وفي كلمته، أوضح أحمد سيندو، مسؤول لجنة الجامع، أن فكرة تكريم الحافظين لكتاب الله الذين يؤمون المصلين في صلاة التراويح بدأت في عام 2024، وذلك تقديرًا لمكانتهم في المجتمع ولدورهم وتضحياتهم في مسيرتهم الدراسية. وأضاف أن هذا التكريم يهدف إلى تشجيع أبناء المدينة على السير على نفس نهج هؤلاء الأئمة، كسبيل لحماية الشباب من المخدرات والأخلاق الرذيلة
وتابع سيندو قائلاً: "بعد الانتهاء من بناء المسجد في عام 2021، بدأنا -كلجنة الجامع- البحث عن حفاظ لكتاب الله لتكليفهم بالإمامة في الصلاة، حتى وإن كانوا من خارج المدينة. والحمد لله، وجدنا هؤلاء الثلاثة وهم من شباب المدينة". وأشار إلى أن هناك عشرة آخرين حفظوا القرآن الكريم وسيتم توزيعهم في المساجد الأخرى في العام المقبل. وأوضح أن الأموال التي يتم إنفاقها في هذه المناسبة تأتي من المساعدات التي يقدمها المحسنون ودعم أعيان المدينة
قصص الحفظ والتحدي
بعد انتهاء الحفل، تحدث الإمام محمد ممادي مويني، الذي حفظ القرآن الكريم في ثلاث سنوات، قائلاً إنه بدأ في مسقط رأسه بمدينة مكازي ثم عمل على مراجعة عامة وشاملة في السودان أثناء دراسته في كلية الهندسة هناك. وأوضح أن من أبرز من شجعوه على حفظ كتاب الله كانت والدته وأصدقاؤه وزملاؤه الذين كانوا يساندونه معنويًا وماديًا في مسيرته
كما تحدث كل من عبد الرحمن مدوهوما ومحمد علي مدوهوما عن فرحتهما العميقة لكونهما قد حفظا القرآن الكريم. وذكر كل منهما أنه بدأ حفظ القرآن في جزر القمر قبل التوجه إلى جنوب أفريقيا لاستكمال الحفظ على يد مشايخ وأساتذة متخصصين من الهند. وأشارا إلى التحديات التي واجهوها خلال عملية الحفظ، من بينها صعوبة طريقة الحفظ والاستماع، لكنه بفضل الله تمكنا من تحقيق هدفهما في حفظ كتاب الله في عامين ونصف
وأوصى كل من عبد الرحمن ومحمد علي الجميع، رجالًا ونساءً، كبارًا وصغارًا، بأن يحفظوا القرآن الكريم، مؤكدين أن الإصرار والاجتهاد والعزيمة هي الطريق الوحيد لتحقيق هذا الهدف. كما ذكر عبد الرحمن ومحمد علي أنهما شاهدا شخصًا في سن الخمسين يحفظ القرآن، مما يؤكد أن العزيمة والإرادة يمكن أن تتغلب على أي عقبة