يوماً بعد يوم، تؤكد دولة الكويت أنها "أم الخير" والنموذج الحضاري والإنساني للتضامن مع العالم بعدما فرضت نفسها كشريك نشط وكفء وفعال في المجتمع الدولي في إطار جهوده لمكافحة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، ذلك الوباء الذي جعل العالم يمر بواحدة من أحلك اللحظات في تاريخ البشرية. وسيؤكد التاريخ أن ما قامت به دولة الكويت من الاستجابة السريعة المتسمة بالانفتاح والشفافية في مواجهة ذلك الوباء ومساعدة دول العالم استباقيا وطبيا، أسهم في الحفاظ على عدد لا يحصى من الأرواح. وتنطلق أم الخير"دولة الكويت" من رؤية استراتيجية إنسانية تنطلق من أن العالم في ظل التحديات التي تواجهه اليوم يحتاج إلى التعاون والتكاتف بشكل لم يسبق له مثيل من قبل. وفي هذا الصدد، جاءت مبادرة دولة الكويت الشقيقة عبر بوابتها الإنسانية -جمعية الهلال الأحمر الكويتي- بدعم ومساندة الهلال الأحمر القمري ببرامجه التثقيفية والتوعية للحد من انتشار جائحة كرونا، وتعاونت مع الجهات الرسمية الخاصة والعامة في الدولة، بإقامة دورات توعية وتثقيفية للحد من هذا الوباء المميت

كما شرعت في الوقت نفسه بتنفيذ  برامج توزيع طرود غذائية متكاملة في جميع الجزر الثلاث، ومشروع سقيا الكويت، تنسيقا وتعاونا مع جمعية الهلال الأحمر القمري، لصالح الأسر المتعففة وذوي الاحتياجات الخاصة في شهر رمضان المبارك استشعارا منها بمسئوليتها الإنسانية النبيلة. إن كل المبادرات الإنسانية العالمية لدولة الكويت، تأتي في سياق إرث إنساني صنعته دولة الكويت منذ تأسيسها. جناحاه: الإخاء والتضامن، والتحرك صوب السلام والاستقرار كمسؤولية في إطار تلك المحددات لأصول علاقاتها الدولية

وأن الكويت ستظل داعمة لكل جهد إنساني، وأن هذا النهج الثابت يأتي انطلاقا من أصالة شعب دولة الكويت الذي جبل على حب الخير والبر والإحسان والعطاء، وأن مبادرات العطاء لحضرة صاحب السمو أمير الكويت المفدى، مستمرة في مد يد العون لكل محتاج ومتضرر والعمل على نشر التكاتف والتعاون التي تفخر بها الكويت، وأن أيادي سموه الكريم البيضاء امتدت إلى جميع بقاع الأرض لمساعدة الشعوب الفقيرة وتخفيف المعاناة عن المتضررين من جراء الكوارث والازمات الإنسانية، وأن العمل الإنساني لا يزال نهجا ثابتا ومبدأ راسخا في رؤية الكويت للتعاون بين الشعوب والأمم. كانت هذه الرؤية السديدة للقيادة الكويتية الحكيمة والرشيدة في تقديم العون والمساعدة الإنسانية لكل البلدان المحتاجة، وانطلاقا من هذا النهج، حظي حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله- أمير دولة الكويت المفدى بتقدير عالمي متميز من منظمة الأمم المتحدة بتسمية سموه الكريم (قائدا للعمل الإنساني)، إضافة إلى تكريم دولة الكويت بتسميتها (مركزا إنسانيا عالميا)، نظرا لدور الكويت الإنساني الرائد المنطلق من إيمانها بوحدة الإنسانية وقناعتها بأهمية الشراكة بين الأمم والشعوب وتوحيد وتفعيل الجهود الدولية، بهدف المحافظة على الأسس التي قامت الحياة لأجلها

ونحن كناشطين وفاعلين في العمل الإنساني الخيري، نفتخر وبكل اعتزاز أن جمعية الهلال الأحمر الكويتي أصبحت جمعية عالمية بفضل من الله، ثم بفضل دعم أمير البلاد المفدى حفظه الله والقيادة السياسية، وهو ما جعلها رائدة في العمل الإنساني والإغاثي حيث تجاوزت في أعمالها الإغاثية إلى برامج تنمية مجتمعية، بفضل من الله ثم بالثقة الغالية التي أناطتها القيادة الكويتية الرشيدة مهمة تنفيذ الأعمال الإنسانية النبيلة بجمعية الهلال الأحمر الكويتي بتقديم المساعدات الإنسانية وإنشاء وتنفيذ المشاريع التنموية دون تمييز بين جنس أو عرق، لإعادة الحياة إلى طبيعتها في المناطق المنكوبة قدر المستطاع، وتعزيز قدرة المنكوبين على تجاوز المحن والملمات التي تمر بهم

وتأتي هذه الثقة كذلك، مؤكدة بالدور المحوري الإنساني المتميز الذي يلعبه سعادة الدكتور هلال الساير، رئيس مجلس الإدارة لجمعية الهلال الأحمر الكويتي، وعضو اللجنة الدائمة للحركة الدولية للصليب والهلال الأحمر، وإخوانه أعضاء مجلس الإدارة في الجمعية، حين اختارته منظمة الأمم المتحدة عضوا فاعلا ونشطا في الفريق الاستشاري المشرف على عمل صندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ. ونحن نعده تكريما من قبل الأمم المتحدة، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، واللجنة الدولية للصليب الأحمر للكويت ودورها الرائد في ميدان العمل الإنساني جمعاء. عاشت الكويت رخاء ورفاهية حكومة وشعبا بقيادة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه

بقلم الأستاذ/علي حسن صالح

رئيس جمعية الهلال الأحمر القمري