logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

جدل حول تحديد وقت صلاة الجمعة في البلاد: دار الإفتاء تؤيد القرار الحكومي.. والدعاة والخطباء يعترضون

جدل حول تحديد وقت صلاة الجمعة في البلاد: دار الإفتاء تؤيد القرار الحكومي.. والدعاة والخطباء يعترضون

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
أثار قرار الحكومة القمرية القاضي بتوحيد وقت صلاة الجمعة عند الساعة الواحدة ظهرًا (13:00) ابتداءً من اليوم الجمعة 3 أكتوبر الجاري، جدلًا واسعًا بين السلطات الدينية والخطباء والدعاة.

 إعداد/ نظام أحمد  ✍️

ففي حين أكدت دار الإفتاء القمرية، وهي أعلى سلطة دينية في البلاد، أن القرار يتوافق مع الشريعة الإسلامية ويُراعي ظروف العمل في الإدارات العمومية، أعلنت مجموعة دعاة وخطباء جزر القمر رفضها التام لهذا الإجراء، مطالبةً بالتراجع عنه حفاظًا على ما وصفته بـ"إرادة الشعب واستقرار البلاد

وجاء هذا التوجه بعد توقيع رئيس الجمهورية غزالي عثمان المرسوم الرئاسي رقم (25-115) بتاريخ 19 سبتمبر الماضي، الذي اعتمد جدول عمل أسبوعي جديد لموظفي القطاع العام. وفي ضوء ذلك، أصدر وزير العدل والشؤون الإسلامية، المكلّف بالوظائف العمومية، قرارًا يُلزم جميع المساجد ببدء خطبة الجمعة عند الساعة الواحدة ظهرًا

موقف دار الإفتاء

وفي فتوى صادرة بتاريخ 30 سبتمبر المنصرم، أوضحت دار الإفتاء أن صلاة الجمعة تصح شرعًا ابتداءً من دخول وقت الظهر وحتى دخول وقت العصر، مؤكدة أن تحديد موعد الخطبة في الساعة الواحدة لا يتعارض مع النصوص الشرعية، بل ينسجم مع ظروف العمل ويُمكّن الموظفين من أداء الصلاة من غير حرج

واستشهدت دار الافتاء في فتواها بحديث ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي ﷺ قال «أمني جبريل عليه السلام عند البيت مرتين، فصلى بي الظهر في الأولى منهما حين زالت الشمس، وكانت قدر الشراك وصلى بي العصر حين كان ظله مثليه»... ثم التفت إلي فقال «يا محمد، وقت الأنبياء من قبلك، والوقت ما بين هذين الوقتين». رواه أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم من أصحاب السنن، والحاكم في المستدرك، وقال: هذا حديث صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن

كما حددت دار الإفتاء القمرية برنامجًا موحدًا لإقامة صلاة الجمعة: الأذان الأول عند دخول وقت الظهر. ترجمة الخطبة إلى اللغة القمرية ابتداءً من الساعة 12:30. صعود الخطيب على المنبر وبداية الخطبة بالعربية عند الساعة 13:00. أداء الصلاة عند الساعة 13:15. ودعت دار الإفتاء جميع الخطباء والأئمة ومسؤولي المساجد إلى الالتزام بهذه الفتوى احترامًا لأحكام الشريعة وتنظيمًا لأوقات الصلاة

اعتراض الخطباء والدعاة

في المقابل، أصدرت مجموعة دعاة وخطباء جزر القمر بيانًا بتاريخ 29 سبتمبر الماضي، شددوا فيه على أن الأصل في صلاة الجمعة هو المبادرة بها عقب الأذان مباشرة، وهو ما جرت عليه العادة في البلاد منذ أجيال. وأشار البيان إلى أنهم كانوا قد اقترحوا تعديل دوام يوم الجمعة ليبدأ من الساعة 7:30 صباحًا وينتهي عند 11:30 ظهرًا، بما يتيح أداء الصلاة في وقتها المعتاد، إلا أن الحكومة لم تستجب لهذا المقترح

واستند المعترضون إلى الآية الكريمة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ﴾ [الجمعة: 9]، كما استشهدوا بموقف الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عندما بادر لإمامة الناس بعد تأخير والي الكوفة لصلاة الجمعة، معتبرين أن ذلك دليل على عدم جواز تأخيرها لأسباب إدارية أو سياسية

وطالب الخطباء والدعاة الحكومة بمراجعة القرار والعدول عنه، داعين أعيان المدن والقرى إلى مساندتهم في الدفاع عن "شعيرة الجمعة كما ورثها المسلمون جيلًا بعد جيل". واختُتم البيان بالدعاء بأن يحفظ الله جزر القمر ويحقق لها الأمن والاستقرار

تعليقات