وكان قد وصل مستشار الدولة ووزير الخارجية لجمهورية الصين الشعبية معالي وانغ يي إلى العاصمة موروني، مساء أمس الخميس 6 يناير الجاري، في حوالي الساعة الخامسة ونصف، على متن طائرة خاصة، حيث كان في مقدمة مستقبليه نظيره القمري ظهير ذولكمال والسفير الصيني لدى البلاد. ويرافق وزير الخارجية الصيني في زيارته إلى جزر القمر التي تستمر حتى صباح اليوم الجمعة، وفد صيني رفيع المستوى من 20 شخصا. وفور وصول الوفد الصيني إلى مطار الأمير سيد إبراهيم الدولي بموروني، توجه إلى مقر وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لعقد جلسة عمل مع الحكومة القمرية حول التعاون الثنائي بين بكين وموروني وذلك قبل أن يستقبل رئيس الجمهورية غزالي عثمان بالوزير الصيني والوفد المرافق له

وبعد لقائه برئيس الجمهورية، عقد الوزيران الصيني والقمري مؤتمرا صحفيا مشتركا تناولا العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، في مختلف المجالات بالإضافة إلى هدف جولته الأفريقية الحالية التي تشمل كل من جزر القمر وإريتريا وكينيا

وذكر الوزير ذولكمال خلال المؤتمر الصحفي أن اللقاء شهد استعراضًا لآفاق تعزيز أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، حيث تمت الإشادة في هذا الإطار بالتنسيق الذي تم على أعلى المستويات منذ اندلاع أزمة وباء كورونا، مع الإعراب عن التطلع إلى استمرار التعاون المثمر بين البلدين على كافة المستويات، سعيًا لتعزيز الجهود الدولية في مواجهة  تداعيات جائحة كورونا

وأوضح رئيس الدبلوماسية القمرية بأن الرئيس غزالي أكد حرصه الدائم على الاستفادة من الخبرات الصينية المتميزة في دعم البرامج والأنشطة التنموية والمشاريع بالدولة، خاصة في ضوء البنية التحتية الحديثة التي باتت تتمتع بها جزر القمر والتي تتكامل مع مبادرة الحزام والطريق الصينية، وكذلك الدور الهام الذي تقوم به التعاون القمري الصيني، باعتبارها نموذجًا ناجحًا للتعاون المثمر بين البلدين

وسيغادر الوزير الصيني والوفد المرافق له العاصمة موروني، صباح اليوم الجمعة، متوجها إلى جزيرة مالديف. وقد أعلنت الصين، أمس الخميس، تعيين مبعوث خاص إلى منطقة القرن الأفريقي، حيث صرح وزير الخارجية الصيني وانغ يي، إن تعيين المبعوث جاء لدعم جهود مواجهة التحديات الأمنية في القارة السمراء. في إشارة إلى استعداد بلاده للانخراط دبلوماسياً في هذه المنطقة التي تعاني من صراعات مختلفة، وقال "سنواصل لعب دورنا بشكل أكبر للسلام ولاستقرار المنطقة". ويشار إلى أن الصين قد كثفت حضورها واستثماراتها في أفريقيا، فهي أكبر شريك تجاري للقارة السمراء، وبلغت قيمة التجارة المباشرة بين الطرفين في 2019 أكثر من 200 مليار دولار، وفقاً للأرقام الصينية الرسمية. ومنحت الصين قروضاً وهبات ضخمة للعديد من دول الأفريقية

وأتت جولة وانغ بعد وقت قصير من زيارة أجراها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في نوفمبر الماضي، إلى القارة السمراء وكانت مخصصة للتصدي لما تراه واشنطن "نفوذاً متزايداً" للصين في أفريقيا