احتفل القمريون صباح يوم السبت 22 أبريل الجاري بأول أيام عيد الفطر السعيد، بعد إتمام صوم شهر رمضان، حيث أدى المواطنون والمقيمون شعائر صلاة العيد بجميع الجزر ومناطق البلاد، وتبادلوا التهاني والتبريكات. وقد توافد المصلون إلى المساجد والساحات منذ الصباح الباكر وألسنتهم تلهج بالتكبير لله سبحانه وتعالى، داعين ومبتهلين للمولى عز وجل أن يديم على جزر القمر الأمن والأمان في ظل القيادة الحكيمة لرئيس الجمهورية غزالي عثمان -حفظه الله ورعاه. وأشار خطباء وأئمة المساجد إلى أن العيد الحقيقى هو الشعور بالضعفاء والمحتاجين، ويتجسد ذلك الشعور في إغنائهم عن السؤال في هذا اليوم حتى تشمل الفرحة والسرور كل بيت
وكان فخامته قد أمّ المصلين في مسقط رأسه بمدينة ميتسوجي، بحضور سماحة مفتي الجمهورية الشيخ أبو بكر سيد عبد الله جمل الليل وأعضاء الحكومة والسفراء المعتمدين لدى جزر القمر وكبار أعيان المدن والقرى وجمع غفير من المواطنين. وكعادته بعد تقديم التهاني إلى المواطنين وتمنياته لهم بالسعادة، ألقى رئيس الجمهورية خطابه التقليدي الذي تناول العديد من موضوعات الساعة، لاسيما عملية "وامبوشو" التي بدأت صباح يوم الاثنين -ثالث أيام العيد- في جزيرة مايوت القمرية
عملية وامبوشو
وأعلن رئيس الجمهورية أمام أعضاء حكومته الذين حضروا في مسجد ميتسوجي لأداء صلاة العيد أنه "فيما يتعلق بأحداث جزيرة مايوت، أود أن أؤكد لكم مواطني الأعزاء في الجزر الأربعة أن المسار الذي اختارته الحكومة القمرية هو طريق الحوار مع شركائنا الفرنسيين. آمل بأن يأخذ الجانب الفرنسي في الاعتبار موقف حكومتي بشأن النزاع الإقليمي بين بلادنا وفرنسا حول جزيرة مايوت القمرية". وكانت موروني قد أعلنت أنها لن تستقبل رعاياها الذين ستطردهم السلطات الفرنسية من هذه الجزيرة المحتلة
وانطلاقا من اختياره مسار الحوار، عبر رئيس الجمهورية عن توقعاته قائلا "نفضل البحث عن وجهات نظر جديدة لإيجاد حل لهذا النزاع غير السار، والذي استمر لأكثر من أربعين عاما، في إطار احترام القانون الدولي والمصالح المشركة للبلدين". ومنذ يوم الأحد الماضي -ثاني أيام العيد- بدأت الاشتباكات بين الشبان وعناصر الشرطة وقوات الدرك المتمركزين في جزيرة مايوت. وقال الشبان المتحمسون الذين يعارضون عملية "وامبوشو" إنهم مستعدون لخوض معركة ضد عناصر الشرطة وقوات الدرك (1800 رجل أمن) التي أرسلتها فرنسا إلى الجزيرة لتدمير المساكن غير المستقرة، دون سكن بديل، وطرد "غير النظاميين"
الانتخابات القادمة
وفيما يتعلق بالسياسة الداخلية، أعرب رئيس الجمهورية عن رغبته في تنظيم انتخابات شفافة. وقال "أود أن أذكركم بأن العملية قد بدأت بالفعل، كي تجرى الانتخابات القادمة في هدوء وسلام، آملا أن يساهم كل منا في هذه الاستحقاقات. وأكد غزالي عثمان في خطابه أن الحكومة قد أطلعت المجتمع الدولي العلمية والذي قال من جانبه إنه مستعد لدعم الأرخبيل في هذه الانتخابات
وعلى المستوى الوطني، سيتم إجراء اتصالات مع جميع أصحاب المصلحة في هذه العملية، لاسيما القادة السياسيون والاقتصاديون والاجتماعيون، "حتى نتمكن من العمل معًا من أجل نجاح هذه الاستحقاقات النهائية". وأضاف فخامته أن الأمر متروك الآن للمواطنين وجميع الجهات الفاعلة لبذل كل ما في وسعها للحفاظ على السلام والأمن وسيادة القانون والديمقراطية. وهي دعوة أيدته السلطان عبد العزيز الذي تحدث باسم كبار أعيان جزيرة انغازيجا، حيث دعا في كلمته المعارضة إلى العودة على طاولة المفاوضات من أجل بناء البلاد. فيما أدانت الجبهة المشتركة الموسعة دعوة الفاعلين الاقتصاديين إلى عملية سياسية بحتة، كما ترفض المشاركة في أي حوار طالما لم يتم إعفاء السجناء السياسيين المدانين أو الصفح عنهم
الوضع في السودان
وفيما يتعلق بالوضع السائد حاليا في السودان، حيث يتصادم الرجلان القويان في بلاد ملتقى النيلين منذ أيام، أكد رئيس الاتحاد الأفريقي أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أجرت اتصالات مع الطلاب القمريين الموجودين في السودان. وأضاف فخامته قائلا "في هذا العيد، لا ننسى إخواننا الفلسطينيين الذين يعيشون تحت نيران الاحتلال الإسرائيلي"
وحيث ارتفعت حصيلة سبعة أيام من القتال في الخرطوم إلى أكثر من 400 قتيل، بينما بدأت بعض الدول في إجلاء رعاياها، يوضح الرئيس غزالي أنه "يقولها في كل مناسبة أن السلام والأمن والطمأنينة والاستقرار في جزر القمر هي شروط لا غنى عنها لتطوير بلادنا العزيز اجتماعيا واقتصاديا. لذلك يجب أن تسود هذه القيم في جميع أنحاء التراب الوطني، وهو ما سيمنع جزر القمر من أن تعيش نفس مصير السودان، التي هي دولة أفريقية وإسلامية مثل بلادنا
وحول مجريات الشهر الفضيل، أشاد رئيس الجمهورية بالجهود التي بذلها الفاعلون الاقتصاديون ومنظمات أرباب العمل ونقابات الصيادين في ضمان توافر المواد الغذائية رغم تضخم الأسعار. واختتم الرئيس غزالي خطابه "أشكر إخواني وأخواتي حكام الجزر الثلاث وعناصر الشرطة وقوات الدرك الذين عملوا ليلا نهارا بالتعاون مع الولاة ورؤساء البلديات في كل مكان لاحترام حرمة شهر رمضان". مؤكدا عزمه المستمر في العمل كي "يبقى ديننا الحنيف، بعيدا عن الحركات والجماعات والأيدولوجيات، ويظل عاملا من عوامل السلام والوئام الوطني"