  ✍️

ومثّل الجامعة القمرية في فعاليات المؤتمر الدكتور أحمد محمد طويل، عضو هيئة التدريس بكلية الإمام الشافعي، الذي كان مقررا للندوة رقم (51) ضمن ندوات المؤتمر، تحت عنوان "اللغة العربية والعلوم الدينية وتخصصاتها"، بمشاركة نخبة من العلماء والباحثين العرب والدوليين

وشهد المؤتمر هذا العام مشاركة متميزة من أكثر من 80 دولة، وبحضور 1500 شخصية علمية وأكاديمية، ما يعكس مكانة دبي كمركز عالمي للاحتفاء بلغة الضاد. كما نُوقش خلال المؤتمر نحو 800 بحث ودراسة وورقة عمل ضمن 122 ندوة علمية، إضافة إلى ثماني جلسات عامة تناولت محاور متعددة حول مستقبل اللغة العربية

وبالتزامن مع أعمال المؤتمر، الذي استضافته مدينة دبي، وبحضور سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون بدبي، جرى تكريم الفائزين بجائزة محمد بن راشد للغة العربية في دورتها التاسعة، تقديراً لإسهاماتهم في خدمة اللغة العربية وتعزيز حضورها في مجالات التعليم والثقافة والإعلام والتقنية والسياسات اللغوية

مبادرات ملهمة وحضور عربي واسع

في محور التعليم، فازت مبادرة "أنِسة ألف" من دولة الإمارات بجائزة أفضل مبادرة لتعليم اللغة العربية في التعليم المبكر، فيما نالت مبادرة "معهد الفصيح" من الأردن جائزة أفضل مبادرة لتعليم العربية للناطقين بغيرها، بينما حصلت مبادرة "أبجديات" من الإمارات على جائزة أفضل مبادرة للتعليم بالعربية في التعليم المدرسي

وفي محور التقانة، فازت مبادرة "أتعلم" من لبنان بجائزة أفضل تطبيق ذكي لنشر اللغة العربية، فيما نالت مبادرة "مجرة" من الإمارات جائزة أفضل عمل باللغة العربية في الإعلام الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، في حين فاز تطبيق "المحرّك" بجائزة أفضل عمل باللغة العربية في وسائل الإعلام التقليدية

أما في محور السياسة اللغوية والتخطيط والتعريب، فحصد مشروع "الإدارة الرشيدة للمضادات الميكروبية" الجائزة المخصصة لهذا المجال. وفي محور الثقافة والفكر ومجتمع المعرفة، فازت مبادرة "مسرحيات إدارة السلوك الطلابي" من سلطنة عمان بجائزة أفضل عمل ثقافي وفني يخدم اللغة العربية، كما نال مهرجان "أيام العزوبية" من الإمارات جائزة أفضل مبادرة لتعزيز ثقافة القراءة ومجتمع المعرفة

واختُتم الحفل بتكريم الأديبة الإسبانية روبيرتو سانشيز التي نالت جائزة الشخصية العالمية المتميزة، تقديراً لإسهاماتها في التعريف باللغة العربية ونشرها في الأوساط الثقافية الأوروبية، في تأكيد جديد على الامتداد الإنساني والثقافي للغة العربية عالميًا

منصة عالمية ومبادرات نوعية جديدة

أكد محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم ورئيس مجلس أمناء الجائزة، أن هذا التكريم يعكس رؤية الإمارات في جعل اللغة العربية ركيزة للهوية الوطنية والاستراتيجية الحضارية، مشيرًا إلى أن الجائزة أصبحت منصة دولية رائدة تبرز المبادرات التي أعادت للعربية حضورها المؤثر في التعليم والإعلام والثقافة والتكنولوجيا

وقال المر: "لقد أصبحت الجائزة اليوم مرجعًا معرفيًا عربيًا وعالميًا، ووجهة للمؤسسات والأفراد الساعين إلى الابتكار في خدمة العربية، بما يترجم توجهات دولة الإمارات في بناء مجتمع معرفي متجذر في لغته وثقافته"

وفي السياق ذاته، شهد المؤتمر إطلاق عدد من المبادرات الجديدة، إذ أوضح الدكتور علي عبد الله موسى، الأمين العام للمؤتمر، أن الحدث أصبح منصة علمية ومعرفية لتبادل الخبرات والأفكار والمشروعات التي تنهض باللغة العربية وتواجه التحديات المعاصرة في التعليم والإعلام وسوق العمل

وأضاف موسى أن المؤتمر "أضحى مقصداً للأفكار ومنطلقاً للمبادرات وحافزاً للهمم"، مشيرًا إلى أن بحوثه العلمية تسهم في رسم ملامح مستقبل اللغة العربية من خلال طرح حلول علمية ومجتمعية مبتكرة لتحديات العصر

كما أعلن عن إطلاق مبادرتين نوعيتين على هامش المؤتمر: مبادرة "شهر اللغة العربية"، التي حظيت بموافقة وزارات التربية والتعليم والخارجية في الدول العربية، وتهدف إلى ترشيح كل دولة مائة عمل لغوي متميز، على أن يُقام حفل التكريم في شهر أبريل المقبل

مشروع "العربية العالمية" لمحو الأمية اللغوية، الذي يقدم برنامجًا تدريبيًا يمتد على مدى 100 ساعة لترسيخ مهارات القراءة والكتابة بالعربية وفق منهج تفاعلي حديث

وفي ختام أعمال المؤتمر، أكدت المشاركات أن الجائزة والحدث معًا يجسّدان الاهتمام المتجدد باللغة العربية بوصفها جسرًا للمعرفة والتواصل بين الشعوب، ومصدرًا للإبداع والابتكار الثقافي والفكري، كما يعكسان التزام دولة الإمارات بتعزيز حضور اللغة العربية في المحافل الدولية وتوظيف أدوات العصر الرقمي في خدمتها ونشرها للأجيال القادمة