logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

دفن الموتى في زمن كورونا: دار الافتاء تدعو المواطنين إلى ضرورة الالتزام بالتعليمات الطبية

دفن الموتى في زمن كورونا: دار الافتاء تدعو المواطنين إلى ضرورة الالتزام بالتعليمات الطبية

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
مع الانتشار المتسارع للموجة الثانية من كوفید-19، والارتفاع المخيف في معدلات الوفيات في البلاد، ثار جدل حول كيفية تجهيز الميت من غسله وتكفينه والصلاة عليه وحتى الدفن للحالات التي قضت نحبها بسبب الفيروس. ويعارض بعض المواطنين فكرة ترك موتاهم في أيدي موظفي الأمن المدني للتعامل مع جثث الموتى، وذلك وفقا للبروتوكول الصحي الذي وضعته الجهات المختصة، خلال هذه الفترة من جائحة كورونا المستجد، وذلك بحضور الأمين العام بدار الإفتاء الأستاذ إسماعيل عليمان.

 

وفي الأيام الأخيرة، في بعض المناطق كان الموضوع ساخنا وقد حصل بعض الاحتكاكات التي كانت من شأنها أن تؤدي إلى مشاحنات حيوية للغاية بين المواطنين بعضهم بعضا من أجل الامتثال للإجراءات المحددة من قبل الجهات المختصة والمنتقدين الذين لا يزالون يعتقدون بأن هذه الاجراءات ضد التعاليم الإسلامية. وفي هذا السياق التقينا بالشيخ علي أحمد (المشهور بأستاذ علي حاجي) مستشار مفتي الجمهورية الشيخ أبو بكر سيد عبد الله جمل الليل للاستفسار حول كيفية التعامل مع جثث الموتى الذين أصيبوا بفيروس كورونا

وقال بأنه لابد من أخذ في عين الاعتبار بالوضع الصحي الحالي الذي يتعلق بمرض كورونا والذي ينتشر بشكل خطير في جميع أنحاء العالم ومن بينها جزر القمر. وأضاف "المرض أصبح خطيرا ويؤدي إلى وفاة عدد من الأشخاص في كل وقت وحين" ولابد من اتخاذ الاجراءات الصحية الوقائية اللازمة. وأوضح الأستاذ علي حاجي أنه بالنسبة للموتى لا يزال الفيروس موجودا، وأنه وفقا لتعليمات الأطباء فإن إمكانية نقل العدوى من الميت إلى الحي موجود إذا لم يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة، ولذا ينبغي اتباع التعليمات الطبية في تجهيز الميت ودفنه

مع انتشار هذه الجائحة لا يجوز غسل وكفن الموتى

إلا الطواقم الطبية المختصة والمتدربين

موضحا أنه في هذه الحالة فالدين يلزمنا بأن يقوم بتجهيز جثث موتى كورونا، من غسل وكفن وحتى الدفن، أشخاص مدربين بشكل خاص، في مثل هذه الحالات سواء من الأطباء المختصين ورجال الهلال الأحمر وأفراد الأمن المدني. وقال مستشار مفتي الجمهورية بأن هؤلاء الأشخاص سيعرفون كيف يحمون أنفسهم وحماية المواطنين في نفس الوقت من العدوى بالمرض، مؤكدا بأنه ونحن في هذه الحالة من انتشار هذا الوباء فإنه "لا يجوز الغسل والكفن إلا من قبل الطواقم الطبية المختصة أو من تم تدريبهم على القيام بهذه المهمة". مؤكدا في هذا الخصوص بأن هؤلاء الأطباء ورجال الهلال الأحمر وموظفي الدفاع المدني هم مسلمون ولله الحمد ويعرفون أحكام تجهيز الميت ودفنه فلا مجال للقلق ولا للشك لأنهم تم تدريبهم في مثل هذه الظروف

وقال الأستاذ علي حاجي بأن الإسلام لم يلزم قيام أسرة الميت أو أقربائه بأعمال تجهيز الميت، وأنه "لا يظهر شرف الإنسان عند وفاته عندما تقوم عائلته بغسله أو دفنه، وهذا لا يزيد ولا ينقص شيئا من حسناته، ولكن أفعاله عند ما كان على قيد الحياة". وحول صلاة الجنازة والميت في سيارة الإسعاف، أوضح مستشار مفتي الجمهورية بأنه غير ملزم بعرض الرفات في النعش داخل المسجد، وأنه يمكن أن تبقى الميت داخل سيارة الاسعاف ويصلى عليه مع الالتزام بالتعليمات الطبية المحددة

وأكد بأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد وصانا في مثل هذه الظروف قائلا "فر من المجذوم كفرار الأسد" والمجذوم هو مرض خطير كان في عهد الرسول، ونصح الرسول الناس بالفرار من هذا المرض الخطير والمعدية مثل الفرار من الأسد. كما أن القرآن الكريم يحرم الاقتراب من كل ما هو خطير من شأنه اهلاك النفس، حيث قال تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة). وبالإضافة إلى ذلك فيجوز أداء صلاة الجنازة على الغائب فكيف لا يمكن أدائها وهي في سيارة الاسعاف أو في صندوق محكم، ولا يشترط الإسلام أداء صلاة الجنازة في مكان محدد، فالمهم أن يتم الالتزام بالتعليمات الطبية والضوابط الشرعية حتى لا يتم نقل العدوى

 

تعليقات