وبرحيل الشيخ صباح الأحمد ترك بحكمته وانسانيته أثرا لا ينسى في قلوب شعبه بل في قلوب شعوب الوطن العربي. ويعتبر موته خسارة كبيرة ليست في الكويت فقط بل في جميع دول العالم العربي والاسلامي، حيث فقدت الأمة العربية قائدا عظيما كرس حياته في خدمة القضايا العربية، وبذل مجهودا كبيرا في توحيد الصف العربي ولم شمله. كما عمل الراحل طوال حياته وخاصة عندما تقلد منصب أمير الكويت في عام 2006م في دعم ومساندة الدول العربية والإسلامية. ولم يكن مستغربا أن قوبل نبأ وفاته بحزن شديد في جميع الدول العربية فهو الذي كان يعتبر "صانع سلام" ومدافع قوي عن الأخوة العربية، وساعد في نزع فتيل الأزمات بين الدول العربية
وقد أكد الأستاذ يحي محمد الياس مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالعالم العربي والذي كان حاضرا في مراسم تنصيبه أميرا للكويت عام 2006م "بأن الأمير الراحل كان دائما يحب الأمة العربية". كما كان الراحل وسيط كبير للبحث عن حلول للصراعات التي تمزق المنطقة. ففي بيان التعزية الصادر عن وزارة الشؤون الخارجية القمرية جاء فيه "أن جمهورية القمر المتحدة تفقد صديقا عظيما وثمينا عمل دائما من أجل التقارب وتوطيد العلاقات الثنائية بين الكويت وجزر القمر". بينما أكد السفير محمد علي ديا بأن الشيخ صباح الأحمد سعى دائما إلى التوفيق بين المواقف والوفاق بين الدول العربية، مشيرا إلى أنها خسارة كبيرة للعالم العربي. كما أوضح السفير السابق لدى القاهرة وجامعة الدول العربية محمد علي ديا بأن الأمير الراحل لعب دورا كبيرا في تعزيز روابط التعاون بين جزر القمر والكويت
وذكر يحي محمد الياس بأن "العلاقات مع الكويت تعود إلى ما بعد الاستقلال مباشرة في عام 1976". وقال السفير محمد علي ديا بأن الكويت دعمت جزر القمر في إنشاء مؤسساتنا الأولى بعد اقرار الدستور عام 1978، ومنذ ذلك الوقت نحن نتمتع دائما بدعم الكويت. موضحا بأن الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد لعب دورا كبير في حصول جزر القمر على عضويتها في الجامعة العربية عام 1993 وكان في ذلك الوقت وزيرا للخارجية لدولة الكويت. كما أوضح بأن الأمير الراحل عمل على تعزيز التعاون بين البلدين منذ عقود عندما كان وزيرا للخارجية وحتى بعدما اعتلى منصب أمير الكويت. وبالإضافة إلى دعمه المستمر لوحدة وسلامة جزر القمر، كان الشيخ صباح الأحمد مدافعا لجزر القمر داخل القصر الملكي الكويتي من خلال تسهيل تنفيذ العديد من المشاريع التنموية في مختلف المجالات من البنية التحتية للطرق والتدريب والطاقة والصحة والأمن الغذائي. وأضاف السفير ديا بأن "الكويت تعتبر أحد أفضل شركاء جزر القمر"، وقد دعم صندوق الكويت للتنمية البرامج الرئيسية للتنمية في البلاد في الثمانينات، وتم إنشاء العديد من الطرق في منطقة مباجيني بجزيرة القمر الكبرى بتمويل من الكويت
وفي عام 2013م سهلت الحكومة الكويتية إلى حد كبير عضوية جزر القمر في الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بعد طلب رسمي من نائب الرئيس السابق ووزير المالية في ذلك الوقت محمد علي صالح. وقد مكنت انضمام جزر القمر في هذا الصندوق من أن تكون مؤهلة للحصول على العديد من المساعدات العربية كالتي تمت استخدامها لاقتناء المولدات الكهربائية الممنوحة للشركة الوطنية للمياه والكهرباء السابقة في عام 2015م. وفي عام 2014م أطلق صندوق الكويت للتنمية ما يعادل 2 مليار فرنك قمري بهدف دعم المشاريع الصغيرة في قطاعات الزراعة وصيد الأسماك وتربية الدواجن، في إطار دعم مشروع تعزيز الأمن الغذائي ودعم انشاء المشاريع الصغيرة. وفي عام 2018م، وبدعوة من الأمير الراحل قام رئيس الجمهورية غزالي عثمان بزيارة رسمية إلى دولة الكويت وذلك لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتم خلال هذه الزيارة توقيع اتفاقية التعاون لتنفيذ العديد من المشاريع الرئيسية في قطاعات الصحة والتدريب المهني والطاقة الحرارية الأرضية. كما تم خلال هذه الزيارة التي قام بها الرئيس غزالي إلى الكويت والتقى بالأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إنشاء لجنة مشتركة بين البلدين
وتعمل المنظمات الخيرية وغير الحكومية الكويتية في جزر القمر بدون ملل ولا كلل، حيث لديها مشاريع انسانية واجتماعية في البلاد وعلى رأسها لجنة العون المباشر "لجنة مسلمي أفريقيا" سابقا. وأكد الأستاذ علي حسن صالح رئيس جمعية الهلال الأحمر القمري قائلا "نعمل مع الهلال الكويتي في برامج مختلفة سواء في الصحة أو التعليم". موضحا بأنه وبعد إعصار كينيث قدمت الكويت حوالي 40 طنا من المساعدات الغذائية، وساعدتنا في رعاية الاسعافات الأولية الطارئة في جميع الجزر. وفي اتصال هاتفي مع صحيفة الوطن أوضح السفير العارف سيد حسن سفير جزر القمر لدى الكويت بأن هناك بالفعل عدد من المشاريع يتم تنفيذها من قبل الكويت في جزر القمر حاليا كقاعة متعددة الخدمات التي يتم بناؤها في جزيرة أنجوان ومركز التدريب المهني الذي تم بناؤه من قبل مؤسسة البابطين في شواني بمنطقة همبو، كما أن هناك العديد من المشاريع في قيد البحث بين الجانبين
وأشار السفير إلى أنه يدرس في الكويت حوالي 10 طلاب قمريين من حاملي المنح الدراسية. وقال السفير بأن الأمير الراحل كان قد أعرب عن استعداده للمشاركة في مشروع بناء مستشفى المعروف الجامعي الذي يتم انشاؤه حاليا. موضحا بأن الكويت تدعم جزر القمر عدة مشاريع في بناء القدرات الادارية الأخرى مثل إعادة تأهيل مبنى إدارة الخزانة العامة. وفي الختام أكد السفير العارف بأن الأمير الشيخ صباح الأحمد ظل دائما يدعم جزر القمر وكان حريصا على تعزيز التعاون وكان لديه تعاطف خاص خارج المألوف تجاه دولة جزر القمر وشعبها. وكانت الحكومة القمرية على لسان الناطق الرسمي باسمها حميدي مسيدي قدمت تعازيها إلى الشعب الكويتي الشقيق على وفاة الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وذلك عقب انتهاء أعمال مجلس الوزراء الأسبوعي