logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

جلسات وطنية حول التعليم: انتقادات للإدارة "الكارثية" وخريطة مدرسية "سيئة"

جلسات وطنية حول التعليم: انتقادات للإدارة "الكارثية" وخريطة مدرسية "سيئة"

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
تواصلت أعمال الجلسات الوطنية لإصلاح وتطوير التعليم في البلاد، حيث عُقدت خلال يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين ورش عمل متخصصة ناقشت تسعة محاور أساسية تهدف إلى إحداث تحول في النظام التعليمي الوطني، بحضور خبراء ومتخصصين وعاملين في القطاع من مختلف الجزر.

 إعداد/ محمد أحمد ممادي✍️

وشهدت هذه الورش استعراض نتائج الاستشارات الشعبية التي جُمعت في الجزر، إلى جانب تشخيصات معمقة لمشكلات التعليم واقتراحات لمعالجتها. وقد زار رئيس الجمهورية، غزالي عثمان، مساء الأربعاء 2 يوليو الجاري، بعض مجموعات العمل المجتمعة في المعهد الجامعي للتكنولوجيا بموروني، برفقة وزير التربية والتعليم العالي بكر مفولانا. وأشاد فخامته بأسلوب العمل والتركيز الذي أبداه المشاركون، لكنه عبر في الوقت ذاته عن قلقه من انتشار ظاهرة "المتطوعين" العاملين في المدارس دون معايير واضحة للتوظيف، مؤكدًا صعوبة تمويل حتى رواتب الموظفين الرسميين والمتعاقدين، وداعيًا في الوقت نفسه إلى دعم القطاع الخاص بما يتماشى مع القوانين المنظمة للتعليم

وفي حديثه، اعتبر الرئيس غزالي أن محور "الحوكمة" يمثل جوهر بقية التحديات، مطالبًا بتحليل القوانين والنصوص التنظيمية الحالية لتحديد ما لم يعد مناسبًا للواقع التعليمي

أرقام وتحديات

وخلال أعمال مجموعة محور "تمويل التعليم"، عرض الخبراء بيانات تبيّن أن الكلفة السنوية للفرد في المرحلة الابتدائية بلغت 68.700 فرنك قمري في العام الدراسي 2023-2024، مقابل 185.000 فرنك في المرحلة الإعدادية، و216.000 فرنك في الثانوية، و135.000 فرنك في التعليم العالي. كما أشارت الوثيقة إلى أن الاستثمارات العامة المبرمجة لقطاع التعليم بين 2020 و2024 بلغت نحو 23.7 مليار فرنك قمري

ورغم ذلك، أكدت المجموعة أن التمويل لا يزال يعاني من اختلالات كبيرة بسبب "سوء الإدارة" داخل الوزارة، بما في ذلك تأخر إعداد توقعات الميزانية وغياب الصرامة في إدارة الموارد البشرية والمالية. كما انتقدت المجموعة ضعف التنسيق بين الوزارة والشركاء الدوليين، معتبرة ذلك من الأسباب الرئيسة لتراجع جودة التعليم

خريطة مدرسية سيئة ونقص في الكوادر

وسجل المشاركون نقصًا حادًا في المعلمين ببعض المدارس الحكومية، رغم زيادات الأجور، في حين يُكلف بعض المعلمين بأعمال إدارية بدلًا من التدريس. وأشاروا أيضًا إلى مشكلات "الخريطة المدرسية"، حيث توجد فصول دراسية غير مستغلة في مناطق أقل حاجة، مقابل مدارس تفتقر للبنى التحتية الأساسية في مناطق أخرى، مثل بلدتي (إيتساميا وملاباندا) في جزيرة موهيلي اللتين تعانيان مدارسهما من غياب الأسقف والمقاعد

وفي ختام أعمال الورش، ينتظر أن تُرفع توصيات اللجان إلى الرئيس في الجلسة الختامية، لتكون أساسًا لإصلاح شامل يعالج هذه التحديات ويعيد للتعليم مكانته كركيزة أساسية في مسيرة التنمية الوطنية

وكان رئيس الجمهورية، غزالي عثمان، قد أطلق رسميًا صباح الاثنين 30 يونيو المنصرم، أعمال الجلسات الوطنية لإصلاح وتطوير التعليم، في حفل أقيم بقصر الشعب في العاصمة موروني، بحضور أعضاء من الحكومة والبرلمان، وممثلين عن منظمات دولية والسلك الدبلوماسي. وجاءت هذه الجلسات تحت شعار: "معًا نحو إصلاح التعليم لبناء أمة صاعدة بحلول عام 2030"، حيث تهدف إلى إحداث تحول شامل في النظام التعليمي الوطني وإعادة التفكير في المحتوى والبرامج التعليمية، من خلال نقاش تسعة محاور رئيسية يقودها خبراء محليون

 إعداد/ محمد أحمد ممادي✍️

تعليقات