افتتح رئيس الجمهورية غزالي عثمان خطابه التقليدي عن "حالة الاتحاد" والذي ألقاه يوم الجمعة 27 ديسمبر أمام نواب البرلمان -وذلك بحضور سماحة مفتي الجمهورية الشيخ أبو بكر سيد عبد الله جمل الليل، ورئيس المحكمة العليا الشيخ سالم سيد عثمان، والسدة الأولى عنباري درويش ومحافظي الجزر الثلاث، وأعضاء الحكومة، إضافة سفراء الدول الصديقة المعتمدين في موروني- بتوجيه تضامن خاص مع ضحايا إعصار "تشيدو" الذي ضرب جزيرة مايوت القمرية في 14 ديسمبر المنصرم. وأعرب عن تعاطفه مع العائلات المكلومة والمصابين، مشيدًا بالتضامن المميز الذي أظهره مواطنو الجزر الأخرى في الأرخبيل
وعلى مدى ساعة وعشرين دقيقة، تطرق رئيس الدولة إلى مختلف جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، مسلطًا الضوء على الإنجازات والمشاريع المستقبلية. وأكد على ضرورة الاعتماد على الذات لتحقيق التنمية قائلًا "لن يقوم أحد بتطوير بلادنا نيابة عنا. يجب أن نفعل ذلك بأنفسنا". واعترف فخامته بأن الطريق طويل لتحقيق تطلعات الشعب الشرعية، مشيرا إلى التقدم الملحوظ في مجالات عدة مثل التعليم والصحة والطاقة والاقتصاد والرياضة
إنجازات في التعليم والصحة والطاقة
وفي قطاع التعليم، أشار الرئيس غزالي إلى تحسين الحوكمة في جامعة جزر القمر، وتخصيص موارد لتعزيز جودة التعليم وزيادة نسب النجاح. معلنا عن عقد مؤتمر وطني لتحسين النظام التعليمي. بينما تحدث في قطاع الصحة، عن مشاريع مثل بناء مستشفى جديد وتأهيل الهياكل الصحية القائمة، مشيرًا إلى قرب تشغيل مستشفى المعروف الجامعي ومبادرات لضمان تغطية صحية شاملة
وركز رئيس الجمهورية على جهود تنويع مصادر الطاقة، بما في ذلك تطوير الطاقة المتجددة، مشيرًا إلى محطات الطاقة الشمسية الجديدة ومشاريع تحسين الوصول إلى المياه الصالحة للشرب. كما استعرض مشاريع البنية التحتية الكبرى، بما في ذلك بناء الطرق، الموانئ، والمطارات، مؤكداً أن هذه الاستثمارات تعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية
وتحدث الرئيس غزالي عن آثار جائحة كوفيد-19 والكوارث الطبيعية على الاقتصاد، لكنه أكد على النمو الاقتصادي المتوقع بنسبة 3.3% في 2024. وأشار إلى دعم ريادة الأعمال وإنشاء 3.500 وظيفة جديدة خلال العام الجاري. كما أشاد بدور المغتربين في دعم الاقتصاد من خلال تحويلاتهم المالية ومشاريعهم الاستثمارية، داعيًا إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص
الدبلوماسية والتنمية المستدامة
وأكد رئيس الدولة على أهمية الدبلوماسية الاقتصادية لتعزيز التنمية، مشيرًا إلى دور البلاد في المنظمات الإقليمية والدولية. كما دعا إلى التضامن الدولي لمواجهة التحديات البيئية والاقتصادية. وأعرب عن عزمه تنظيم ألعاب جزر المحيط الهندي 2027 بشكل يعكس طموح البلاد، مشيرًا إلى بدء العمل على بناء القرية الأولمبية والبنية التحتية اللازمة. وفي ختام كلمته أكد على أن جزر القمر تسير على طريق التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن العمل المشترك سيمكن من تحقيق الأهداف الطموحة وتحسين حياة الشعب القمري