تلقى فخامة الرئيس غزالي عثمان، يوم الجمعة 28 يونيو المنصرم، أوراق اعتماد السفير عبد الإله بنريان، كسفير مفوض فوق العادة للمملكة المغربية لدى جزر القمر، والمقيم بدار السلام. واغتنم رئيس الجمهورية هذه الفرصة في التذكير بالعلاقات الأزلية التي تربط البلدين الشقيقين جزر القمر والمغرب. معربا عن امتنان الشعب القمري لتدريب النخبة الوطنية واستقبال المئات من الطلاب القمريين في المغرب كل عام. وأعرب غزالي عثمان عن رغبته في رؤية المغرب تطور علاقات خاصة مع بلاده في المجالات التي تتفوق فيها المملكة وتثبت خبرتها، بما في ذلك الصيد والتعليم. داعيا المغرب لتبادل خبرتها في مجال السياحة كي يصبح جزر القمر الوجهة الأولى في المحيط الهندي. وطلب من المملكة المغربية بدعم جامعة جزر القمر لتطوير شراكة قوية من أجل السماح للطلاب القمريين بالالتحاق بالجامعات المغربية للدراسة على مستوى الماجستير والدكتوراه.
ووافق السفير المغربي الجديد على هذه الفكرة، حيث أشار بداية، بأن تقوم المغرب بإرسال أساتذة متجولين على الفور، لدعم الجامعة القمرية في المجالات التي بحاجة إلى دعم. وتحدث رئيس الجمهورية لفترة طويلة عن مؤتمر المانحين القادم المخصص لحشد التمويل للمشاريع التنموية، داعيا المملكة إلى القيام بدور مهم لضمان نجاح هذا الاجتماع. وأوضح غزالي عثمان آثار تغير المناخ على جزر القمر مع خصوصيات العزلة وتنوع النظم الإيكولوجية والموقع الجغرافي في منطقة الإعصار. من جانبه أبدى السفير المغربي استعداده لخدمة جزر القمر، وجعل "مهنته الإيمانية" لدعم مشاريع الظهور. وقال عبد الإله بنريان إن أوجه التشابه بين البلدين كثيرة، حيث بزيارة مدن جزر القمر الرئيسية حصل انطباع كأنه يتجول في مراكش أو الدار البيضاء أو طنجة. واغتنم السفير الجديد فرصة المحادثات لدعوة جزر القمر إلى المعرض البحري المقرر في مايو القادم وإلى المؤتمر المعني بتكييف الزراعة الأفريقية مع تغير المناغ. وفي مجال الزراعة، اقترح السفير فكرة مساعدة جزر القمر بإنشاء دراسة طبوغرافية، كما يقترح فتح أبواب معهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمام طلاب جزر القمر للدراسة في هذا المجال.
كما تسلم رئيس الجمهورية غزالي عثمان الجمعة الماضي، أوراق اعتماد السفير أنطونيو أوغويستو سفير جمهورية البرازيل الاتحادية لدى جزر القمر. وقد تركزت المناقشات بين الجانبين بشكل خاص على الإجراءات التي يتعين تنفيذها من أجل تعزيز العلاقات الجيدة التي توحد البلدين. مع وضع ذلك في الاعتبار، ومن أجل المساهمة في رغبة الرئيس المعلنة في توطيد السلام والاستقرار في البلاد، وخاصة من خلال تدريب وتشغيل الشباب، أعرب السفير عن استعداد بلاده لمشاركة اتحاد جزر القمر خبرته في مجالات عمله حيث لدى البرازيل خبرات في الزراعة والثروة الحيوانية والصحة. كما أعرب عن استعداد بلاده للمساهمة في بناء قدرات الدبلوماسيين القمريين من خلال التدريب في البرازيل.
وأشار السفير الجديد إلى الدور الهام الذي يلعبه نادي الدول الناشئة التي تجمع كل من (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) وحاجة جزر القمر لتعزيز علاقاتها مع هذه البلدان من أجل الاستفادة من أموالها المشتركة الموضوعة، والتي ستساهم بالتأكيد في تطوير جزر القمر. وفي هذا الصدد، أبرز السفير البرازيلي الجهود التي تبذلها جنوب أفريقيا لتعبئة أموال النادي من أجل قارة أفريقيا بشكل عام. وبما أن البرازيل واحدة من أكبر دول العام في كرة القدم، اتفق الرئيس غزالي والسفير أنطونيو على الحاجة بالتعاون معا في هذا المجال، والذي لا يزال يمثل رافعة حقيقية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية لكثير من البلدان.
واستقبل الرئيس غزالي عثمان في اليوم نفسه بالسفيرة إليزابيث جاكوبسن، سفيرة مملكة النرويج في إطار تقديم أوراق اعتمادها كسفيرة مفوضة فوق العادة لبلادها لدى جزر القمر. وكان اللقاء فرصة للرئيس غزالي عثمان وضيفه لتهنئة أنفسهم على جودة العلاقات الطيبة بين البلدين ومناقشة سبل ووسائل العمل معا بهدف زيادة تعزيز مستوى التعاون. وهكذا اتفق الرئيس والسفيرة في ضوء النقاط العديدة التي تشترك فيها الدولتان والعمل سويا من أجل مصلحة الاقتصاد الأزرق وحماية البيئة وحماية المحيط وتعزيز مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية والسياحية ومكافحة تغير المناخ، وهي مناطق تتقنها النرويج تماما.
واتفاقا كذلك على بذل كل الجهود الممكنة لمحاربة بطالة الشباب في جزر القمر من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار في البلاد ومنع التطرف والغلو اللذين يتناميان في المنطقة. وقبل تجديد رغبتهما المشتركة في مواصلة دعم بعضهما البعض لصالح البلدين، اتفق المسؤولان على ضرورة مواصلة التبادلات التجارية بين النرويج وأفريقيا عموما، لصالح السلام والاستقرار، ولكن أيضا لتحقيق الإصلاحات اللازمة لحسن سير عمل منظمة الأمم المتحدة.