سعادة السفير ماذا تقول حول العلاقات الثنائية بين مملكة البحرين وجزر القمر ؟
بداية أود أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى أسرة تحرير صحيفة "الوطن" الغراء والتي تقوم بدور حيوي وهام في تسليط الضوء على جمهورية القمر المتحدة في كافة المجالات لكل عربي من المحيط إلى الخليج، ونتمنى لها ولأسرة تحريرها مزيدا من التقدم والازدهار
وفيما يخص الإجابة عن سؤالكم، فمنذ أن شرفت بتسليم أوراق اعتمادي إلى فخامة الرئيس القمري غزالي عثمان سفيرا غير مقيم لدى جمهورية القمر المتحدة، وانطلاقا من توجيهات العاهل المفدى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، أسعى جاهدا في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها ونمائها على كافة الأصعدة، ونحن نتابع الشأن القمري ولا يفوتني في هذا الإطار ومن خلال صحيفتكم الموقرة "الوطن" أن أثمن خطوات السياسة الخارجية القمرية والنجاحات والانجازات التي تتحقق يوما بعد يوم، نتيجة هذه العلاقات المميزة والتي تعكس الدور الذي تقوم به جزر القمر وخاصة الانجاز الكبير بانتخاب الرئيس غزالي نائبا ثانيا لرئيس الاتحاد الافريقي والذي يترجم علاقات جزر القمر الافريقية. فضلا عن العلاقات المميزة لجزر القمر عربيا وإقليميا ودوليا
وتابع السفير الكعبي أن العلاقات بين مملكة البحرين وجزر القمر تنطلق من عدة قواسم مشتركة بين البلدين والشعبين الشقيقين وترتكز على أسس من التعاون والتنسيق في كافة المحافل الدولية والمصالح المتبادلة، كما أن مملكة البحرين ترحب بزيارة المسؤولين القمريين لبحث امكانية التعاون بين البلدين في المجالات المختلفة ولتحقيق مزيدا من العمل المشترك بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين
وعلى صعيد الزيارات الرسمية، استقبل سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء، صيف محمد الأمين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي القمري السابق في 12 سبتمبر 2019، حيث سلمه الرسالة الخطية الموجهة إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد، من الرئيس غزالي عثمان رئيس جمهورية القمر المتحدة والتي تمحورت حول تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين الشقيقين. كما تشرفنا باستقبال كلا من وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي ومدير مكتب رئيس الجمهورية المكلف بالدفاع بالعاصمة العمانية -مسقط- خلال زيارتهما الرسمية إلى السلطنة في عام 2019، وتم بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية وخاصة في المجالات السياسية والتجارية والاستثمارية، بما يعود بالخير والمنفعة على البلدين والشعبين الشقيقين
كما أود أن أشير إلى أن سعادة رئيس مجلس البرلمان القمري السابق حامد برهان زار مملكة البحرين في 12 مايو 2017 عام، حيث التقى وزير الدولة للشؤون الخارجية بالمملكة واستعرض سعادته العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيز آفاق التعاون في المجالات كافة، إلى جانب تبادل الخبرات والاستفادة من التجربة البرلمانية بما يعود بالخير والمنفعة للشعبين والبلدين الشقيقين. وأشار رئيس البرلمان القمري السابق في ذاك الوقت عن رغبة بلاده في فتح قنصلية فخرية تابعة لجزر القمر في مملكة البحرين، وذلك تعزيزاً للعلاقات الدبلوماسية بين مملكة البحرين وجزر القمر. وهذا يوضح ويدلل بجلاء الرغبة والإرادة السياسية المشتركة بين البلدين في بناء علاقات مميزة وتطويرها في كافة المجالات
ماهي مجالات التعاون بين مملكة البحرين وجزر القمر، وما هي آفاق التعاون المستقبلية بين البلدين الشقيقين؟
تحرص مملكة البحرين على تعزيز علاقاتها في كافة المجالات مع الدول التي تقيم معها علاقات دبلوماسية تحقيقا لأهداف العلاقة وتفعيلا للأهداف الجيوسياسية والجيواستراتيجة. وتسعى مملكة البحرين منذ إقامة علاقات دبلوماسية مع جمهورية القمر المتحدة في عام 2018 إلى تعظيم التبادل التجاري بين البلدين، وقد شهدت الفترة الماضية عدة زيارات بين وفود البلدين، شملت زيارة لقاء ضم وزيري الدفاع والخارجية القمريين مع عدد من رجال الأعمال والمستثمرين البحرينيين بسفارة مملكة البحرين بسلطنة عمان بمقر السفارة بالعاصمة مسقط في عام 2019م، وذلك على هامش زيارة رسمية للوزيرين إلى سلطنة عمان، حيث دار نقاش بين الجانبين حول فرص الاستثمار في جزر القمر والتسهيلات في الاجراءات والحوافز التي تقدمها جمهورية القمر المتحدة للمستثمرين، ومن جانبهم رحب المستثمرون البحرينيون المشاركون في اللقاء -آنذاك- بفكرة الاستثمار في جزر القمر كتوجه جديد في ضوء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والتي تستهدف تعظيم التبادل التجاري بين البلدين وفتح آفاق جديدة في التعاون الاقتصادي من خلال الاستثمارات في جزر القمر
وكان من المتوقع أن يقوم مجموعة من رجال الأعمال والمستثمرين البحرينيين بزيارة العاصمة موروني بعد هذا اللقاء لكن جاءت جائحة كورونا بتداعياتها وآثارها السلبية على اقتصاديات الدول العربية واجراءاتها الاحترازية التي فرضت قيودا على السفر والتنقل. ونامل أن تنتهي هذه التداعيات لينتعش الاقتصاد العربي مرة أخرى ويمكن استئناف الخطط والبرامج التي وضعتها الدول في المجالات المختلفة وخاصة مجال الاقتصاد
وتابع السفير البحريني أنه وفي اطار هذا السياق، جرى لقاء في 27 مايو من العام 2014 بين وزير الصناعة والتجارة بمملكة البحرين والسفير القمري السابق لدى المملكة العربية السعودية محمد إسماعيل، وخلال اللقاء أعرب الوزير عن ترحيبه بهذه الزيارة وتأكيده أهميتها في تعزيز العلاقات المشتركة بين مملكة البحرين وجمهورية القمر المتحدة. واستعرض الوزير آنذاك الواقع الاقتصادي لمملكة البحرين والبيئة الاستثمارية الصديقة والإمكانيات التي توفرها الحكومة للمشاريع المختلفة، بالإضافة إلى التشريعات والقوانين والأنظمة الحامية للاستثمارات التي تجعل من البحرين اليوم بوابة للاستثمارات والمشاريع العالمية وهي تحتضن عشرات من كبريات المشاريع الضخمة على أرضها
ومن جهته، استعرض سفير جزر القمر لدى السعودية السابق محمد إسماعيل إمكانيات بلاده الاقتصادية ورغبتها في الاستفادة من الفرص المتاحة لرفع مستوى العلاقات الثنائية مع مملكة البحرين، مؤكدًا ترحيب حكومته بكافة الاستثمارات والمشاريع التي من شأنها تعزيز التعاون المشترك. كما أعرب عن تقدير حكومته لكافة الجهود والمساعي التي تبذلها حكومة البحرين في سبيل دعم التعاون الاقتصادي والاستثماري والعلاقات المشتركة بين بلاده ومملكة البحرين
تسعى جزر القمر منذ فترة إلى افتتاح الدول العربية سفارات لها في موروني، لتعزيز الوجود العربي في هذا القطر العربي النائي، فهل هناك توجه في البحرين بهذا الصدد؟
منذ تولي العاهل المفدى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم في البلاد ومنذ العهد الاصلاحي لجلالته واطلاق ميثاق العمل الوطني أرسى جلالته أسس وقواعد للسياسة الخارجية للمملكة والتي تقوم على عدد من المحددات والركائز الرئيسة وابرزها التعاون البناء وتبادل المصالح وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وأن قرار جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إقامة علاقات دبلوماسية مع جمهورية القمر المتحدة جاء في اطار الانفتاح على دول العالم وتعزيز علاقات المملكة السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، فضلا لوجود قواسم مشتركة بين البلدين والشعبين والمصالح المشتركة، كما أننا نتطلع إلى مزيد من التعاون في المرحلة المقبلة
ستحتفل جزر القمر السادس من يوليو القادم بالعيد الـ46 لاستقلالها من فرنسا، وهل هناك رسالة خاصة ترسلها إلى الشعب القمري وقياداتها لهذه المناسبة؟
يسعدني أن أتقدم بأحر التهاني وأطيب التمنيات إلى فخامة رئيس الجمهورية غزالي عثمان بمناسبة العيد الوطني السادس والأربعين لجمهورية القمر المتحدة الشقيقة وإلى الشعب القمري الشقيق، متمنيا لفخامته موفور الصحة والسعادة وللشعب القمري المزيد من التقدم والرفاهية وأن تتحقق آمال وتطلعات الشعب القمري في ضوء الرؤية العظيمة 2030م التي أطلقها فخامة الرئيس غزالي عثمان، كما أود أن أعرب عن عميق اعتزازي بأواصر الأخوة الصادقة والتقدير المتبادل التي تربط بين قيادة البلدين والشعبين الشقيقين القائمة على التعاون المثمر والتضامن الفاعل والتي نحرص دائما على تمتينها وتطويرها، لما فيه صالح بلدينا وشعبينا الشقيقين