logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

وسط تصاعد الغضب الشعبي إزاء الاعتداءات الجنسية: خطبة موحدة في المساجد اليوم لإدانة الظاهرة واعتبارها جريمة اجتماعية خطيرة

وسط تصاعد الغضب الشعبي إزاء الاعتداءات الجنسية: خطبة موحدة في المساجد اليوم لإدانة الظاهرة واعتبارها جريمة اجتماعية خطيرة

الوطن بالعربية |  | كتب/شيخ علي حماد

image article une
لقد أصبحت واقعة الاعتداء الجنسي والاغتصاب خاصة لدى الأطفال، ظاهرة كارثية وقضية غريبة طرأ في المجتمع القمري، وهو مرض خطير يهدم مستقبل أطفالنا، حيث نرى ذئابا بشرية تفتك بالأطفال دون رحمة، الأمر الذي أصبح يقلق الآباء والأمهات، خاصة مع تفكيرهم بإمكانية حدوثه لأحد من أبنائهم.

 

شهدت الآونة الأخيرة حالات اغتصاب لأطفال لا تتجاوز أعمارهم 4 أعوام، حيث يتعرض الطفل للاعتداء من شخص لا يهمه سوى إشباع رغباته الجنسية، ويكون الطفل في حالة عدم القدرة على الدفاع عن نفسه. وبعد انتشار هذه الظاهرة القبيحة في المجتمع القمري ووسط تصاعد الغضب الشعبي إزاء عمليات العنف الجنسي ضد الأطفال في الفترة الأخيرة، نظم دار الافتاء لقاء مشترك مع وزارة الشؤون الإسلامية، صباح يوم الأربعاء 12 أغسطس الجاري، في الجامع الكبير بحي منغاني بالعاصمة موروني، تزامنا مع انطلاق جلسات الاستماع الخاصة بشأن الاعتداء الجنسي ضد الأطفال والنساء،  حضره عدد كبير من الخطباء وأئمة المساجد بجزيرة انغازيجا لمناقشة خطورة  هذه الظاهرة التي تتنافى مع الشريعة الاسلامية. وقد اتفق الحاضرون على أهمية قيام الخطباء والعلماء لإدانة هذه الظاهرة وذلك عن طريق القاء خطبة موحدة في اليوم الجمعة على جميع مساجد البلاد والقيام بحملة توعية على خطورة هذه الظاهرة

وقد حضر الاجتماع الدكتور عبد الحكيم محمد شاكر نائب سماحة مفتي الجمهورية ورئيس الرابطة الخيرية القمرية والأستاذ إسماعيل علي يماني الأمين العام بدار الافتاء والأستاذ عبد الله يحي مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالشؤون الدينية والدكتور سيد عبد الله مدير مكتب سماحة المفتي

مكافحة ظاهرة الاعتداء الجنسي واجب ديني ووطني

وقد أكد الدكتور عبد الحكيم محمد شاكر في كلمته بأن الهدف الرئيسي من اللقاء وضع حملة لتوعية المواطنين حول خطر هذه الظاهرة المقيتة التي لا تربط بأي دين ولا أخلاق سواء لجهة المرتكبين أو الضحايا. موضحا بأن مكافحة ظاهرة الاعتداء الجنسي على الأطفال تعتبر واجب ديني ووطني وأن الإسلام يدعونا جميعا إلى رفع أصواتنا ضد هذه الظاهرة النكراء. وأكد بأن المهم التحرك من كل الجوانب وأن على المحكمة القيام بأداء مهامها على الوجه الأكمل من أجل إيقاف هذه الظاهرة السلبية على مجتمعنا الإسلامي

بينما أكد الأستاذ إسماعيل علي أماني الأمين العام بدار الافتاء بأن الخطباء لديهم دور كبير في القيام بتوعية المواطنين حول خطورة جريمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي على الفتيات القاصرات والأطفال، مشيرا إلى أهمية قيام الشعب بجميع فئاته بمواجهة هذه الجريمة البشعة. وقال بأن اللقاء جاء عقب بدء محكمة موروني بمحاكمة عصابة من المواطنين متهمين في قضايا اعتداءات جنسية ضد فتيات قاصرات. وفي تصريحه مع وسائل الإعلام المحلية، أشار الأمين العام لدار الافتاء إلى أنه سيتم خلال الأيام المقبلة القيام بحملات توعية في المدن والقرى لتوعية المواطنين حول خطورة الظاهرة، وعدم التستر على مرتكبي هذه الأفعال النكراء. وقال الأمين العام لدار الافتاء بأنه تم إعداد خطبة نموذجية لتوزيعها على الخطباء لإلقائها في جمعة اليوم وفي الجمع القادمة

الوقوف صف واحد ضد هؤلاء المجرمين

وقد جاء في خطبة الجمعة التي أعدها دار الافتاء القمرية بمناسبة ظهور جريمة اختطاف الأطفال والبنات والنساء بأنه "لقد ظهر في المجتمع القمري ظاهرة خطيرة تدل على فساد الأخلاق النبيلة الموروثة في هذا المجتمع، وهي العفة والمروءة واحترام النساء والأطفال والبنات، وأن هذه الجريمة الخطيرة التي أرعب الكبير والصغير والرئيس والمرؤوس والمقيم هي جريمة اختطاف البنات والأولاد لإجبارهم على فاحشة الزنا واللواط". وجاء في الخطبة بأن "الإسلام يعتبر جريمة الزنا لوثة أخلاقية وجريمة اجتماعية خطيرة ينبغي أن تكافح دون هوادة، فليس ما يحدث على هؤلاء الذرية بزنا فقط، بل هو حرب يحاربون الله ورسوله بها، ويسعون في الأرض فسادا، ويفسدون الحرث والنسل، ويدمرون الدين والحياة والأخلاق الفاضلة، ولذلك يجب على كل مسلم ومسلمة في هذه الديار أن يقف صفا واحدا ضد كل من يلعب ببناتنا وأولادنا، فنقدمه أمام المحكمة ليعاقبوا بعقاب زاجر يمنعهم من هذه الفاحشة ويكون عبرة لغيرهم أن يفعلوا هذه الأفاعيل الحيوانية"

كما أوضحت الخطبة بأنه "ولكثرة هذه الجريمة في هذا المجتمع حتى بلغ عدد المحتجزين في سجون مروني وموتسامودو وفمبوني أكثر من 100، وحالات المصابين من الأطفال والبنات حتى من كانت في سن الرضاعة قد بلغوا 400، ولكن المائة المقبوض عليهم، حتى بلغ الأمر شدة فصار بعض من سولت له نفسه يبيع الأطفال ويحرقهم بالبنزين. ولذلك كون رئيس الجمهورية لجنة تنفيذية في المحكمة لتنظر في هذه القضايا، حيث بدأت اللجنة عملها منذ 10 وحتى 20 من أغسطس الجاري"

 

تعليقات