logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

خطاب الرئيسة سامية صلوحو حسن: تنزانيا تؤكد تمسّكها بجزر القمر وتعزّز الشراكة المستقبلية

خطاب الرئيسة سامية صلوحو حسن: تنزانيا تؤكد تمسّكها بجزر القمر وتعزّز الشراكة المستقبلية

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
بصفتها ضيفة الشرف في احتفالات اليوبيل الذهبي لاستقلال جزر القمر، ألقت رئيسة جمهورية تنزانيا المتحدة، الدكتورة سامية صلوحو حسن، خطابًا مؤثرًا في ملعب مالوزيني يوم الأحد الماضي، حيّت فيه التاريخ المشترك بين البلدين ودعت إلى تعزيز التعاون في مجالات التعليم والاقتصاد والصحة.

 

وفي كلمة اتسمت بالعاطفة واستحضار الذاكرة التاريخية واستشراف المستقبل، ذكّرت الرئيسة بالدور الذي لعبته بلادها في دعم نضال القمريين من أجل الاستقلال، مؤكدةً التزام تنزانيا الدائم بمساندة التنمية المستدامة في جزر القمر. وقالت في مستهل كلمتها: "هذا اليوم ليس مجرد محطة تاريخية لبلدكم، بل هو أيضًا رمز فخر ووحدة لنا نحن جيرانكم وإخوتكم في إفريقيا. فاستقلالكم هو أيضًا استقلالنا"، في إشارة إلى دعم تنزانيا لنضالات التحرر الإفريقية، ولاسيما في جزر القمر

وسلّطت الضوء على الروابط التاريخية العميقة، مذكّرةً بتأسيس "حركة التحرير الوطني لجزر القمر" (موليناكو) في دار السلام خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، بدعم نشط من منظمة الوحدة الإفريقية، التي أصبحت اليوم الاتحاد الإفريقي. وأشارت إلى أسماء بارزة في هذا السياق مثل عبده بكر بوانا، علي محمد شامي، وعلي مويني تمبوي، الذين أسسوا الحركة في دار السلام. وأضافت: "تنزانيا كانت دائمًا إلى جانب المناضلين من أجل الحرية

كما خصّت بالذكر النساء المناضلات اللواتي أسهمن في مسيرة التحرير وظلّت أسماؤهن في الظل، مثل سكينة إبراهيم، موانا بويني من مدينة إيكوني، خديجة سبيل، وربية محمد، مؤكدةً أنهن يستحقن التقدير على التزامهن بقضية استقلال جزر القمر

مستقبل مشترك وتعاون ملموس

بعيدًا عن البعد السياسي، شدّدت الرئيسة التنزانية على عمق التقارب الإنساني والثقافي بين الشعبين، الذي ترسّخ عبر قرون من التبادل البحري والهجرات في المحيط الهندي. وقالت: "لغاتنا وثقافاتنا وتقاليدنا امتزجت عبر الزمن. فاللغة السواحيلية هي لغتنا المشتركة التي توحّدنا، مثلما توحّدنا قصصنا المتقاطعة". وأشارت إلى مدن تنزانية مثل باجامويو وزنجبار ودار السلام وتنجا، حيث تعيش عائلات ذات أصول قمرية

وفي هذا الإطار، دعت إلى اعتماد اللغة السواحيلية كلغة رسمية ولغة تدريس في النظام التعليمي القمري، معتبرةً أن ذلك سيعزّز الهوية الإقليمية ويسهّل التبادلات الاقتصادية والاجتماعية. وأعلنت استعداد تنزانيا لتوفير معلمين ومواد تعليمية لتحقيق هذه الخطوة، قائلةً: "سيكون ذلك جسرًا إضافيًا بين شعبينا

كما استعرضت الرئيسة عددًا من المشاريع المشتركة التي أُطلقت منذ انعقاد أول قمة للجنة التعاون المشترك عام 2024، من بينها: تعزيز النقل البحري عبر باخرة تجارية تنزانية جديدة مخصّصة للتبادل بين الجزر. زيادة الرحلات الجوية بين البلدين عبر شركتي "طيران تنزانيا" و"بريسيجن إير" الخاصة. تطوير التعاون الطبي، مثل مهمة معهد القلب جاكايا كيكويتي التي عالجت 2700 مريض في جزيرة القمر الكبرى. افتتاح فرع لبنك "إكسيم" في موروني لدعم ريادة الأعمال المحلية. وقالت: "هذه الإجراءات تعكس إرادتنا في بناء شراكة عادلة ومستدامة. معًا يمكننا مواجهة تحديات عصرنا

إشادة وتأكيد على الشراكة الإفريقية

وأشادت الرئيسة سامية صلوحو حسن بقيادة الرئيس غزالي عثمان وبما حققته جزر القمر في مجالات البنية التحتية، الصحة، التعليم والحكم الرشيد، مشيدةً بقدرة القمريين على الصمود وتمسّكهم بسيادتهم. وأضافت: "أنتم شعب يحظى بالاحترام في الأسرة الإفريقية الكبرى". وجدّدت التزام تنزانيا بمواكبة مسيرة التنمية في جزر القمر، داعيةً إلى تعزيز التضامن الإفريقي على أساس العدالة والسلام واحترام السيادة

وتعكس المشاركة الفاعلة لتنزانيا في احتفالات اليوبيل الذهبي نموذجًا للتعاون بين دول الجنوب، القائم على التكامل الثقافي والدعم السياسي المتبادل. وفي الوقت الذي تسعى فيه إفريقيا لتسريع اندماجها الإقليمي واستثمار قدراتها الذاتية، تبدو الشراكة بين موروني ودودوما رافعة استراتيجية للتحرر والتنمية المشتركة

تعليقات