وقد شارك في الاجتماع أطباء وعلماء ومنسوبي دار الإفتاء وإدارة الشؤون الإسلامية في وزارة العدل والشؤون الاسلامية، إضافة إلى مستشاري رئيس الجمهورية للشؤون الدينية وللعالم العربي، للتباحث حول آخر المستجدات المتعلقة بجائحة كوفيد-19 في جزر القمر، ومدى إمكانية إعادة فتح المساجد مرة ثانية، نظرا لانخفاض معدل الوباء في أرجاء الوطن
وفي تعليقه على الاجتماع، أوضح الدكتور سيد عبد الله جمل الليل مدير مكتب المفتي بأن مسؤولي الصحة أكدوا خلال الاجتماع "بأن الوقتَ لم يحن بعد لإعادة فتح المساجد مرة ثانية، نظرا لصعوبة ضبط المساجد، مع أن الوباء لم يتم السيطرة عليها كاملة، حيث يتبين بالفحص أن كل خمسة أفراد، يوجد فرد واحد يحمل فيروس كورونا، أي ما نسبته 20% من المواطنين يحملون فيروس كورونا من غير شعور بأية أعراض. علما أن معظم الذين يتأثرون بهذه الجائحة هم من كبار السن ممن تجاوز أعمارهم 50 سنة، خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة"
وأضاف الدكتور سيد عبد الله بأن المجتمعين اليوم أكدوا أن إعادة فتح المساجد مرة ثانية يتطلب استباقها حملة توعوية كاملة حتى يتكون لدى رواد المساجد قناعة واستعداد لاتباع التعليمات الخاصة بكورونا في المساجد، الأمر الذي لم يكن حاصلاً بعد إعادة فتح المساجد في المرة الأولى". وقال بأن هذا يتطلب خطة عمل ومزيدا من الجهد، لإقناع الأئمة والمؤذنين والمصلين بضرورة الالتزام بالإجراءات اللازمة في المساجد، من اصطحاب سجادة صلاة وغسل الأيدي بالكلور ولبس الكمامة وعدم المصافحة والتباعد في الموقف، وما إلى ذلك، ومنع من يخالف عن دخول المسجد، لأنه يعرض نفسه ويعرض غيره للهلاك، الأمر الذي لا يقبله الشرع الحنيف، علما أن ما جاء في شأن الصلاة من تراص الصفوف وغير ذلك مما هو من تمام الصلاة إنما هو في حالة الاختيار والسعة، غير حالة الضرورة التي نحن بها بسبب وباء كوفيد-19 الخطيرة. وأكد الدكتور سيد عبد الله بأنه سيتم عقد سلسلة لقاءات بين دار الافتاء والعلماء والأطباء لتقييم ودراسة وضع وباء كورونا قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن افتتاح المساجد مرة ثانية في المستقبل
ومن جانبه، صرح الأمين العام لدار الافتاء الأستاذ إسماعيل علي أماني، والذي كان حاضرا في اجتماع أمس في اتصال هاتفي مع الوطن الفرنسي قائلا "أما بخصوص افتتاح المساجد، فإن اللجنة العلمية الطبية توصي بالانتظار قليلا والاعطاء المزيد من الوقت لمراقبة تطور الوباء". وقال أيضا "اتفقنا على الاجتماع مرة أخرى في غضون 15 يوما على الأقل لإجراء تقييم حول وضع الوباء، ثم بعد ذلك نقرر ما إذا كان وضع الفيروس سيسمح لنا بالعودة إلى المساجد مرة أخرى". مضيفا أنه على أية حال نأمل بأن تكون المساجد مفتوحة بحلول شهر رمضان المبارك
وحول الجدل الذي أثاره بعض المواطنين الذين يطالبون بإعادة فتح المساجد بعد افتتاح المدارس وعودة الطلاب إلى الفصول الدراسية، أكد إسماعيل علي أماني "لم يكن هناك بديل لإنقاذ العام الدراسي على عكس الصلاة، ويجب على المصلين أن يفهموا أنهم إذا صلوا في بيوتهم في هذه الفترة فإنهم سيحصلون على نفس الأجر التي يحصلون عليها عندما يصلون في المسجد". موضحا أن المواطنين لم يكونوا يحترمون تدابير الوقاية في المساجد خلال الفترة الماضية وخاصة في المناطق النائية البعيدة عن العاصمة كما (أن بعض القرى تواصل أداء صلوات الجماعة)، ولهذا اتفقت دار الافتاء واللجنة العلمية الطبية على تشكيل لجنة مهمتها القيام بتنظيم جولات لتوعية المواطنين في مختلف مناطق البلاد، وأنه إذا سارت الأمور على ما يرام فيمكن إعادة فتح المساجد بحلول نهاية شهر مارس المقبل