في كلمته خلال الفعالية، قال الأستاذ سعيد الشاذلي: "إنه لشرف عظيم ومتعة حقيقية أن أرحب بكم في هذا المكان المرموق للمعرفة، كلية الإمام الشافعي، للافتتاح الرسمي لهذا اليوم الترويجي الخاص بـ دار القمر للنشر". وأضاف: "نجتمع اليوم للاحتفال بالتميز والديناميكية التي تتمتع بها دار القمر، والتي تسعى لترويج ثقافة وتراث جزر القمر خارج البلاد

وأوضح الشاذلي أن دار القمر متخصصة في الأعمال التعليمية المتعلقة بـ"التدريس الإسلامي واللغة العربية"، مؤكداً أنها أكثر من مجرد دار نشر، بل هي جهة ملتزمة بنقل القيم والمعرفة. وأشار إلى أن منشورات الدار ذات الجودة العالية معترف بها ويتم تبنيها من قبل الجالية القمرية في الخارج، وأيضاً في العديد من دول شمال إفريقيا، مما يعكس الخبرة والاحترافية التي تتمتع بها هذه المؤسسة

وأكد الشاذلي على أهمية التعاون مع غرفة التجارة والصناعة والزراعة في جزيرة القمر الكبرى، قائلاً: "في إطار التزام الغرفة بمهمتها لدعم ومساعدة الشركات، نحن على يقين بأن هذا اليوم الترويجي سيعزز الروابط بيننا وبين أصحاب المصلحة في التعليم المحلي من معلمين وطلاب وأولياء الأمور والباحثين وغيرهم

وأضاف: "نشجع بشدة جميع المشاركين على اكتشاف الثراء والتنوع في إصداراتنا. نقدم أدوات تعليمية مبتكرة، ومواد تعليمية عالية الجودة، وأعمالاً مرجعية تعمّق معرفة الطلاب في مجال الدراسات الإسلامية واللغة العربية

كلية الإمام الشافعي: التزام بالتعليم والثقافة

من جانبه، شكر عميد كلية الإمام الشافعي الدكتور عبد الرؤوف عبده عمر الأستاذ سعيد الشاذلي وفريقه على جهودهم الجبارة، مشيداً بمساهماتهم في الحقل الأكاديمي بجزر القمر. وقال: "إن التاريخ سيسجل، بلا تردد، أن الأستاذ سعيد الشاذلي من بين الباحثين والأكاديميين الذين كان لهم تأثير ملموس في تطوير التعليم بجزر القمر عامة، وجامعة جزر القمر بشكل خاص

وأشار الدكتور عبد الرؤوف إلى أن جامعة جزر القمر تقوم بثلاث مهام رئيسية: تعليم الطلبة القمريين وتأهيلهم علمياً وأكاديمياً. إعداد وتأهيل أعضاء هيئة التدريس بما يتناسب مع التطورات التعليمية الحديثة. تأليف ونشر الكتب التي تتوافق مع الثقافة القمرية والقيم الإسلامية، حفاظاً على الهوية الوطنية ومستقبل الأجيال القادمة

يُذكر أن الأستاذ سعيد الشاذلي هو خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ويعيش حالياً في فرنسا حيث يوجد المقر الرئيسي لدار القمر للطباعة والنشر، مع وجود فرع لها في جزر القمر

بعد أن لاحظ نقصاً في الوسائل التعليمية المتاحة لتدريس العلوم الإسلامية واللغة العربية، قرر الشاذلي تأسيس دار نشر خاصة به، بهدف مشاركة معرفته مع أكبر عدد ممكن من الناس. وصرّح قائلاً: "هدفنا هو تقديم أدوات تعليمية ممتعة وفعالة للمدارس والجامعات والمعلمين والطلاب. نريد أن نجعل تعليم العلوم الإسلامية واللغة العربية أكثر سهولة ومتعة، ومتاحاً للجميع

زتعمل دار القمر حالياً مع أكثر من 100 منظمة تعليمية تشمل مدارس، جامعات، ومعاهد، وتخدم أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة. لا تقتصر جهود الدار على توفير الكتب فقط، بل تشمل أيضاً: تلبية احتياجات المجتمع في المجال التعليمي. دعم المؤسسات من خلال تقديم دورات تدريبية ودعم تربوي مستمر. إنشاء وسائل تعليمية حديثة تجمع بين المتعة والجودة

وأكد الشاذلي أن هذه الجهود تندرج تحت قيم التضامن والتربية والجودة والأخلاق، مضيفاً أن دار القمر تهدف إلى أن تكون رائدة في التعليم ليس فقط في جزر القمر، بل في العالم الإسلامي ككل. واختتم الحدث بتوجيه الشكر للحاضرين والتأكيد على أن مثل هذه المبادرات تعزز التعليم كركيزة أساسية لـ"التنمية المجتمعية والثقافية". وأعرب الحضور عن إعجابهم بجودة إصدارات دار القمر، معربين عن أملهم في استمرار مثل هذه الفعاليات التي تربط بين المؤسسات التعليمية ودور النشر، بما يسهم في رفع مستوى التعليم في جزر القمر

يُذكر أن الفعالية لاقت تغطية إعلامية واسعة، مما يعكس أهمية الموضوع واهتمام المجتمع القمري بتعزيز التعليم الإسلامي واللغة العربية، كجزء من الهوية الثقافية والدينية للبلاد