logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

خطاب حالة الاتحاد: غزالي عثمان يؤكد أن التحديات جسيمة لكن العزم كامل

خطاب حالة الاتحاد: غزالي عثمان يؤكد أن التحديات جسيمة لكن العزم كامل

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
وجّه رئيس الجمهورية، غزالي عثمان، رسالة أمل وتفاؤل إلى الأمة القمرية، دعا فيها إلى ترسيخ السلم والوحدة الوطنية، مستعرضًا حصيلة الإنجازات المحققة خلال سنة 2025 في إطار تنفيذ برامج خطة جزر القمر الناشئة، ومؤكدًا عزمه مواصلة الأوراش الكبرى خلال سنة 2026.

 إعداد/ محمد أحمد ممادي  ✍️

وألقى رئيس الجمهورية، يوم الاثنين 29 ديسمبر الجاري بقصر الشعب، الخطاب التقليدي حول حالة الاتحاد، بحضور نواب البرلمان، وأعضاء الحكومة، والسفراء، وممثلي المنظمات الدولية، والمؤسسات العمومية، والمجتمع المدني، ووسائل الإعلام الوطنية

وتوجّه غزالي عثمان إلى الشعب القمري بخطابين، أحدهما باللغة القمرية والآخر بالفرنسية، بحضور رئيس البرلمان الوطني مستدران عبده، ورئيس المحكمة العليا شيخ سالم عثمان، حيث قدّم حصيلة عمل الحكومة خلال سنة 2025، ورسم الأولويات الكبرى لسنة 2026

وقال في مستهل خطابه: "أقف أمامكم اليوم بقناعة راسخة مفادها أن جمهورية القمر المتحدة قد تجاوزت مرحلة مفصلية"، مضيفًا أن "سنة 2025 لم تكن سنة انتقال، بل سنة تحوّل". واستعرض في هذا السياق مختلف الأوراش التنموية المنجزة في إطار أهداف خطة جزر القمر الناشئة

ضخ 10 مليارات فرنك في الاقتصاد الوطني

وبعد إشادته بنجاح الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2025، وبجهود قوات الأمن في ترسيخ السلم والاستقرار، قدّم رئيس الجمهورية حصيلة اقتصادية بالأرقام، معلنًا ضخ 10 مليارات فرنك قمري في الاقتصاد الوطني خلال سنة 2025

وأوضح أن هذا الدعم ارتكز على ثلاثة محاور أساسية، هي: البنى التحتية الإنتاجية، ولاسيما الزراعة والصيد وتربية الماشية، ثم التجارة المحلية، وأخيرًا تموين السوق بالأرز عقب تحرير سوق الأرز العادي. وأكد أن هذه الإجراءات أسهمت في دعم الفاعلين الاقتصاديين، وتعزيز الأمن الغذائي، وتسهيل المبادلات بين الجزر، والحد من ندرة المواد الأساسية

وشدد على أن "الأمن الغذائي ركيزة أساسية من ركائز الأمن الوطني"، مع الإقرار بضرورة مضاعفة الجهود لضبط الأسعار والحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين، مشيرًا إلى أن معدل النمو الاقتصادي بلغ 3.8% خلال السنة المنصرمة

وبيّن رئيس الجمهورية أن هذه السياسات، إلى جانب نهج نقدي متوازن، ساهمت في خفض معدل التضخم إلى 3.5% سنة 2025، بعد أن تجاوز 5% في السنة السابقة، كما سجّل الناتج الداخلي الخام للفرد تحسنًا ملحوظًا، ليبلغ نحو 1800 دولار وفق تقديرات البنك الدولي

الصحة والتعليم والطاقة

وفي قطاع الصحة، أكد غزالي عثمان التزام الدولة بتعزيز السيادة الصحية، مذكّرًا بتدشين مستشفيات ومراكز صحية جديدة، من بينها مستشفى الأمومة والطفولة في أواني وفومبوني، ومركز غسيل الكلى في هومبو، مثمنًا الدعم الكبير الذي قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة

وأوضح أن مشروع مستشفى المعروف الجامعي بموروني، إلى جانب إطلاق نظام التأمين الصحي المعمم، يهدفان إلى تحسين جودة الرعاية الصحية والحد من تكاليف الإجلاء الطبي إلى الخارج

أما في مجال التعليم، فأبرز الجهود المبذولة لتطوير البنى التحتية التعليمية، مؤكدًا أن استحداث مرحلة الدكتوراه بجامعة جزر القمر يعكس إرادة الدولة في تحقيق الاستقلال العلمي وتطوير البحث الأكاديمي، مشيرًا إلى أن الجامعة استقبلت منذ تأسيسها سنة 2003 أكثر من 88 ألف طالب، تخرج منهم نحو 44 ألفًا

وفي قطاع الطاقة، أكد مواصلة تقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري عبر تطوير مزيج طاقي يعتمد على الطاقة الشمسية، مشيرًا إلى أن جزيرة موهيلي ومنطقة وشيلي بجزيرة القمر الكبرى باتتا تزودان بالكهرباء على مدار الساعة

النقل، الجالية، وألعاب جزر المحيط الهندي

وفيما يتعلق بالنقل الجوي والبحري، أعلن رئيس الجمهورية إدراج مطاري أواني بأنجوان وبندر السلام بموهيلي ضمن نطاق وكالة سلامة الملاحة الجوية في إفريقيا ومدغشقر (أسكنا)، إلى جانب قرب انطلاق أشغال توسعة وتأهيل مطار الأمير سيد إبراهيم الدولي بموروني

كما أشاد بالدور الحيوي للجالية القمرية في التنمية، وبإنجازات المنتخب الوطني لكرة القدم، معلنًا فخره باستضافة جزر القمر للدورة الثانية عشرة من ألعاب جزر المحيط الهندي سنة 2027. وأكد أن سنة 2026 ستكون "سنة الورش الرياضية"، مع إطلاق مشاريع كبرى تشمل منشآت رياضية ومجمعات فندقية، مثمنًا الدعم الصيني في هذا المجال

إصلاحات مؤسسية ورسالة أمل

وأشاد الرئيس غزالي بالإصلاحات الإدارية والمؤسساتية الرامية إلى تحديث الإدارة العمومية، وباعتماد قوانين تنظيم العمل الديني والخيري، معتبرًا أنها تعزز السلم الديني والوحدة الوطنية

واختتم خطابه برسالة تفاؤل قال فيها: "التحديات جسيمة، لكن عزمنا كامل. التنمية لا تُعلَن، بل تُنتزع بالعمل والوحدة"، داعيًا جميع المواطنين إلى الإسهام في بناء الوطن، ومؤكدًا أن جزر القمر قادرة، بتكاتف الجميع، على بلوغ آفاق أرحب خلال سنة 2026

تعليقات