وفي كلمته، أوضح رئيس الجمعية القمرية لخريجي السودان محمد مباي قائلا "اجتمعنا هنا اليوم لنحتفي بوفاة شيخنا ومعلمنا ومرشدنا عبد الله مكي صادق، هذه الحفلة تجتمع فيها الفرح والحزن، نعم الفرح لأننا نتحدث عن شخصية عظيمة وكريمة لدى الطلبة القمريين الذين درسوا في السودان، وحتى من الدول الأفريقية وجنوب شرق آسيا، وكذلك الحزن لأننا نحتفي بوفاة رجل عظيم كرس حياته وجهده وطاقاته لصالح طلبة العلم الوافدين إلى السودان الشقيقة". موضحا أن الشيخ كرس هذه الجهود، ولكنه كان جنديا مجهولا لعمل مؤسسي في الظاهر، ولكن في الباطن نظام ودولة بأكملها كان يَقوم بهذه العملية". وشكر الأستاذ محمد مباي جميع الحضور الكرام بالاختلاف مقاماتهم السامية، والشكر موصول إلى كلية الإمام الشافي التي فتحت أبوابها وأرسلت طلابها من أجل نجاح هذه الحفلة على أكمل وجه
خادم الطلبة القمريين على مدى ثلاثة عقود
وتحدث عميد كلية الإمام الشافعي الدكتور عبد الرؤوف عبده عمر، باسم رئيس جامعة جزر القمر ورؤساء الأقسام والأساتذة، بمزيد من الأسى والحزن العميق بوفاة الوالد والمربي السوداني الذي خدم الإسلام من خلال اهتمامه لأبناء العالم الإسلامي عامة، والطلبة القمريين على وجه الخصوص، وذلك عن طريق رئاسته للندوة العالمية للشباب الإسلامي في الخرطوم بالسودان. وقال بأن المرحوم كان من خيرة الدعاة في العالم الإسلامي، وفي هذه المناسبة الأليمة نعبر عن حزننا العميق إزاء هذه المصيبة التي أصاب الأمة الإسلامية عامة والشعب السوداني والقمري بصفة خاصة. وأوضح عميد كلية الإمام الشافعي أن المرحوم قام بخدمة الطلاب القَمَريين بالسودان على ما يزيد على ثلاثة عقود، وظلوا في كنفه لتسيير تعليمهم في الجامعات والمعاهد السودانية المختلفة، وستظل الطلاب جزر القمر الذين تلقى دراستهم في السودان أوفياء لشعب السودان العزيزة، كما ندعو الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته
أما السفير السوداني السابق لدى موروني محمد يوسف، أوضح بأن الشيخ الراحل عبد الله مكي عاش تسعين عاما وباعها لله، وقد ربح البيع ومن علامات هذه البيع، كلما قام بالعمل لوجه الله وفي سبيل الدعوة والإنسانية كان له لمسات. ودرس المرحوم في الكلية العلمية وعمل مدرس ثم انتقل إلى عمل الدعوة والإنسانية، جعله محور حياته وأشرف وشارك كعضو في كثير من المؤسسات والمنظمات المهمة في السودان وغيرها
وأضاف السفير أن الشيخ عبد الله مكي عندما أصبح رقم الأول للندوة في السودان جمع حوله الإخوة العاملين الناشطين الذين يعرفون ما هي المهمة وما هي التكليف، وتتواصل مع كل الدول الأفريقية لتوفير المنحة الكاملة للدراسات في المؤسسات السودانية التعليمية حتى أنشأ وأسس منظمة طلاب الوافدين، وكل يعرف هذه المؤسسات ومنظمة طلاب الوافدين وخاصة الذين تخرجوا من السودان
والجدير بالذكر أن الشيخ عبدالله مكي انتقل إلى جوار ربه يوم الأحد 25 فبراير الماضي في القاهرة عن عمر ناهز 90 عاماً