وفي كلمته التي ألقاها خلال القمة، أوضح وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي مباي محمد أن "القضية الفلسطينية لا تزال جوهر الصراع في الشرق الأوسط ومدخل لحل قضايا المنطقة. فهي تجسد حق الشعب الفلسطيني بالحياة وتحقيق تطلعاته المشروعة في إقامة دولته المستقلة". مشيرا إلى دخول القضية في زوايا معقدة واستثنائية، وتحتاج إلى قرار يليق بالوضع ويضمن الأمن والعدل، كركيزة أساسية للشعب الفلسطيني الذي يعاني من الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 40 ألف أغلبهم من النساء والأطفال والأبرياء، وأكثر من 100 ألف من الجرحى والمصابين ومئات الآلاف من النازحين، وتدمير البنية التحتية والتهجير القسري
ونوه الوزير مباي محمد بأن الحكومة القمرية تؤكد أن السلام هو الخيار الاستراتيجي العميق لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتبدي تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني الشقيق، وتمسكها بالشرعية الدولية، وموافقتها للقرارات الصادرة ذات الصلة. ودعت جزر القمر المجتمع الدولي إلى وضع حد لهذه الانتهاكات، وإلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والعمل على الوقف الفوري لإطلاق النار في كل من قطاع غزة ولبنان وفقا للمرجعية الدولية، وصولا إلى قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، في إطار حل الدولتين تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام
واستنكر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في كلمته قرار الاحتلال الإسرائيلي لمنع منظمة الأونروا القيام بمهامها الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. موضحا أن "بلاده كانت خلال ترأسها للاتحاد الإفريقي عام 2023، من أوائل الدول التي شاركت جنوب أفريقيا في دعوتها التاريخية أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل لتورطها في ارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة". وقال "إننا مطالبون بالعمل على منع نشوب حرب إقليمية من حيث وقف الأعمال التصعيدية، وضرورة وقف العدوان على لبنان، واحترام سيادتها وتطبيق القرارات الأممية ذات الصلة
وفي نهاية كلمته شدد رئيس الدبلوماسية القمرية على أهمية تعزيز العمل الإسلامي والعربي المشترك وآليته الرئيسيتين منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، وهو ما يستدعي منا مضاعفة الجهود لتطوير آليات عمل المنظمتين، بما يزيد من فاعليتهما ودورهما الدولي
هذا وكان البيان الختامي للقمة العربية-الإسلامية الطارئة في الرياض قد أكد على القرارات التي صدرت عن القمة المشتركة الأولى في نوفمبر من العام 2023، وتجديد "التصدي للعدوان الإسرائيلي" على قطاع غزة ولبنان. كما أكد بضرورة العمل على إنهاء تداعيات "العدوان الإسرائيلي" على المدنيين، ومواصلة التحرك بالتنسيق مع المجتمع الدولي لوضع حد لـ"الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني"، وتعريض إسرائيل السلم والأمن الإقليميين والدوليين لـ"الخطر
وحذر البيان الختامي من خطورة التصعيد الذي يعصف بالمنطقة وتبعاته الإقليمية والدولية، ومن توسع رقعة "العدوان" الذي امتد ليشمل لبنان ومن "انتهاك" سيادة العراق وسوريا وإيران دونما تدابير حاسمة من الأمم المتحدة "وبتخاذل من الشرعية الدولية
من جانبه، أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، على أهمية "الموقف العربي والإسلامي الموحد" في المساعدة على الوصول لحلول أزمات المنطقة، مضيفًا أن هناك إجماع من عدد كبير من دول العالم على حل الدولتين. وأضاف أن هذه القمة ستجعل العالم "يعرف غضبنا تجاه ما يحدث في فلسطين، والطريق الوحيد للسلام المستدام في المنطقة هو حل الدولتين"، مؤكدا على حتمية حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والعمل على تطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني
وأكد الوزير فيصل أن التصعيد المستمر في فلسطين ولبنان "يجعلنا أمام مهمة كبيرة وهي وقف الحرب"، مؤكدًا أنه يجب على المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل للتوقف عن ممارساتها، مشيرًا إلى أنه هناك "التزام" واضح في القمة بدعم السلطة الفلسطينية. وأشار إلى أن "الموقف العربي والإسلامي يساعد في تهدئة التوترات بالمنطقة، وأن أنشطة إسرائيل بغزة والضفة لا تبدو دفاعا وإنما أجندة أكبر بكثير"، مشدداً على أن "الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة بحاجة لحماية دولية بسبب الانتهاكات الإسرائيلية