وعقب المباحثات التي جمع بين الرئيس غزالي عثمان والوزير المصري بحضور وزير الخارجية القمري ظهير ذو لكمال، صرح سامح شكري للصحفيين بأنه نقل رسالة خطية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس القمري غزالي عثمان باعتباره النائب الثاني لرئيس مكتب مؤتمر الاتحاد الافريقي، وأن مصر تطلب من الرئيس القمري البحث عن حل سلمي للأزمة الدبلوماسية الناشئة حول بناء سد النهضة. وأوضح الوزير المصري قائلا "أنا حامل رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن الأزمة التي تهز منطقة النيل حاليا. ولقد جئت لأنقل هذه الرسالة إلى الرئيس غزالي ونطلب دعم جزر القمر في البحث عن حل سلمي حول هذه الأزمة". وأشار إلى أن المحادثات تستمر حول هذه الأزمة إلا أنها ترى بأن هناك "معوقات"، ولكنه حتى الآن نفضل طريق الحوار ونأمل بأن يؤدي هذا الطريق إلى "حلول بناءة" لصالح الجميع بين الدول الثلاث المعنية بهذه الأزمة وهي مصر والسودان وأثيوبيا
وخلال لقائه برئيس الجمهورية تحدث شكري عن تاريخ سد النهضة والجاري بناؤه حاليا من قبل أثيوبيا مستعرضا العواقب الوخيمة المحتملة على الاقتصاد والسلام والأمن في المنطقة بأكملها. وقال الوزير المصري بأن الأعمال التي تعتزم أثيوبيا القيام بها في سد النهضة "تهدد حياة حوالي 70 مليون مصري إذا تم ملء السد في يوليو المقبل". وقال بأنه خلال اجتماعه مع الرئيس غزالي قدم عرضا موجزا حول أهم ما دار في اجتماعات كينشاسا الأخيرة، حيث أبرز الإرادة السياسية الصادقة التي تحلت بها مصر خلال الاجتماعات للعمل على إطلاق مسار تفاوضي جاد يسفر عن اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، يحفظ حقوق ومصالح الدول الثلاث، فضلاً عن تأكيده تطلع مصر إلى العمل مع مختلف الدول والأطراف المعنية بهدف التوصل إلى حل لهذه القضية على نحو يحول دون المساس بالأمن والاستقرار الإقليمي
نحو استشرافات جديدة في مجالات التعاون بين القاهرة وموروني
وأضاف بأن مصر تسعى دائما إلى العمل مع مختلف الدول والأطراف المعنية بهدف التوصل إلى حل لهذه القضية على نحو يحول دون المساس بالأمن والاستقرار الإقليمي. وسنعمل كذلك إلى تحقيق ما يمكن تحقيقه للتوصل إلى حل سلمي. ومن ناحية أخرى أوضح الوزير المصري بأن الرسالة التي نقلها إلى الرئيس غزالي من الرئيس المصري تناولت أيضا العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أكد سامح شكري على اعتزاز مصر بالعلاقات المتميزة التي تجمعها بجزر القمر الشقيقة، معربا عن تطلع مصر إلى تدعيم هذه العلاقات في شتى المجالات بجانب استشراف مجالات جديدة للتعاون، فضلاً عن مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين فيما يخص القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك
بينما صرح وزير الشؤون الخارجية القمري عقب انتهاء المحادثات بين الجانبين قائلا "جاء وزير الخارجية المصري للقاء الرئيس غزالي بصفته النائب الثاني لرئيس مكتب الاتحاد الافريقي ليشرح له المشاكل التي تدور حاليا في منطقة النيل والتي تفصل بين مصر والسودان وأثيوبيا". وأضاف ظهير ذو الكمال "بأن مصر تطلب الدعم الدبلوماسي من جزر القمر لتسهيل المفاوضات الايجابية وأن تكون المتحدث الرسمي باسمها مع الدول الافريقية الأخرى لإيجاد حل سلمي سريع ودائم لهذه المشكلة حول سد النهضة"
أما مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالعالم العربي والذي كان حاضرا في المحادثات، فقد أوضح من جانبه بأن الرئيس غزالي يعتقد ويؤمن بأنه "ليس من مصلحة هذه الدول الثلاث الكبرى الدخول في صراع وأن الحلول لا تزال قائمة للتوصل إلى ترتيبات توافقية ومفيدة بين جميع الأطراف". وقال الأستاذ يحي محمد إلياس بأن الرئيس غزالي صرح للوفد المصري بأن "مشكلة سد النهضة هو مصدر قلق لمكتب الاتحاد الافريقي، وأن الرئيس أخذ الأمر بجدية وجعل المسألة، مسألة شخصية وأنه سيتحدث مع الرئيس السنغالي ماكي سالي والرئيس فيليكس تشيسكيدي، حيث من المتوقع أن يتم انعقاد اجتماع بين أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد الافريقي عن طريق الفيديو لاتخاذ القرارات المناسبة بشأن الخروج من هذه الأزمة"
والجدير بالإشارة إلى أن وزير الخارجية المصري سامح شكري كان قد وصل إلى البلاد والوفد المرافق له المكون من ستة أشخاص من بينهم السفير أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية والسفير أحمد حمدي بكري نائب وزير الخارجية المصري قادما من نيروبي في إطار جولة يقوم بها إلى عدد من الدول الافريقية حاملا رسائل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى رؤساء وقادة هذه الدول حول تطورات ملف سد النهضة وابراز الموقف المصري في هذه الأزمة. كما شارك في الاجتماع الذي تم في القصر الجمهوري ببيت السلام السفير محمد جابر أبو الوفا سفير مصر لدى جزر القمر والمقيم في دار السلام بتنزانيا. وتضم الدول الذي قام الوزير المصري بزيارتها بعد جزر القمر في هذه الجولة الأفريقية كل من كينيا وجنوب أفريقيا والكونغو الديمقراطية والسنغال وتونس