وتأتي هذه الدورة لجعل المعلمين أكثر قدرة على نقل المعرفة الدينية المكتسبة إلى الأطفال بشكل أفضل، تتفق مع المرحلة الراهنة، مع الحفاظ بشكل أساسي على نظام "الكتاتيب القرآنية" الذي يواجه خطر غير مسبوقة. ويشارك في الدورة معلمون من جزيرة انغازيجا وموهيلي وأنجوان ومايوت، إلى جانب جزيرة لارينيون الفرنسية. وأشاد سماحة مفتي الجمهورية الشيخ أبو بكر سيد عبد الله بهذه المبادرة الطيبة والتي تستحق الدعم، قائلا "يجب علينا تشجيع معلمي المدارس القرآنية حيث لن يكون هناك عبادة بدون تعليم جيد، وتعليم القرآن الكريم ضروري منذ الصغر

وأشار سماحة المفتي إلى أنه في عهد الرئيس الراحل علي صالح متساشوا كان هؤلاء المعلمون يستفيدون من أجور مساوية لأجور معلمي المدارس الفرنسية الحكومية، وهي ممارسة لم تعد موجودة اليوم، معتبرا أن الوقت قد حان لترقية المعلمين الذين يعملون يوميا في التعليم الديني في البلاد. منوها إلى أن الكتاتيب هو أحد نظام ما قبل المدرسة في جزر القمر، الموروثة من التجار العرب في العصور الوسطى

ويعمل هذا النظام المدعوم من البلديات والمجتمعات القروية، على إعداد الأطفال للنظام الديني للمدارس. ويتعلم الشباب أساسيات اللغتين العربية والقمرية من خلال النصوص القرآنية. كما أن هذا النظام يشجع الأسر البعيدة عن نظام التعليم الوطني، لأسباب أيديولوجية أو مادية، على تسجيل أطفالها في بيئة ما قبل المدرسة، في بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حوالي 100 ألف طفل من جزر القمر تم تعليم عن طريق الكتاتيب، وبعضها مدمج مع المنهج الوطني